زي الطوفان والعواصف والظواهر الطبيعية، أصبحنا محاطين بقدر كبير من المعلومات يفوق قدرتنا كبشر في التعامل معاه، فلما بنواجه كم كبير من المعلومات والمواد غير المألوفة بالنسبالنا، غالبا بنسعى أننا نستمد مؤشرات من الآخرين لتكوين معتقدات وأفكار عن الموضوعات دي.
وتعرف الفئة دي من البيانات بـ "المعلومات الاجتماعية"، وهي "ما نعتقد أن الآخرين يعتقدونه".
أطلق الباحثان الدنماركيان فينسنت هندريكس وبيلي هينسِن على هذه العمليات الفكرية اسم "عاصفة المعلومات"، وده نظرا للطابع المفاجئ والعاصف الذي يتسم به تدفق المعلومات الاجتماعية.
عارض الباحثان الاعتقاد اللي بيقول إن وجود الأخبار الزائفة على شبكة الإنترنت يعود إلى حماقة البشر وتصرفهم على نحو غير منطقي، وطرحوا من خلال الدراسات اللي أجروها تصور بديل مثير للاهتمام.
قالوا في كتابهم اللي بيحمل اسم "عواصف المعلومات"، إن كتير من المواقع أو الأمور المتصلة بالعالم الرقمي، وخاصة المتعلقة بإثارة النزاعات، هي في واقع الأمر نتاج لعمليات اتخاذ قرار تمت على نحو عقلاني من جانب الأطراف المعنية بها، وأن المسائل دي لم تنشأ بسبب الحماقة البشرية، بقدر ما نبعت من طبيعة البيئات اللي نشأت فيها المعلومات دي.
فلو نظرنا لكيفية انتشار خبر كاذب على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، هنجد أنه بمجرد شيوع الخبر ده بين عدد محدود من الناس، هيواجه الإنسان سؤال: هل ده حقيقي أم لا؟ ولو الإنسان في هذه الحالة معندوش معرفة مباشرة بالأمر، ممكن يبحث عن المعلومة في مصادر أخرى، وهي عملية تحقق شاقة ومرهقة تضمن البحث في كمية كبيرة من الادعاءات.
لكن يمتلك في الوقت نفسه وسيلة أخرى أبسط لفهم ما يدور حوله وتقييمه، وهي محاولة التعرف على ما يعتقده الآخرون بشأنه، والاسترشاد بمعتقداتهم في الموضوعات.
ويقول هندريكس وهينسِن: "عندما تفتقر للمعلومات الكافية لحل مشكلة تواجهك، أو حتى إذا كان الأمر يقتصر على كونك لا تريد أن تحل هذه المشكلة، أو تفتقر للوقت اللازم لذلك، فقد يكون من المنطقي في هذا الإطار أن تقلد الآخرين".
بالتالي لو متعرفش غير معلومات قليلة عن موضوع، أو إذا كانت المعلومات المتعلقة بالأمر كبيرة جدا، فمن المنطقي أن تلاحظ معتقدات الآخرين بخصوص الموضوع، وأن ده يعتبر بمثابة مؤشر تحدد من خلاله طبيعة ما يجري حولك.
مصادر
© GETTY IMAGES
Topics that are related to this one