هل فعلاً الماء يرطب بشرتك؟ وهل الشمس تُعالج الحبوب؟ تعرّفي على المفاهيم الخطأ التي قد تضر جمالك بدلًا من أن تحميه
في عالم الجمال، تنتشر نصائح لا تُحصى عن العناية بالبشرة، لكن ليست كلها صحيحة. بين نصائح الترند والمعتقدات المتوارثة، تكون بعيدة عن الحقيقة. في هذا التقرير، نكشف الستار عن أبرز خرافات العناية بالبشرة ونفهم كيف تؤثر فعليًا على صحة المرأة وجمالها.
الحقيقة:
يعتقد البعض أن البشرة الدهنية لا تحتاج إلى ترطيب، باعتبار أن إفرازها الطبيعي للزيوت كافٍ. لكن الحقيقة أن هذا الاعتقاد يُعد من أكثر الخرافات شيوعًا في عالم العناية بالبشرة. فعلى الرغم من أن البشرة الدهنية قد تسد المسام وتزيد من احتمالية ظهور حب الشباب، إلا أن الزيوت التي تفرزها تلعب دورًا مهمًا في حماية البشرة. كما أن أصحاب البشرة الدهنية غالبًا ما يتمتعون ببشرة أكثر سمكًا ومعدل أقل لظهور التجاعيد. السر يكمن في تحقيق توازن صحي بين التحكم في إفراز الزيوت والحفاظ على ترطيب البشرة. لذا، من الضروري استخدام مرطب خفيف، ويفضل أن يحتوي على واقٍ شمسي واسع الطيف بعامل حماية 30 أو أكثر، لحماية البشرة من الجفاف وأشعة الشمس الضارة في آنٍ واحد. (الأرشفة 1)
الحقيقة:
من الشائع الاعتقاد أن شرب كميات كبيرة من الماء كفيل بترطيب البشرة الجافة، خاصة في فصل الشتاء. إلا أن هذا الادعاء لا يستند إلى حقائق علمية دقيقة. ففي فصل الشتاء، تتعرض البشرة لظروف قاسية مثل انخفاض درجات الحرارة والهواء الجاف، مما يضر بحاجز البشرة الطبيعي – الطبقة العليا التي تحتوي على مواد مثل الكوليسترول والأحماض الدهنية، والتي تعمل على حبس الرطوبة وحماية الجلد من المهيجات.
كما تسهم أنظمة التدفئة الداخلية في سحب المزيد من الرطوبة من الهواء، مما يفاقم من جفاف البشرة. وفي حين أن الحفاظ على شرب الماء بانتظام مهم للصحة العامة، فإن ترطيب البشرة لا يحدث بشكل مباشر عن طريق الماء الداخل للجسم. ويوضح الخبراء أن الطريقة الأكثر فعالية لمواجهة جفاف البشرة هي العناية بها خارجيًا باستخدام مرطبات مناسبة تُعيد التوازن والرطوبة إلى الجلد. (الأرشفة 2)
الحقيقة:
يعتقد البعض أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يساعد في علاج حب الشباب، نظرًا لما قد يبدو من تحسن مؤقت في مظهر الآفات الجلدية. إلا أن هذا الاعتقاد يُعد من الخرافات الشائعة التي تفتقر إلى الأساس العلمي. فبينما قد تُظهر بعض الحالات تحسنًا مؤقتًا بفعل الجفاف الذي تُسببه الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن التعرض المستمر للشمس يُمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة على المدى الطويل.
الإشعاع الشمسي قد يُحفز استجابات التهابية في الجلد، ويزيد من احتمالية الإصابة بفرط التصبغ أو الاحمرار ما بعد الالتهاب، مما يُؤثر سلبًا على مظهر البشرة وصحتها. كما أن الشمس لا تعالج العوامل البيئية والداخلية المعقدة التي تساهم في ظهور حب الشباب، مثل التلوث، والتوتر النفسي، وسوء التغذية.
لذلك، يُوصى باستخدام واقيات الشمس بشكل منتظم، خاصة الأنواع المصممة خصيصًا للبشرة المعرضة لحب الشباب، فهي لا تقي فقط من ضرر الأشعة فوق البنفسجية، بل تساهم أيضًا في تحسين فعالية العلاجات الموضعية، وتقلل من احتمالية التصبغات والالتهابات، فضلًا عن تحسين جودة حياة المصابات بحب الشباب. (الأرشفة 3)
الحقيقة:
الحقيقة أن الإفراط في غسل الوجه، خاصة أكثر من مرتين في اليوم، قد يسبب تهيج البشرة ويؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت، مما يسهم في تفاقم مشكلة الحبوب بدلاً من الحدّ منها. يُنصح بغسل الوجه مرتين يوميًا فقط: مرة في الصباح بعد الاستيقاظ، وأخرى في المساء قبل النوم. كما يُفضَّل غسله بعد ممارسة التمارين الرياضية أو أي نشاط يؤدي إلى التعرق، للحفاظ على نظافة المسام دون الإضرار بحاجز البشرة الطبيعي. (الأرشفة 4)
الحقيقة:
الواقع أن هذه الخرافة تعرض البشرة لخطر كبير. فعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة في الشتاء، تظل الأشعة فوق البنفسجية (UV) نشطة ومضرة. أشعة UVB، المسؤولة عن حروق الشمس، تكون في ذروتها خلال الصيف، لكنها لا تختفي في الشتاء، بل قد تصبح أكثر ضررًا في الأماكن المرتفعة أو عند التواجد على أسطح عاكسة كالثلوج، التي يمكن أن تعكس ما يصل إلى 80% من الأشعة فوق البنفسجية، مما يضاعف تأثيرها على البشرة.
أما أشعة UVA، فهي ثابتة على مدار العام، ويمكنها اختراق السحب والضباب والزجاج، مما يعني أن التعرض لها ممكن حتى أثناء التواجد في أماكن مغلقة مضاءة بأشعة الشمس، مثل السيارات أو الغرف ذات النوافذ الكبيرة. وتُعتبر هذه الأشعة من الأسباب الرئيسية لشيخوخة الجلد المبكرة وسرطان الجلد. (الأرشفة 5)
تعاني الكثير من النساء من مفاهيم خاطئة حول العناية بالبشرة، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم وجمالهن. هذا التقرير يسلط الضوء على أبرز هذه الخرافات ويكشف حقيقتها العلمية. من الترطيب إلى الواقي الشمسي، التوعية الصحيحة هي الخطوة الأولى نحو بشرة صحية.
تصنيفات الموضوعات
مريم رأفت (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا