تحتفل اليوم جوجل بذكرى ميلاد الشاعر السوداني محمد الفيتوري، من خلال شعار خاص بها من رسم الفنانة المصرية نورا زيد، يظهر على صفحتها الرئيسية للبحث في الدول العربية مثل السعودية ومصر والجزائر وعمان وغيرها.
ولد الفيتوري في ٢٤ نوفمبر من عام ١٩٣٠ في بلدة الجنينة على الحدود الغربية للسودان، لأب ليبي وأما مصرية.
انتقل في عمر الثالثة إلى الإسكندرية بمصر وحفظ القرآن الكريم في مراحل تعليمه الأولى، ثم درس بالمعهد الديني وانتقل إلى القاهرة حيث تخرج من كلية العلوم جامعة الأزهر.
عملا كمحرر أدبي في الصحف المصرية والسودانية بعد التخرج.
عام 1956، نشر مجموعته الشعرية الأولى بعنوان “أغاني إفريقيا”، والتي كشفت آثار الاستعمار على الهوية الأفريقية، مما شجع قرائه على اعتناق الجذور الثقافية لقارتهم السمراء.
ثم نشر بعدها العديد من المسرحيات والكتب والمجموعات الشعرية حيث عاش وعمل كاتبا وصحفيا في معظم الدول العربية، ونشر الفيتوري اخر أعمالة في عام 2005.
لم يكن الفيتوري مجرد شاعر في الشأن السوداني فقط، بل كتب للوطن العربي ولقارة إفريقيا حتى عرف بأنه شاعر القارة المقهورة، كما كتب للإنسان بصورة عامة بصرف النظر عن أي انتماء كان.
يعتبر الفيتوري أحد رواد الشعر الحر الحديث، من خلال تحرير قصائده من الأغراض القديمة كالوصف والغزل، وهجر الأوزان والقافية ليعبر عن تجربة ذاتية يشعر بها، كما ركز شعره على الجوانب التأملية، ليعكس رؤيته الخاصة المجردة تجاه الأشياء من حوله مستخدماً أدوات البلاغة والفصاحة التقليدية والإبداعية.
أعماله بثت حياة جديدة في الأدب العربي المعاصر بلغتها الثورية، فكانت تمزج بين الفلسفة الصوفية والثقافة الأفريقية وتدعو إلى مستقبل خال من الاضطهاد.
تم تدريس بعض أعماله ضمن مناهج آداب اللغة العربية في مصر في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، كما تغنى ببعض قصائده مغنّون كبار في السودان.
عين خبيرا للإعلام بجامعة الدول العربية في القاهرة في الفترة ما بين 1968 و1970، ثم عمل مستشارًا ثقافياً في سفارة ليبيا بإيطاليا، كما عمل مستشارًا وسفيرًا بالسفارة الليبية في بيروت بلبنان، ومستشارا للشؤون السياسية والإعلامية بسفارة ليبيا في المغرب.
حصل الفيتوري على «وسام الفاتح» الليبي، و«الوسام الذهبي للعلوم والفنون والآداب» بالسودان.
في عام 1974 في عهد الرئيس جعفر نميري، أسقطت عنه الحكومة السودانية الجنسية، وسحبت منه جواز السفر السوداني، لمعارضته النظام آنذاك، وتبنّته الجماهيرية الليبية وأصدرت له جواز سفر ليبي، وارتبط بعلاقة قوية بالعقيد معمر القذافي وبسقوط نظام القذافي سحبت منه السلطات الليبية الجديدة جواز السفر الليبي.
أقام بعدها في المغرب مع زوجته المغربية في ضاحية سيدي العابد، وفي عام 2014، عادت الحكومة السودانية ومنحته جواز سفر دبلوماسي.
وتوفي محمد الفيتوري في يوم الجمعة 24 أبريل عام 2015 في المغرب، عن عمر ناهز 85 عاما بعد صراع طويل مع المرض.
مصادر
https://bit.ly/3DNkzr3
https://bit.ly/3CTQMMo
https://bit.ly/30Yv7ph