الطباعة والصحافة الكلاسيكية

كان السؤال قديماً... كيف تستطيع أَن تقرأ دون أن يكون هناك شكل للكلمة؟! 

كانت الكتابة أحد السبل التي ساعدتنا على وصف الواقع الذي نعيشه وما يدور حولنا من أحداث وتسجيلها، وقد أخذت الكلمة المكتوبة حيز كبير في الحضارات القديمة، منذ قدماء المصريين، حيث كانت مهنة الكاتب آنذاك مهنة مقدسة، ومع مرور الوقت كانت الكتابة تأخذ أبعاد مختلفة وتتطور، من حيث الأدوات التي يتم استخدامها من أوراق وأقلام وأحبار صُنعت من مواد طبيعية، أو حتى من حيث شكل الكتابة نفسها وطرق رسم الحروف، حتى أصبحت الكتابة فى حد ذاتها فناً، زخرفياً يزين الحوائط والأوانى والفخار، وهو ما ساعد فى قيام فن الطباعة والذى برع فيه الكتبة من خلال رسم لوحات فنية بابتكار خطوط تناسب شكل حروف اللغة التي يكتبون بها.

بدأت الصحافة مطبوعة بشكل بدائى جداً، ومع تطور الصحافة والاهتمام الدائم بتوصيل الحقيقة لكل الناس فى جميع أنحاء العالم، سعت الدول إلى تطوير الاَلات الكتابية وتنمية قدراتها في الطباعة من حيث الكمية الورقية التي تطبع خلالها أو حتى إدخال أشكال جديدة من الخطوط، و هو ما انعكس بالضرورة على الصحافة، إذ ظهرت الصحف الملونة والمكتوبة بأنواع خطوط مختلفة وراقية والتى تتناسب مع الطبقة الاجتماعية التى توجه إليها هذه الصحف، حتى إن الصحف ذاتها بدأت هي الأخرى تتنافس فيما بينها على إظهار أفضل ما عندها من حيث جودة خامات الورق أو الشكل النهائي للجريدة المطبوعة.

ومع مرور الوقت ظهرت طفرة بسيطة وعلى استحياء في استحداث آلات أصغر كالآلة الكاتبة حيث ظلت لفترة ليست بالقليلة يُعتمد عليها في كتابة المنشورات الأصغر حجما فضلا عن كتابة المقالات من خلالها،

بيد أن التطور الهائل في عالم الكتابة جاء مع الثورة التكنولوجية والمعلوماتية ومع ظهور جهاز الكمبيوتر واستحواذه على العديد من المميزات والوظائف منها الكتابة بالطبع، بالإضافة إلى استحداث أدوات الطباعة والتي اتجهت إلى الطباعة الليزرية عن طريق المسح الضوئي للصور المتواجدة على الكمبيوتر وتحويلها إلى مادة ورقية في اليد عن طريق طبعها بالحبر.

إن التطور الهائل في العالم التقني جعل من شكل الصحف شيئا جديدا ومختلفا من حيث التنظيم وتقسيم الموضوعات وإضافة الصور والألوان وشكل الخطوط في تسارع واضح من أجل جذب أكبر عدد من القرّاء...

والسؤال الأهم الأن... تُرى ماذا تُخبئ لنا التكنولوجيا من أجل عالم الصحافة؟!