مع بداية عملية طوفان الأقصى التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في 7 أكتوبر الماضي، وبدء الاحتلال الإسرائيلي بالقصف على قطاع غزة واستهداف المدنيين، وطوال أيام الاشتباك بين الجانبين، بدأت إسرائيل في نشر ادعاءاتها الكاذبة، وبدعم من إعلام غربي شارك في نشر معلومات كاذبة من جانب واحد دون تحقيق.
مشاهد مروعة بحق أطفال ونساء إسرائيليون وتشكيك بمعاناة الفلسطينيين
- كانت أول الادعاءات التي تداولتها وسائل إعلام غربية، هو قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيلياً. وصرح الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أنه لم يتخيل رؤية إرهابيين يقطعون رؤوس أطفال"، لكن البيت الأبيض تراجع بعدها عن تصريح الرئيس، ونفى رؤية بايدن ومسؤولين أمريكيين آخرين صور الأطفال، وما زال الجانب الإسرائيلي ينشر ادعاءات، بشأن تعرض أطفال ونساء للحرق والقتل دون دلائل أو كشف هوية الضحايا.
- كما ساهم الجانب الإسرائيلي في تداول معلومات ومقاطع فيديو وصور، يدعي فيها تزييف الفلسطينيين لحقيقة ما يتعرضون له من اعتداءات عن طريق إعادة نشر مقاطع فيديو وصور قديمة قبل بداية العدوان، أو ترجع إلى مناطق أخرى لا علاقة لها بفلسطين.
بين التشكيك والنفي أوضاع الاسرى الإسرائيليين
- زعم حساب إسرائيل تتكلم العربية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تعرض الأسرى على أيدي مقاتلي "حماس" لاعتداءات من الضرب والسحل، أثناء عملية الاحتجاز، وكان أول رد على الادعاءات نشر الإعلام العسكري التابع لـ حماس، مقطع فيديو عبر موقعهم لـ ميا شيم إحدى الأسيرات التي طالبت عائلتها الكشف عن مصيرها، بعدما كانت في حفلة في صحراء النقب، في الوقت نفسه التي بدأت فيه عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حماس على مناطق تابعة للاحتلال وأسر عدد من الإسرائيليين، وظهرت ميا في الفيديو أثناء تلقيها العلاج من قِبل حماس.
- وكان ثاني رد نشر حركة حماس مقطع فيديو لإحدى الأسيرات تدعى "وخفد ليفشيتس"، وهي تصافح أحد أعضاء الحركة بعد إطلاق سراحها هي وأسيرة أخرى، ورغم تصريحها خلال مؤتمر صحفي المعاملة الحسنة والعلاج الذي تلقته من قبل حماس إلا أن شبكة CNN الأمريكية صدرت في عنوان تقرير لها الجانب الخاص بنقل "وخفد ليفشيتس" إلى الأنفاق الذي وصفته بالجحيم، وطالبت عائلات الأسرى بقبول شروط حماس بإطلاق سراح الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل الأسرى الإسرائيليين، وطالبت رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضرورة وقف إطلاق النار على غزة لاستعادة الأسرى.
اتهام حماس بسرقة الغاز
- واستغلت إسرائيل أزمة الوقود في غزة بنشر المعلومات المضللة، فنشر "أفيخاي أدرعي" الناطق باسم جيش الاحتلال صور لخزانات وقود على حدود رفح، وادعى أنها لخزانات الوقود التي سرقتها حماس وتقدر بأكثر من نصف مليون لتر، وخلال تصريح لموقع "سكاي نيوز عربية" أوضح المتحدث الرسمي لمعبر رفح من الجانب الفلسطيني "وائل أبو عمر" أن هناك خزانات وقود ملك لشركة خاصة، تقع خلف الحدود مع مصر، وخلال بحثنا لم يعلن أصحابها عن سرقتها.
