تمتاز الترجمة الصحفيَّة بسماتٍ خاصَّة نستطيع أن نميّزها عن الأنواع الأخرى من الترجمة، فمن الوهلة الأولى يمكننا الاعتقاد بأن النص في الصحيفة لا يصف إلا وقائع، ولا يشكل في ذاته نصاً ذا دلالة، ولذا يظن الكثيرون إن ترجمة الخبر الصحفى بسيطة، لكن إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أسلوب الصياغة والكتابة والتعبير عن الخبر بلغة بسيطة دون الإخلال بمعناه فضلاً عن وجود بعض الصعوبات المعجميَّة، نجد إن المسألة فى الحقيقة تتعدى وصف وقائع ونقل أخبار عابرة، لتكون عملية إبداعية ونشاطاً فكرياً وترجمياً له مقوّماته الخاصّة به.
إن الترجمة والصحافة مهنتان مختلفتان، ولكن لا يمكن الفصل بينهما عندما يتعلق الأمر بالترجمة الصحفيَّة، إذ نجد فى هذه الحالة أنَّ كل من الترجمة والصحافة كِيان واحد يكمّل الواحد منهما الآخر، وهو ما يقودنا إلى مهنتى المترجم والصحفي ودور كلّ واحدٍ منهما، والذين يمكن أن يلتقيا مهنياً ليُخرجا لنا المترجم الصحفى، وهنا يمكن أن نلحظ نقاط الالتقاء بين الصحافة والترجمة وبصورةٍ أساسيَّة من وجهة نظر المترجم المهنيّ.
ويضطلع كلّ من المترجم والصحفيّ بمهام مختلفة ولكن ليست متعارضة، فللصّحفي اتّجاه في توضيح ما نشره وكذلك جلب انتباه القُرّاء، في حين أنَّ المترجم يحافظ على حياديَّة معيَّنة، وأنَّ موقفه تجاه اللغة نفسها مختلف أيضاً، ويعمل المترجم عادةً على إظهار درجة من الدقة والتحفُّظ في ترجمة النصوص الصحفية حتى لا يخل بالمعنى، مع إضفاء لمسة أدبية وأسلوب سهل يبتعد عن الركاكة، ليلتقى بالصحفى الذى يقبع داخله.
ينتشر تعليم الترجمة الصحفيَّة باعتبارها أحد الابتكارات الجماعيَّة المهمَّة، فضلاً عن طرق ترجمة النصّ الصحفيّ وإستراتيجيَّات ترجمة الأخبار الأجنبيَّة، كما يحرص المترجمون الصحفيون على التطرق الدائم لأحدث مواضيع الترجمة الصحفية المتمثّل في الاستحداث الصحفيّ وتحليل الكلمات المستحدثة، خاصّةً وأن عالمنا اليوم يشهد تسارعاً هائلاً في مجال استحداث الكلمات، بالإضافة إلى تناول دور المترجم في معالجة مثل هذه الصعوبات التي تعترض العمليَّة الترجماتيَّة، وفى تغيير القراءات في الترجمة الصحفيَّة والخطاب الصحفيّ في الاتصالات السياسيَّة وترجمة الكليشيهات الصحفيَّة والقراءة الفاعلة والمؤثرة للنصّ الصحفيّ.
Topics that are related to this one