"أنا مواطن إسرائيلي".. باسم يوسف يتّبع أسلوبه الساخر مع بيرس مورجان

18/10/2023 
5 دقائق للقراءة
كتابة: يمنى علام 
التصنيف: أخرى
"أنا مواطن إسرائيلي".. باسم يوسف يتّبع أسلوبه الساخر مع بيرس مورجان

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي المقابلة التلفزيونية الأخيرة للإعلامي الساخر باسم يوسف، مع المذيع البريطاني بيرس مورجان، ليحظى باسم بدعم وتأييد كبير من الناشطين عبر المنصات المختلفة.

 

حصد اللقاء 5.8 مليون مشاهدة خلال 18 ساعة، على منصة يوتيوب، وذلك بعد نشره على قناة الإعلامي البريطاني بيرس مورجان، والتي تسجل 1.7 مليون مشترك.

 

خلال المقابلة استخدم باسم يوسف أسلوبه الساخر في طرح الأسئلة والرد على ما يوجه لها من قبل "مورجان" حيث بدأ حديثه بالرد على سؤال ما تعليقك على ما حدث يوم 7 أكتوبر، بقوله بإن ما حدث كان بمثابة كارثة، خصوصًا كونه يتلقى الأخبار بشكل مباشر من خلال أسرة زوجته التي تقيم في غزة، وتعرضت منازلهم للقصف بالفعل، لكنه أكد أن ذلك أمر معتاد وطبيعي؛ فالطبيعي أن يُسمع بشكل متكرر عن قصف وتهدّم منازل أسرة زوجته وانتقالهم إلى منزل آخر نتيجة لذلك، ليؤكد بأسلوب ساخر خلال حديثه أنهم ما هم إلا جزء من الشعب الفلسطيني الذي اعتاد على الصراخ بشكل درامي بعد تعرضهم للقتل من قبل إسرائيل؛ رغم أنهم لا يموتون أبدًا وإنما يستمروا في العودة والصمود.

 

كما أشار باسم خلال المقابلة، على مقابلة سابقة أجراها المحلل السياسي الأمريكي والكاتب بن شابيرو، في البرنامج نفسه، وادّعى خلالها "شابيرو" أن حل الوضع القائم في فلسطين يكون من خلال ضم إسرائيل غزة إليها وقتل أكبر عدد من المدنيين، للتأكد من أن ما حدث من الجانب الفلسطيني في السابع من أكتوبر الماضي لن يتكرر أبداً، كما صنف أي شخص يرى أن أي شخص يدعو إلى وقف إطلاق النار سيكون متعاطف مع الإرهابين.

 

لذلك وردًا على ذلك، أكد باسم بإسلوب ساخر أنه بالتأكيد لا يريد أن يُصنف على أنه إرهابي، وأنه يتفق تمامًا مع رؤية "شابيرو"، ولكن مع طرح سؤال واحد، "كم عدد المدنيين الذين يحتاج شابيرو إلى أن يُقتلوا لكي يكون سعيدًا أو ما هو الرد المناسب؟".

 

كما استعرض باسم خلال حديثه ورقة، عبارة رسم بياني، أظهرها عدة مرات خلال المقابلة، تمثل نسبة أعداد القتلى من الإسرائيليين مقابل الفلسطينيين على مر السنوات، والتي تُشير بشكل واضح إلى عدم التكافؤ والزيادة الكبيرة في أعداد الفلسطينيين.

 

وللتأكيد، أوضح باسم أن الرسم يشير إلى أنه في عام 2014 قُتل 88 إسرائيلي مقابل 2329 فلسطيني تم قتلهم، أي بمثابة إسرائيلي واحد مقابل 27 فلسطينيًا؛ رغم عدم وجود حدث كبير ومؤثر يمكنه تذكره.

 

واعتبر باسم أن العدد والمعادلة السابقة تعد بمثابة سعر صرف لحياة الإنسان أو المواطن الفلسطيني، متسائلا باستنكار عن سعر ذلك الصرف اليوم، حتى نتمكن من توقع أعداد موت الفلسطينيين في المستقبل مما قد يجعل أكثر استعدادًا وسعادةً.

