احتمالية تسونامي في الدول العربية: مخاوف وشائعات
انتشرت مؤخرًا شائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول احتمالية حدوث تسونامي في البحر المتوسط. وقد نفى الدكتور طه توفيق رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر هذه الشائعات في بيان رسمي، مؤكدًا عدم رصد أي نشاط زلزالي غير عادي في الفترة الحالية.
أكد "رابح" في البيان أنه بناءً على رصد محطات الزلازل في كافة أنحاء الجمهورية، وخاصة في الساحل الشمالي، بالإضافة إلى محطات الرصد الدولية في البحر المتوسط، أفاد قسم الزلازل التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بأن معدلات حدوث الزلازل في البحر المتوسط طبيعية، ولم يتم تسجيل أي نشاط غير اعتيادي في الفترة الحالية. كما أوضح أن قرار غلق الشواطئ ناتج عن ارتفاع مستوى الأمواج والرياح، ولا علاقة له بالزلازل أو موجات تسونامي.
ما هو التسونامي؟
التسونامي، وهي كلمة يابانية تعني "موجة الميناء"، هو عبارة عن سلسلة من الموجات المائية الناتجة عن إزاحة رأسية مفاجئة لسطح المحيط أو أي مسطح مائي كبير. وفقًا للمركز الوطني الأمريكي لمعلومات البيئة (NCEI)، تنشأ هذه الموجات عادة نتيجة حركة سريعة على طول صدع في القشرة الأرضية.
آليات حدوث تسونامي
يحدث التسونامي عادة نتيجة انخفاض أو ارتفاع مفاجئ في قاع المحيط، مما يؤدي إلى إزاحة كتلة كبيرة من الماء. تحدث هذه الظاهرة غالبًا في مناطق الاندساس الكبيرة، حيث تصطدم الصفائح التكتونية ( الطبقة الخارجية من سطح الأرض والمسماة الغلاف الصخري) وتنزلق إحداها تحت الأخرى.
المناطق الأكثر عرضة للتسونامي:
وفقًا للإحصائيات الواردة في تقرير "NCEI"، يتركز 70% من أحداث التسونامي في المحيط الهادئ، يليه البحر الأبيض المتوسط بنسبة 15%، ثم البحر الكاريبي والمحيط الأطلسي بنسبة 9%، وأخيرًا المحيط الهندي بنسبة 6%.
أشهر حوادث التسونامي تاريخيًا:
وفقًا لتقرير صادر من مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، يعد زلزال سواحل سومطرة في ديسمبر 2004 من أشهر حوادث التسونامي، حيث أودى بحياة أكثر من 227,899 شخصًا، ونزح 1,126,900 شخص بسبب الزلزال والتسونامي الذي أعقبه، وبلغت الخسائر الاقتصادية المقدرة أكثر من 10 مليارات دولار. في 11 مارس 2011، سجل زلزال شرق اليابان الكبير أقوى زلزال وصل إلى 9.0 درجة، مما أدى إلى تسونامي هائل اجتاح مناطق عديدة.
دور التكنولوجيا للحد من مخاطر التسونامي
أشار تقرير مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، المنشور بتاريخ 1 نوفمبر 2022، في ذكرى اليوم العالمي للتوعية بالتسونامي، الذي يوافق الخامس من نوفمبر من كل عام؛ إلى أن الدول المعرضة لخطر التسونامي، مثل اليابان، تستثمر في تطوير أنظمة إنذار متطورة. على سبيل المثال، تستخدم مدينة سينداي اليابانية طائرات بدون طيار مزودة بكاميرات حرارية لتنبيه السكان وتقييم الأضرار في حالات الطوارئ.
احتمالية حدوث تسونامي في الدول العربية
تشير الدراسات إلى أن بعض الدول العربية معرضة لموجات تسونامي قبل عام 2050. وفقًا لتقرير صادر عن مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث، تعد دول شمال إفريقيا مثل مصر والجزائر والمغرب وتونس معرضة أكثر من غيرها لموجات تسونامي بسبب تعرضها للنشاط الزلزالي.
صعوبة التنبؤ بالتسونامي:
أوضح الدكتور عمرو زكريا حمودة، نائب رئيس اللجنة الحكومية الدولية لنظام الإنذار المبكر بأمواج تسونامي في شمال شرق المحيط الأطلسي والبحر المتوسط باليونسكو، في تصريح لبوابة الأهرام، أنه "لا يمكن التنبؤ بحدوث تسونامي". وأشار إلى أن "مدينة الإسكندرية تعرضت للغرق مرتين على مر التاريخ نتيجة زلازل قوية. كانت الفترة الزمنية بين المرتين ألف عام تقريبًا بسبب طبيعة هدوء الحركة التكتونية في البحر المتوسط".
في الختام، رغم أن خطر التسونامي موجود في بعض المناطق العربية، إلا أن الحوادث الكبيرة نادرة الحدوث. ويبقى الاستعداد والوعي العام أهم وسائل الحماية من هذه الظاهرة الطبيعية.
المصادر
مصادر التحقق
بيان رسمي المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية
تقرير المركز الوطني الأمريكي لمعلومات البيئة "NCEI"
تقرير مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)
تقرير دور التكنولوجيا لمكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)
مركز الخليج العربي للدراسات والبحوث
