الاكتئاب ليس ضعفًا، والعلاج لا يعتمد على الإرادة وحدها… تصحيح خمس خرافات شائعة تعيق التعافي
تنتشر العديد من المفاهيم الخاطئة حول الاكتئاب والعلاج النفسي، والتي تساهم في ترسيخ وصمة اجتماعية تجعل الكثيرين يترددون في طلب المساعدة. هذه الخرافات لا تؤدي فقط إلى تأخير العلاج، بل قد تفاقم من معاناة المصابين دون داعٍ. ورغم تزايد الاهتمام العالمي بالصحة النفسية، ما تزال بعض التصورات المغلوطة تعيق فهم المرض والتعامل الصحيح معه. في هذا التقرير، نسلط الضوء على خمس خرافات شائعة تتعلق بالاكتئاب والعلاج النفسي، ونوضح الحقائق العلمية بشأنها.
الاكتئاب ليس ضعفًا في الشخصية، ولا يمكن تجاوزه بمجرد "قوة الإرادة". هو اضطراب نفسي معقد، له أسباب متعددة بيولوجية ونفسية واجتماعية، ويؤثر بشكل كبير على حياة الشخص اليومية. الإرادة قد تلعب دورًا في طلب العلاج والالتزام به، لكنها وحدها لا تكفي للتعافي.
مضادات الاكتئاب لا تسبب الإدمان بمفهومه الطبي المعروف، لكنها تحتاج إلى التوقف عنها تدريجيًا وتحت إشراف طبي لتجنب أعراض الانسحاب أو عودة الأعراض. ويختلف تأثيرها من شخص لآخر، لذلك من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب وعدم التوقف عنها فجأة.
العلاج النفسي فعّال جدًا، خاصة في حالات الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط. في كثير من الأحيان، يُفضّل الدمج بين العلاج النفسي والدوائي لتحقيق أفضل نتائج. الأدوية تساعد على تخفيف الأعراض، لكنها لا تغني عن دور الحديث مع أخصائي نفسي يساعد في فهم الأسباب العميقة ومعالجتها.
التعبير عن الألم النفسي لا يعني أن الشخص لا يعاني، بل العكس تمامًا. التحدث عن الاكتئاب يتطلب شجاعة، وقد يكون الخطوة الأولى في طريق التعافي. من المهم أن نصغي لمن يبوح بمعاناته بدلًا من التشكيك في صدقه.
الاكتئاب يمكن أن يصيب الأطفال والمراهقين مثل البالغين، ولكن قد تظهر أعراضه لديهم بشكل مختلف. فالأطفال مثلًا قد يعبرون عن معاناتهم من خلال آلام جسدية أو تغيّرات سلوكية، أما المراهقون فقد يبدون انعزالًا أو تقلبات مزاجية شديدة أو تراجعًا في الأداء الدراسي. لذلك من المهم الانتباه إلى التغيّرات السلوكية وطلب تقييم متخصص عند الشك.
الخرافات الشائعة حول الاكتئاب والعلاج النفسي تؤدي إلى سوء الفهم، وتأخر في الحصول على الدعم المناسب، وتزيد من وصمة المرض النفسي. التعامل مع الاكتئاب كمرض حقيقي يتطلب وعيًا وتفهّمًا، ودور المجتمع لا يقل أهمية عن دور المختصين. كل إنسان يعاني من الاكتئاب يستحق أن يجد من يستمع له ويدعمه، دون أحكام أو افتراضات مسبقة. نشر المعرفة الصحيحة حول الصحة النفسية خطوة ضرورية لتقليل الوصمة، وتشجيع المزيد من الناس على بدء رحلة التعافي في وقت مبكر.
Topic categories
مريم رأفت (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here
Do you have a correction or missing information you would like to add? 📱 Contact us
Topics that are related to this one