 

وخلال اللقاء وجه بيرس مورجان المذيع ومدير الحوار، سؤالًا، قال فيه لباسم: "لو كنتَ إسرائيل، وهذا ما حدث لك (مشيرًا إلى ما حدث في السابع من أكتوبر الجاري)، ما هي الطريقة المناسبة للرد في البلاد برأيك؟"، ليجيب باسم بشكل ساخر، بأنه سيفعل بالظبط ما فعلته إسرائيل من قتل أكبر عدد من الأشخاص لأن العالم يسمح له بذلك.

 

وتابع باسم، بأنه يتوقع السؤال التالي، والذين سيُسأل فيه عن مدى إدانته لحماس نتيجة الأفعال التي قامت بها في خلال الأيام الماضية، فيؤكد مستخدمًا أسلوبه الساخر أنه بالفعل يدين حماس، ويعتبر أن حماس هي مصدر كل الشر الموجود بالعالم، ليتبع هذا الاعتراف، بتخيل العالم بدون ما يسمى حماس، وتخيل شكل العالم بعد ذلك.

 

ولمتابعة الفكرة التخيلية الساخرة، أعطى باسم العالم الخالي من حماس اسم "الضفة الغربية"، والتي هي بالفعل منطقة قائمة في الأراضي الفلسطينية، إلا أن حماس لا تملك أي سيطرة عليها، ورغم ذلك وحتى شهر أغسطس الماضي قُتل بها 37 طفلًا فلسطينيًا، رغم عدم وجود أي أحداث أو صراعات واضحة خلال تلك الفترة، كما تم قتل 7000 فلسطينيًا منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية، رغم عدم وجود أي سيطرة من حماس عليها. ومن جانبه اتفق مقدم البرنامج مع ما يسرده باسم، مؤكدًا أنه يعلم أن ما يقوله واقعي ويحدث بالفعل.

 

وخلال المقابلة، أشار باسم مرة أخرى إلى مقابلة بن شابيرو وما قاله خلالها، ومن بينها أن إسرائيل هي القوة العسكرية الوحيدة في العالم التي تحذر المدنيين قبل قصفهم، معتبرًا أن هذا الموقف والمبرر يعد بمثابة لطف فظ أو سخيف. 

 

وتابع: "إذا اتبعنا المنطق نفسه، فسوف نتسامح مع يقوم به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذا بدأت القوات الروسية بتحذير المواطنين الأوكرانيين قبل قصف منازلهم". كما أكد أنه سأل ابن عم زوجته المقيمين في غزة، عمّا إذا كانت حماس تجبرهم على الالتزام بالبقاء في منازلهم لاستخدامهم كدرع بشري، إذا وجهت إليهم إسرائيل التحذير، إلا أنه أجاب بالنفي، ليؤكد باسم أن ما يتم ترويجه عبر بن شابيرو والمؤثرين في الغرب، كلام مُضلل وغير واقعي.

 

أشار باسم يوسف أيضًا خلال المقابلة إلى الترويج الغربي للعرب بصورة مسيئة وغير حقيقية مما يساهم في تكوين صورة ذهنية مشحونة وخاطئة في أذهان الأشخاص، وينتج عنه أعمال عنف مشابهة لما حدث من قتل مواطن أمريكي لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات، مشيرًا إلى تصريح قال فيه وزير الدفاع الإسرائيلي، إن الفلسطينيين بمثابة "حيوانات بشرية"، وهو ما يجعل العالم يتصالح بشكل أكبر ما يُمارس ضدهم من جرائم.

 

وبسؤال مقدم البرنامج عن "كيف نتخطى الوضع القائم ونصل إلى السلام؟"، أجاب باسم بأنه يجب تغيير التصور القائم، لافتًا إلى تصريح المرشح الأمريكي، نيكي هالي، الذي صور ما يحدث في فلسطين على أنه معركة بين الخير والشر، ليؤكد باسم أن بناء صورة ذهنية عن جانب ما على أنه الخير، تجعل ارتكابه الشر أمر غير ممكن، وعلى العكس فإن التسليم بكون طرف ما يمثل الشر، يجعل تقبّل قتله سهلًا.