وصرح المتحدث الرسمي بجيش الاحتلال دانيال هاجري خلال مؤتمر صحفي أن حماس سرقت الوقود الذي تمتلكه، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، في الوقت الذي صرح فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي، أن المستشفيات في غزة ستتوقف عن العمل بسبب نقص الوقود والماء والكوادر الطبية والإمدادات، وصرح "مارك ريجيف" كبير مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" عبر لقاء على شبكة CNN أن إسرائيل لن تسمح بدخول الوقود إلى غزة حتى لو تم إطلاق سراح جميع الرهائن.
- ومن أبرز الادعاءات التي شارك فيها الإعلام الغربي، التقرير الذي كتبته صحفية BBC "ليز دوسيه" كبير المراسلين الدوليين في جنوب إسرائيل، وادعت فيه أن الأنفاق تستخدم لنقل البضائع والأشخاص، وتخزين الأسلحة والذخائر، وإيواء مراكز القيادة والسيطرة والتي تتدفق تحت أحياء مكتظة بالمنازل والمستشفيات والمدارس دون تقديم دلائل، وكان التقرير سببا في قصف الاحتلال لمستشفى المعمداني الأهلي العربي، الذي راح ضحيتها مئات الشهداء.
- ونشرت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية خبرًا بعنوان "إسرائيل تنشر صورا لأطفال مشوهين"، مرفقة بصورة لأطفال مصابين بجروح، وكتبت وصفًا أسفل الصورة بعنوان" أطفال فلسطينيون أُصيبوا في غارات جوية في مستشفى الشفاء، دون الإشارة بشكل واضح أن تلك الصور لأطفال فلسطينيين قبل أن تغير الصحيفة الصورة في التقرير بصور عائلة إسرائيلية.
- يذكر أن وزارة الصحة الفلسطينية كانت قد أعلنت في آخر تقرير لها بتاريخ 1 نوفمبر الحالي، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 8720، وفي الضفة الغربية إلى 130، كما وصلت أعداد الجرحى في قطاع غزة إلى إلى أكثر من 22 ألف جريح، وفي الضفة الغربية نحو 2100 وبلغت أعداد الوحدات السكنية المدمرة 177.781. وبحسب بيان الصحة الفلسطينية فإن حوالي 70% من الشهداء في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء والمسنين.
المصادر
انتشر إعلامياً وإسرائيلياً خلال الصراع الحالي عدد من الادعاءات المضللة، منها قطع رؤوس 40 طفلاً إسرائيلياً وإحراق نساء، وإساءة معاملة الأسرى واحتجازهم في مظاهر عنيفة، كذلك اتهام حماس بسرقة وقود «الأونروا»، واستخدام الأنفاق لمهاجمة المدنيين أو تخزين الأسلحة، فضلاً عن إعادة نشر مقاطع وصور قديمة. جميع هذه الادعاءات فُندت أو تبينت بانعدام أدلتها، فيما أكدت مصادر حقوقية أنجزت حماس معاملة إنسانية للأسرى. وأظهر تقرير الصحة الفلسطينية أرقاماً مروعة للضحايا المدنيين.
أمنية حسن (مدققة معلومات)
صحفية تمتلك خبرة متنوعة في مجال الصحافة المجتمعية وتحرير الفيديو. لديها خبرة في إنتاج التقارير ال...
صحفية تمتلك خبرة متنوعة في مجال الصحافة المجتمعية وتحرير الفيديو. لديها خبرة في إنتاج التقارير المكتوبة والفوتوغرافية لدى مؤسسة باشكاتب، وتحرير الأفلام القصيرة لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، وتغطية قضايا المرأة لمؤسسة جنوبية حرة. ساهمت في برنامج "Her Story" التابع للأمم المتحدة من خلال ترجمة مقالات وشاركت في إنتاج فيلم قصير عن قضايا النوع الاجتماعي. حاصلة على درجة الليسانس في الإعلام من جامعة جنوب الوادي بقسم الإذاعة والتلفزيون. تشارك بنشاط في سرد القصص وتوثيق القضايا الاجتماعية.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا