الكتابة للإذاعة أو الإعداد للبرنامج الإذاعي فن يتطلب الكثير من المهارات الفردية والذهنية والذكاء سواء كانت هذه البرامج اجتماعية، خدمية، ثقافية، منوعة، إخبارية، إلى آخر التخصصات التي تجذب فئات المستمعين على اختلاف توجهاتها، فالبرامج الإذاعية بشكل عام تهدف إلى تغطية توجهات المستمعين ومحاكاة مستوياتهم، فلكل تخصص لغته الإذاعية الخاصة به!
يبدأ العمل على إعداد البرنامج الإذاعي بطرح الأسئلة الرئيسية عن الجمهور المستهدف والمراحل العمرية وطبيعة عمله واهتماماته والوقت والمكان الذي يستمع فيه، وبعدها يمكن تحديد مدة البرنامج وطبيعة الخطاب والهوية الصوتية الممُيِّزة والتي يسهم في تعريفها: طبيعة المحطة سواء متخصصة أم عامة، ونوعية الجمهور، وميعاد البث في الصباح أو المساء، وشخصية المقدم.
ويعتمد الإعداد الإذاعى على كيفية اختيار زاوية المعالجة أو طريقة تناول الموضوع لتناسب الجمهور؛ فمن الممكن تناول قضية مثل حقوق المرأة بطرق مختلفة عند التوجه إلى ربات البيوت أو الموظفين أو الشباب. وكذلك اختيار القالب الملائم كالحوارات والتحقيقات والمداخلات الهاتفية وغيرها، كما يجب أن يراعى المعد الإذاعى أن يكون لديه ما يضيفه للمستمع من معلومات وأفكار منتقاة بعناية دون حشو، وأن يتناول جمع المعلومات الموثقة من الصحف والإنترنت بجانب ما يسجله فينا يُعرَف إذاعياً بمفكرة الأثير، وهي أوراق أو مفكرة يسجل فيها المُعِد على امتداد يومه في العمل وانطباعاته عن مواقف يومية وحوارات عابرة وعما يقرأه ويشاهده.
ولا ينفصل الإعداد الإذاعى السليم عن صياغة المادة وكتابتها بوضوح واختصار لتناسب الإذاعة، وإدراك وجوب جذب المستمع من اللحظات الأولى، والاحتفاظ بانتباهه من خلال التنويع في الأصوات وصيغة الخطاب والسرعة والبطء والموسيقى، والحرص على وضع الخاتمة القوية التي تدفعه لمتابعة البرنامج والإخلاص له، فضلاً عن ارتباطه بكتابة البطاقات وترتيب طاولة المذيع، وإعداد جدول مفصل للفترة الإذاعية، شاملةً العناصر الثابتة كالإعلانات والفواصل والمداخلات.
Topics that are related to this one