منهجية التحقق من المعلومات

كيف نرصد الشائعات والمعلومات المضللة المنتشرة على الإنترنت ونكشف حقيقتها بدقة وحياد؟

يؤمن فريق «أخبارميتر» بأن الانتهاكات المهنية والأخلاقية ليست هي الخطر الوحيد على وعي الجماهير والسلام المجتمعي، وأن الأخبار الكاذبة والشائعات تمتلك تأثيرا بالغا على السلام الاجتماعي وإثارة البلبلة بين الجماهير. وبناء عليه، أنشأ الفريق وحدة خاصة لرصد الأخبار الكاذبة والشائعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الأخرى بداية من عام 2020 تحت مسمى "خبر غير حقيقي". تتكون الوحدة من ثلاثة من مدققي الحقائق للتحقق من الأخبار والشائعات المتلاحقة عبر الإنترنت ويشرف عليهم رئيس قسم التحقق من الأخبار الكاذبة في المرصد.

كيف يتم اختيار الأخبار؟

أهمية الخبر ودرجة تأثيره في حياة الجمهور، يتعين أن يحمل تأثيرا واسعا عليهم سواء من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.

مدى انتشار الادعاء /أو احتمالية انتشاره بين الجمهور ويمكن قياس ذلك، في بعض الأحيان، عبر النظر إلى مدى المشاركات/المشاهدات عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويدعم ذلك أرقام المشاهدات التي يوردها الفريق في التحقق من المعلومات.

يتم اختيار الادعاءات المراد التحقق منها دون تمييز على أساس التوجه الحزبي أو الإيديولوجي أو الجنسي أو العرقي.

ينظر الفريق إلى شدة عواقب انتشار المعلومات في حال كونها مضللة على الجمهور، على سبيل المثال إذا ما كان التضليل يتعلق بالصحة.

وجود مصادر موثوقة يمكن الوصول إليها للتأكد من صحة الادعاءات أو نفيها.

يغطي الفريق بعض الأخبار الخفيفة والتي قد تحظى بشعبية بين الجمهور لما لها من جاذبية تجعلها تؤدي دورا تعليميا يثير التفكير النقدي في طرق التحقق من المعلومات.

يهتم الفريق بتغطية الأحداث الإقليمية التي تحظى بانتشار واسع وكبير بين الجمهور.

قد يصلنا على البريد الإلكتروني الخاص بالمرصد [email protected] طلبات للتحقق، وما يقع في إطار محددات اختيار الادعاءات وفق سياسة الاختيار، وبعيدا عما لا نقيمه بالأسفل.

ما لا نقيمه

يستبعد الفريق التحقق من المعلومات ضعيفة الانتشار، بهدف عدم المساهمة في زيادة تداولها بين الجمهور.

لا يتحقق الفريق من الادعاءات المتعلقة بالقضايا الدينية.

لا يتحقق الفريق من التوقعات للمستقبل ولا الآراء الشخصية ولا التعليقات على الأحداث.

لا يتحقق الفريق من مزاعم الفساد التي تضطلع بها الهيئات القضائية، ولم يتم إصدار حكما نهائيا بها.

لا يتطرق الفريق إلى منشورات تم إنشاؤها بغرض الفكاهة.

منهجية عمل التحقق من المعلومات

يسعى الفريق إلى الوصول إلى البيانات والمعلومات وأفضل الأدلة المتاحة عبر المصادر المفتوحة، والأفراد والمؤسسات كلما تمكن الفريق من الحصول على ردود من تلك المصادر.

يتحقق الفريق من صحة المعلومات والبيانات والأرقام والسياق الخاص بالادعاء.

يبتعد الفريق عن اللجوء إلى المصادر غير الرسمية.

يعمل الفريق على التحقق عبر خطوات بسيطة يمكن للجمهور إعادتها والتحقق بأنفسهم من صحة ما جرى نشره.

في حالة التحديثات وظهور معلومات جديدة تؤثر في عملية التحقق وتغيير التقييم سوف يجري الفريق التعديلات اللازمة، وسوف يتم الإشارة إلى ذلك في صندوق أسفل التقرير، كما سوف يظهر تاريخ التحديث بجوار تاريخ النشر الأصلي.

خطوات التحقق

أولا: يستخدم الفريق الكلمات المفتاحية على محركات البحث، ويعمل على استخدام أدوات البحث المتقدمة عبر تحديد التواريخ وتوقيت النشر والمنطقة الجغرافية، وغيرها من الخيارات المتاحة.

ثانيا: يتم الرجوع إلى المواقع الرسمية مثل مواقع الوزارات والهيئات ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية، بهدف الرجوع إلى البيانات والأخبار الرسمية.

ثالثًا: متابعة مصادر الأخبار والأفراد المعنيين، بالإضافة إلى المصادر ذات الصلة الوثيقة بالأحداث وشهود العيان، من خلال مواقعهم الرسمية وصفحاتهم المعتمدة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويتم التنويه عن الانتماءات السياسية المعروفة لهؤلاء الأفراد عند الحاجة، خاصة إذا كانت تؤثر على دقة التحقق وفهم السياق.

رابعًا: عند التعامل مع الصور ومقاطع الفيديو، يعتمد الفريق على تقنية البحث العكسي عبر محركات البحث المختلفة للوصول إلى الصورة الأصلية، بالإضافة إلى استخدام أدوات التحليل للتحقق من وجود أي تلاعب وجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات حول اللقطات محل الادعاء.

خامسًا: يحرص الفريق على تقديم سياق دقيق وواضح للادعاءات من مصادرها الأصلية، لتمكين القارئ من فهم الأوضاع والخلفيات المهمة، بما في ذلك السياقات الاجتماعية والسياسية والتاريخية والثقافية، والإقليمية والدولية عند الحاجة.

