فهم غير دقيق لظاهرة مناخية معقدة وآثارها تتجاوز ارتفاع الحرارة
في كل عام، يحتفل العالم بيوم الأرض في 22 أبريل، تعبيرًا عن التضامن العالمي في حماية البيئة ومواجهة التحديات التي تهدد كوكبنا، وعلى رأسها الاحتباس الحراري.
يعتقد البعض أن الاحتباس الحراري يعني ببساطة أن الطقس بات أكثر حرارة من المعتاد، لكن هل هذا كل ما تعنيه هذه الظاهرة؟ ما مدى دقة هذا الفهم؟ وما مدى صحة هذا الادعاء؟
خريطة تُظهر تغيّر درجات الحرارة عالميًا بين 1900 و2012؛ الألوان الحمراء تشير إلى ارتفاع الحرارة، والزرقاء إلى انخفاضها، بينما الرمادي يوضح غياب البيانات. المصدر: NOAA، ضمن التقييم الوطني للمناخ 2014.
تحقق فريق "أخبار ميتر" من هذا الادعاء، وتبيّن أنه غير دقيق. فالاحتباس الحراري لا يعني بالضرورة ارتفاع درجات الحرارة بشكل موحد في جميع مناطق العالم أو خلال كل فصول السنة.
وفقًا لمكتب برنامج المناخ الأمريكي، تتسبب التغيرات الطبيعية في النظام المناخي في تباين تأثيرات الاحتباس الحراري من منطقة إلى أخرى.
ورغم أن قياس الاحتباس الحراري يتم عبر متوسط درجات الحرارة العالمية، إلا أن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) يوضح أن العلماء يركّزون على ما يُعرف بـ"شذوذات درجات الحرارة"، أي الانحرافات الحادة عن المعدلات المعتادة، سواء كانت ارتفاعات استثنائية أو انخفاضات غير معتادة في درجات الحرارة.
وبحسب المعهد، فإن الظواهر الباردة تتراجع حدتها مع تفاقم تغير المناخ، فلم تعد الأيام الباردة شديدة البرودة كما في السابق، والسبب الرئيسي لذلك هو الاحترار السريع في القطب الشمالي.
في تقريره، يوضح مركز حلول المناخ والطاقة أن مع ازدياد وتيرة وشدة ظواهر هطول الأمطار الغزيرة حول العالم، يتوقع العلماء استمرار هذه الاتجاهات مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. فكلما ارتفعت درجة حرارة الهواء، زادت قدرته على حمل بخار الماء بنحو 7%. لكل درجة مئوية إضافية، ما يؤدي إلى هطول أمطار أكثر كثافة.
كما يشير صندوق الدفاع البيئي إلى أن ارتفاع حرارة المحيطات يزيد من حدة العواصف. فعندما تمر هذه العواصف فوق مياه دافئة، تمتص طاقة أكبر، مما يؤدي إلى رياح أقوى، وأمطار أغزر، وفيضانات أعنف. وتزداد الخطورة مع ارتفاع مستوى سطح البحر، وهو من أبرز نتائج الاحتباس الحراري.
كذلك، يبين الاتحاد الجيوفيزيائي الأميركي المتخصص في علوم المناخ، أن الأشجار أصبحت أكثر عرضة للموت الجماعي بسبب الجفاف المرتبط بتغير المناخ، ما يعيد تشكيل النظم البيئية للغابات في أنحاء واسعة من العالم.
الاحتباس الحراري هو الارتفاع طويل الأمد في درجات حرارة سطح الأرض، الناتج عن تراكم الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بفعل الأنشطة البشرية، وعلى رأسها حرق الوقود الأحفوري.
تعمل هذه الغازات كغطاء يحتجز الحرارة، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وحدوث تغيرات مناخية واسعة.
القول إن الاحتباس الحراري يعني فقط أن "الجو أصبح أكثر حرارة" هو ادعاء "مش حقيقي". فالاحتباس الحراري ليس مجرد طقس حار، بل ظاهرة معقدة تؤدي إلى تغيرات شاملة في المناخ، تشمل أمطارًا غزيرةـ أعاصير مدمّرة، تغيرات في أنماط الطقس، وتهديدً للنظم البيئية. لذا، من الضروري التحقق من المعلومات المتداولة، وعدم الاستناد إلى مفاهيم مبسطة في تقييم ظواهر مناخية بهذه الخطورة والتعقيد.
تصنيفات الموضوعات
أمنية حسن (مدققة معلومات)
صحفية تمتلك خبرة متنوعة في مجال الصحافة المجتمعية وتحرير الفيديو. لديها خبرة في إنتاج التقارير ال...
صحفية تمتلك خبرة متنوعة في مجال الصحافة المجتمعية وتحرير الفيديو. لديها خبرة في إنتاج التقارير المكتوبة والفوتوغرافية لدى مؤسسة باشكاتب، وتحرير الأفلام القصيرة لمهرجان أسوان الدولي لسينما المرأة، وتغطية قضايا المرأة لمؤسسة جنوبية حرة. ساهمت في برنامج "Her Story" التابع للأمم المتحدة من خلال ترجمة مقالات وشاركت في إنتاج فيلم قصير عن قضايا النوع الاجتماعي. حاصلة على درجة الليسانس في الإعلام من جامعة جنوب الوادي بقسم الإذاعة والتلفزيون. تشارك بنشاط في سرد القصص وتوثيق القضايا الاجتماعية.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن.
هل لديك تصحيح أو معلومة غائبة ترغب بإضافتها؟ 📱 تواصل معانا