تعددت ألقاب مهنة الصحافة مُذ أن ظهرت وحتى وقتنا الحالي واشتهرت بعدة مسميات مثل مهنة البحث عن المتاعب او السلطة الرابعة، لكن يأتي اللقب المفضل لها على قمة هذه التسميات الأ وهو صاحبة "صاحبة الجلالة".
يتعلق تلقيب الصحافة بـ"صاحبة الجلالة" بالأهداف التي تنحو نحوها الصحافة في عملها مثل تقصي الحقيقة والدقة في المعلومة والموضوعية في طرح الأخبار وإبداء التنوع في الاتجاهات والآراء ومصداقية الكلمة جعل البعض من تلك السمات الخاصة بها مشابهة لما يتصف به الملوك والنبلاء ولكن على غرار المهن، من هنا كانت أفضل المسميات لجعل مكانتها تسمو على مكانة الكثير هو صاحبة الجلالة.
وتمتاز صاحبة الجلالة بمميزات العائلات المالكة، حيث يسمع الناس كل ما تقوله ويصدقونها تصديقاً تام، ويأخذون ما يصدر عنها على محمل اليقين الذي لا يخضع للنقاش، فكونها تمتلك في جعبتها الكتاب والمثقفين وأصحاب الأقلام الرنانة من ذوي الواجهات العامة لأي بلد فإنها بذلك تمتلك ما يتم الاصطلاح عليه بنخبة او قادة الرأي على مستوى الدولة. وهي الفئة القادرة على الوصول الى الكثير من سياسات الدولة بل والتأثير فيها باعتبار امتلاكهم لأداة السيطرة على العقول والتحكم في المشاعر، ألا وهي الكلمة، وهو ما يضع على هؤلاء المثقفين والكُتاب مسؤولية كبرى، من حيث اتباع المهنية والحيادية الإعلامية والصحفية، والاتسام بالنزاهة والشفافية فى الكتابة والتحليل وتقصي الأخبار، وعدم استغلال المصداقية الصحفية من أجل بث أفكار معينة فى نفوس مصدقينها من الجمهور.
غير أن في عصرنا الحالي يظهر بوضوح وجلاء ذلك السؤال: هل يمكن إطلاق ذلك اللقب على صحافة اليوم؟ الشاهد أن هناك تغيرات عديدة في عالم الصحافة وأطر وابعاد قد أُضيفت إلى ذلك العالم فمن تعدد وسائل التكنولوجيا التي طورت من تعدد طرق الوصول الى القارئ او كم المعلومات الكثيرة والمتضخمة التي تزداد باضطراد وعلى مدى زمني قليل فضلا عن التغير في المفاهيم والمبادئ التي كانت تعتنقها تلك المهنة من مصداقية أو شفافية أو موضوعية وغيرها، فإن الصحافة لما تمثله من تأثير واسع على الكثير من فئات وشرائح المجتمع الواحد يجعلها وما تزال تستحق ذلك اللقب، لقب "صاحبة الجلالة".
Topics that are related to this one