إنهما الأخوان الصحفيان، اللذان لا تستطيع أن تتحدث عن أحدهما بمفرده غير وأتي ذكر الآخر معه، توأم الصحافة المصرية، مصطفى وعلى أمين...
ولد الأخوان مصطفى وعلى أمين فى بيئة تزخر بالحراك الثورى، حيث ترعرعا فى بيت الأمة فى كنف الزعيم سعد زغلول، وهو ما كان له أكبر الأثر فى إثراء ثقافتيهما وتأسيسهما تأسيساً وطنياً خالصاً، أظهرا من خلاله نبوغاً منذ الصغر واهتماماً شديداً بالعمل الصحفى، حيث كانا يريا الصحافة بمثابة مرآة للمجتمع ووسيلة للإفصاح عن الرأى فى واقع مهنى سئ لم تكن قد نالت فيه الصحافة حظها كاملاً، نظراً لظروف الاحتلال الإنجليزى فى مصر، والذى كان يغلق أى صحف تقوم بمعارضته، وهو ما حدث لجرديتهما "التلميذ" و"الأقلام" 1928.
ثم ما لبث أن احتضنهما الصحفى الكبير محمد التابعى، وهو ما كان له أكبر الأثر فى انضمامها لجريدة روزاليوسف، وآخر ساعة، والمصرى، ولكن كانت كل هذه الأمور بمثابة خطوات تمهيدية انطلقا منها إلى التألق فى عالم الصحافة اليومية والأسبوعية.
تبوأ مصطفى أمين وهو فى ال27 من عمره فقط رئاسة تحرير مجلة "الأثنين" التى كانت تصدر عن دار الهلال، ثم أصدر مع شقيقه جريدة أخبار اليوم، أهم الجرائد التى تُصدر فى العالم العربى آنذاك، والتى أراد بها الإخوان تأسيس دار صحفية تأتى على غرار الدور الصحفية الأوروبية، وقد كانت أهم الفترات الصحفية فى حياة الأخوين هى الفترة التى عمل بها مصطفى أمين صحفياً بجريدة الأهرام، حيث كان يرى ضرورة تطوير المادة الصحفية بالأهرام، ويزخر أرشيف الأهرام بمقالاتهما وتقاريرهما.
كما كان لهما العديد من النشاطات الاجتماعية، حيث كانا صاحبا الفضل فى ابتكار فكرة عيد الأم وعيد الأب وعيد الحب، كما كان مصطفى أمين من أوائل النشطاء النسويين المنادين بتحرير المرأة وتمكينها فى المجتمع وتوليها المناصب السياسية والإدارية العليا، وهذا ليس بغريباً على شخص وُلِد وتربى فى كنف صفية زغلول!
وتقديراً لمجهوداتهما الصحفية، أنشئت جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية، والتى لم يقتصر فيها التكريم على الصحفيين بل امتد للمصورين ورسامى الكاريكاتير وسكرتارية التحرير الفنية والفنانيين مثل فاتن حمامة ويحيى الفخرانى ونور الشريف وغيرهم...
أسس توأما الصحافة مدرسة صحفية لها بصماتها على الصحافة المصرية والعربية، من أهم معالمها صحافة الخبر والسعي وراءه وتوثيقه وتوسيعه، وصحافة الموضوعات الإنسانية والوصول إلى أطراف الحدث، والمهارة في استخدام الكاريكاتور، واستخدام عنصر الإثارة، وقد تربى على هذه المدرسة أجيال من الصحفيين، سواء فى حياتهما، أو حتى يومنا هذا...