يعتمد الفريق على الحقائق ويتجنب الافتراضات غير الموثوقة. وفي حال تعذر الوصول إلى معلومات كاملة أو حديثة، يتم التنويه بوضوح مع السعي لتحقيق أقصى درجة ممكنة من الدقة والاقتراب من الحقيقة.

لن يجد القاريء أي معلومات لا ننسبها إلى مصدرها الرئيس مثل الحسابات الشخصية والسجلات الحكومية ونصوص البيانات ومقاطع الفيديو الخاصة بالشخصيات العامة والمسئولين، وفي حال تم اعتماد مصدر ثانوي يتم إخبار الجمهور به.

عند كتابة السياق، يُعتمد على المصادر الثانوية فقط عند تعذر الوصول إلى المصادر الأولية، بشرط أن تتمتع بمصداقية ودقة عالية، خاصة عند تقديم خلفيات حول أحداث ماضية أصبحت حقائق ثابتة. تُراجع المعلومات بمقارنتها مع مصادر متعددة ومستقلة لضمان الحياد والدقة، مع الإشارة بوضوح إلى أن المصدر ثانوي وسبب عدم استخدام مصدر أولي.

يحرص الموقع، عند الإمكان والضرورة، على تحديد مدقق المعلومات المسؤول عن إعداد التقرير. ويتحمل كل من رئيس قسم التدقيق والمدقق المسؤولية المشتركة لضمان خلو التقرير من أي تأثيرات خارجية قد تؤثر على اختيار المعلومات أو محتواها في التحليل النهائي.

ويلتزم‌ ‌مرصد‌ ‌أخبار‌ ‌ميتر‌ ‌بجانب‌ ‌منهجيته‌ ‌في‌ ‌اختيار‌ ‌الأخبار‌ ‌للتدقيق‌ ‌وخطوات‌ ‌التحقيق‌ ‌منها‌‍‌،‌ وكتابتها‌ ‌ونشرها‌‍‌، ‌‍‌بمدونتي‌ ‌المباديء‌ ‌الخاصتين‌ ‌بكل‌ ‌من‌ ‌الشبكة‌ ‌العربية‌ ‌لمدققي‌ ‌المعلومات‌ (AFCN)، ‌والشبكة‌ ‌الدولية‌ ‌لتدقيق‌ ‌الحقائق‌ (IFCN).

تصنيفات التحقق

غير حقيقي: يُعتبر الخبر مفبركًا عندما لا يستند إلى أي حقائق ملموسة، وتكون البيانات والمعلومات والتصريحات والأرقام والإحصاءات المستخدمة لا أساس لها من الصحة. كما يمكن أن يشمل ذلك التلاعب بالوسائط المتعددة، مثل الصور ومقاطع الفيديو، باستخدام تقنيات تحرير أو أدوات متطورة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتشويه الحقيقة أو تضليل الجمهور.

نصف حقيقي: يُعتبر الخبر أو التصريح نصف حقيقي عندما يحتوي على جزء من الحقيقة، بينما يكون الجزء الآخر غير دقيق أو ناقصًا. قد تكون النصوص، التصريحات، أو الأرقام صحيحة في جوهرها، لكنها تفتقر إلى تفاصيل أو سياق جوهري يغير فهم الحدث أو التصريح. كما يشمل ذلك استخدام عناصر تشوه الحقيقة بشكل بسيط، أو اجتزاء التصريح بطريقة تغيّر معناه أو الغرض منه.

سياق مضلل: يُعتبر السياق مضللًا عندما تُستخدم معلومات حقيقية (مثل النصوص، التصريحات، الصور، مقاطع الفيديو، أو الأرقام) ولكن يتم وضعها خارج سياقها الأصلي، مما يؤدي إلى إيصال معنى مختلف عن الحقيقة. على سبيل المثال، استخدام تصريح صحيح لشخص ما ولكنه مرتبط بزمان أو مكان غير صحيحين.

غير مثبت: ينطبق هذا التصنيف على الادعاءات التي تم فحص الأدلة المتاحة بشأنها، لكن تعذر الوصول إلى نتيجة واضحة تُثبت صحتها أو خطأها. يشير ذلك إلى أن الأدلة المتوفرة غير كافية، أو متناقضة، أو غير حاسمة.

حقيقي: يُعتبر الخبر أو التصريح حقيقيًا عندما تُؤكَّد صحته من خلال مصادر رئيسية وموثوقة، وتتطابق البيانات أو المعلومات أو التصريحات والأرقام والإحصاءات مع المصادر الأكثر دقة وموثوقية عند التحقق منها. لا يبالغ الفريق في تصنيف الخبر كحقيقي إلا في الحالات التي يكون فيها الخبر محل شك، أي عندما تحيط به العديد من الشائعات قبل تأكيده.

طلبات التحقق من الجمهور

يستقبل الفريق طلبات الجمهور للتحقق عبر البريد الإلكتروني الخاص [email protected]، وما يقع في إطار محددات اختيار الادعاءات وفق سياسة الاختيار المرفقة بالمنهجية، وبعيدا عما أعلن الفريق أنه ليس في إطار اختياره.

في حال توافق الطلب مع سياسات الاختيار، يلتزم الفريق بالرد على طالب التحقق في خلال ٤٨ ساعة أو خمسة أيام عمل على الأكثر.

لن يرد الفريق على طلبات التحقق من أفراد مجهولي الهوية، حيث يجب أن يتوافر الاسم والبريد الإلكتروني الخاص بطالب التحقق.