 

وادعي بيرس مورجان، مقدم البرنامج، خلال المقابلة، أن الهدف المعلن لإسرائيل هو القضاء على حماس، كما أنهم يعتبرون أن قوات حماس تعيش بشكل رئيسي في شمال غزة ووسط المدنيين، مما يجعل من الصعب عليهم القضاء على تلك القوات دون الإضرار بالمدنيين، ليتسلم منه باسم بعد ذلك دفة الحديث، ويوضح أن ما يقوله يعني أن إسرائيل تفعل ذلك للضغط على المجتمع الفلسطيني في غزة للانقلاب على حماس، ويؤكد "مورجان" على ذلك.

 

ومن جانبه، أوضح باسم أن تأكيد المذيع على ذلك يعني تشبيهه لما تفعله إسرائيل بأفعال المنظمات الإرهابية التي تتبنى نفس التصرفات من نشر الخوف والرعب بين المدنيين لينقلبوا على حكوماتهم لتغيير سياستهم أو يستقيلوا، موجهًا للمذيع اتهام بأنه شبّه إسرائيل بمنظمة داعش الارهابية لتبنيهم نفس الأفعال، وهو ما رفضه "مورجان" مؤكدًا أن التشبيه الأنسب يكون بين حماس وداعش.

 

شهدت المقابلة أيضًا، تبني باسم يوسف، مشهد تمثيلي ساخر، أدّعى فيه أنه مواطن إسرائيلي يتحدث إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ليعاتبه على أنه صوت لفوزه نتيجة وعده بالسلام والأمن، إلا أن ما حدث في السابع من أكتوبر الجاري كان عكس ذلك، من خلال اجتياز قوات حماس للسياج الثقيل الذي أقامته إسرائيل، والذي يخضع لحراسة مشددة، ورغم ذلك استطاعت حماس تجاوزه، والبقاء لمدة 6 ساعات قبل الانتشار، ليعاتبه عن ما حدث وكيف حدث ذلك، رغم الدعم المستمر من قبل الولايات الأمريكية المتحدة، كما أن القوات الإسرائيلية مستمرة في قصف غزة دون أي اعتبار للراهن المحتجزة لدى قوات حماس.

 

وأشار باسم يوسف إلى الشائعة المتداولة حول القيام بذلك القصف المستمر بهدف دفع الفلسطينين إلى سيناء، مشيرًا إلى تصريح داني أيلون، مستشار رئيسي سابق لبوتين، الذي قال فيه أن الحل يكمن في رحيل الفلسطينيين إلى أرض سيناء الشاسعة والعيش فيها، وذلك بشكل مؤقت، حتى تبنى إسرائيل غزة من جديد ثم يعودون الفلسطينيين للعيش بها.

 

لينهي باسم هذا المشهد التخيلي والتمثيلي بلفظ أحد الشتائم، ويؤكد أن ذلك سيناريو متكرر، متسائلا كمواطن يحمل الجنسية الأمريكية عن فائدة ومصير الأموال الهائلة والتي تبلغ 4 مليارات دولار سنويًا، التي تمنحها أمريكا لإسرائيل، والذي وصفه الرئيس الأمريكي، جو بايدين، بأنه أفضل استثمار تقوم به أمريكا على الإطلاق، مشيرًا إلى تمكن قوات حماس إلى الهجوم على الجيش الإسرائيلي رغم ذلك.

 

واختتم باسم حديثه بالتأكيد على أن إسرائيل تعمل على ترويج أنها ضحية، مشددًا على أنه لا يوجد ضحية تضع مضطهديها تحت الحصار وتقصفها على مدار اليوم وطوال أيام الأسبوع، إلا أنها تصر على جعل العالم يصدق أنها ضحية.

 

يذكر أن باسم استخدم خلال المقابلة وأثناء انفعاله بعض الشتائم باللغتين العربية والإنجليزية، ليحذره المذيع بأنه قد يعتبر أن تكرار استخدامه للشتائم بمثابة إهانة لفريق العمل، ليعتذر له باسم وللمتابعين.

 

وخلال 18 ساعة من النشر، سجل الجزء الخاص بالتعليقات 70,059 تعليق، تنوعت بين عرب وأجانب، ومؤيدين ومعارضين، حيث علق حساب باسم "AntonGamal2005" (كمصريين نحن فخورون بهذا الرجل وكل ما يقوله صحيح تمامًا)، كما علق حساب باسم "yandelyano" (نجحت هذه المقابلة في حجز مكانها بكتب التاريخ).

 

لقاء باسم يوسم مع بيرس مورجان 

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية