ألقت الشرطة البرازيلية القبض على صحفي بارز في المجتمع المحلي في مجمع فافيلا أليماو في ريو دي جانيرو، مؤكدةً بذلك على عدم احترام السلطات لحرية الإعلام في كثير من الأحيان، لا سيما عندما يتعلق الأمر بتغطية أحوال الأحياء الفقيرة، وقد أُعتُقل رينيه سيلفا مؤسس "فوز دا كومونيدادس" أو صوت المجتمع ومصور ريناتو مورا، حيث حاولوا تغطية أخبار إعادة التوطين القسرية للسكان الذين حاولوا إعادة استيطان منازلهم المدمرة فى مجمع سكول.
ضبطت الشرطة أولاً مورا لمنعه من التقاط صور لعمليات الإخلاء، فحاول سيلفا استخدام هاتفه المحمول من أجل بث وتصوير ما كان يحدث، حتى تم تقييده باليد، ووضع رذاذ الفلفل في عينيه، واقتيد إلى مركز الشرطة حيث اتهم بانتهاك وتجاوز حدود السلطة، وعندما حاول ناشطون آخرون في المجمع تسجيل ما يحدث، تعرضوا أيضاً لاعتداء من الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، وقد أظهر أحد الفيديوهات بداية الحادث وحتى آخره، من حيث قيام الشرطة بمضايقة الصحفي وضرب الهاتف من يده.
وقال سيلفا أنه كان يقوم بعمله فقط، وأضاف "أرادت الشرطة منعنا من تغطية الأخبار، ولم يرغبوا في السماح لنا بالوصول إلى موقع الحدث، رغم إننا أوضحنا إننا صحفيين، لكنهم لم يوافقوا أيضاً، وأشار مراسل آخر، وهو راؤول سانتياغو، من تجمع بابو ريتو، إلى أن هذا تخويف الشرطة للصحافة شائع، ودعا الشرطة إلى وقف قمعها لأصوات مستقلة.
و دعت منظمات حرية الإعلام السلطات إلى احترام حرية التعبير، وقال أندرو داونى ممثل لجنة حماية الصحفيين "يجب السماح لجميع الصحفيين بالإبلاغ بحرية عن مواضيع حساسة دون خوف من الانتقام"، وقد دعت لجنة حماية الصحفيين باستمرار السلطات إلى وضع حد لهذا النوع من الإجراءات من قبل ضباط إنفاذ القانون، وأضافت "بالإضافة الى ضمان سيادة القانون، فإن جزءً رئيسياً من وظيفة الشرطة هو ضمان سلامة جميع أفراد وسائل الاعلام التي تغطي الاحتجاجات العامة".
وكانت البرازيل منذ وقت طويل من أخطر البلدان في العالم بالنسبة للصحفيين، وعلماء البيئة والناشطين الاجتماعيين، ووفقاً للجنة حماية الصحفيين، تزايدت الهجمات على الصحافة في العام الماضي نتيجة لزيادة الاستقطاب السياسي، ومنذ عام 2013 وقعت أكثر من 300 هجمة على الصحفيين الذين حاولوا تغطية الاحتجاجات في البرازيل، ومعظمهم من قبل الشرطة، وفقا للرابطة البرازيلية للصحافة الاستقصائية.
Topics that are related to this one