الصحافة الإلكترونية بين المهنية والترافيك

27/03/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

المقالات الصحفية على المواقع الإلكترونية، شكل جديد من أشكال الصحافة القائم لمسايرة التقدم التكنولوجى الذى يغطى الكثير من جوانب الحياة العملية في حياة البشر، والذى يجعل الكثير من نشاطاتهم محصورة بشكل أساسى حول مواقع التواصل الاجتماعى، وهو ما دفع المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى اختراق ميدان التكنولوجيا، للتواجد بشكل أساسى فى حياة الجماهير العريضة، ومخاطبة الشرائح المختلفة التى تتعامل معها بشكل يومى.


وعلى هذا، كان لابد من وجود معايير تقييمية للمواقع الصحفية الإلكترونية أو للصحافة الرقمية بشكل عام للتأكد إذا ما حققت مهامها فى توصيل المعلومات وتغطية الأخبار، وإذا ما نجحت فى جذب الجماهير، هذه المعايير تختلف بشكل كبير عن تقييم الصحافة المطبوعة، بل إنها تختلف حتى داخل مجال الصحافة الإلكترونية ذاته، حيث تتباين من مكان لآخر حسب الاهتمامات والاتجاهات الخاصة بكل بلد فى متابعة الخبر الصحفى وفى مدى استخدام أهله للتكنولوجيا، ويمكن رؤية هذا الاختلاف بوضوح من خلال المقارنة بين تقييم الكتابات الصحفية الإلكترونية في مصر و غيرها وبالأخص في أوروبا.


يعتمد التقييم في مدى نجاح المقالات والكتابات الصحفية الإلكترونية في مصر على ما يُعرف بالـ traffic  والتي يُقصد بها هنا الزخم الحادث والتفاعل الناتج في متابعة تلك المقالات سواء من حيث عدد قارئيها، وأيضا عدد من قاموا بزيارة الموقع للإطلاع على مقال ما، كذلك عدد من يضغطون على زر الإعجاب على صفحات التواصل فضلا عن التفاعل من خلال التعليقات التي يبدي القارئ من خلالها رأيه، ويفتقد هذا التقييم إلى معرفة مدى جودة المقال من عدمه فضلا عن كونه موضوعي وذو مصداقية وأهمية وفائدة أم لا.


بينما على الصعيد الآخر، يتم تقييم تلك المقالات في أوروبا على نحو مختلف، حيث يُنظَر إلى الدقة والموضوعية، والاهتمام بشكل أساسى بجودة المقال، ومن ثم نجد إن التقييم الأوروبي يقوم على عدة عوامل تقييمية، والتى تتمثل فى معرفة نسبة اللينكات أو روابط المقالات والكتابات الصحفية الخاصة بالموقع الإلكتروني، والتي يتم ترتيبها وتصنيفها إذا ما تم البحث عن طريق محرك البحث جوجل، أيضا إذا ما كان الموقع سهل الاستخدام فى الهواتف النقالة والأجهزة الذكية المحمولة، حيث تتاح فيه إمكانية تصفح المقالات من خلاله عن طريق أجهزة الهواتف الذكية ( smart phones )، فضلاً عن عامل أساسي يتعلق بسرعة تحميل المقالات ومتابعتها، بالإضافة إلى سرعة نمو تلك المتابعة وعدد المقالات التي يقوم بكتابتها في مدد زمانية يتم حسابها متوسطيا، ولأهمية مواقع التواصل الاجتماعي فإنه يتم قياس مدى التفاعل عليها، لكن بشكل يدعو إلى محاولة زيادة هذا التفاعل من خلال تطوير محتوى المقال أو تغيير أشكال وألوان المواقع بحيث تكون جذابة، لا بشكل يتوافق مع النظرة الصحفية المصرية للتفاعل بإعتباره ترافيك يجب زيادته حتى ولو لم يكن المحتوى الصحفى المقدم متناسباً مع معايير المهنية الصحفية.


 كل تلك المعايير يتم قياسها وتخضع لاختبارات تقنية للوصول إلى أدق النتائج، وتجدر كذلك الإشارة على أن هناك معايير إضافية مثلا إذا ما كانت فكرة المقال جديدة، أم لا فضلاً عن مدى التفرد في شكل وكتابة المقال وصياغته.


مما سبق، نرى إن الصحافة الإلكترونية فى مصر تحتاج إلى تغيير مفاهيمها الصحفية جذرياً، لترى بعين الواقع إن الأمر غير منوط بالترافيك على الإطلاق، وإنما بالإلتزام بالمعايير المهنية للصحافة، ومع هذا، فإن ثمة أزمة قائمة متعلقة بالتفضيلات الجماهيرية، وبصفات القارئ العربى بشكل عام والقارئ المصرى بشكل خاص، حيث لا يهتم الجمهور بقراءة التفاصيل، وهو ما يدفع الصحافة الإلكترونية إلى الاهتمام بصياغة أخبار مثيرة –فى كثير من الأحيان غير حقيقية- بهدف جذب الجمهور، وهو ما يوقعها بصدد مشكلة عدم المهنية الصحفية نهايةً.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية