قُوجِئ الشعب الباكستانى بفيديو يملأ قنواته المحلية، يظهر فيه ضابط شرطة يصفع مراسلة صحفية على وجهها أثناء تسجيلها لنشرة إخبارية في باكستان.
كانت صائمة كانوال تقوم بالمراسلة من مكاتب الهيئة الوطنية لقواعد البيانات والتسجيل في كراتشي لقناة K21 نيوز، عندما حاول الضابط إيقاف التصوير باقترابه من الكاميرا لتحطيمها، وحين وقفت كانوال أمامه لمنعه، صفعها على الهواء مباشرةً صفعة مدوية، ولا يُظهر الفيديو أي تفاصيل أخرى سوى سقوط الكاميرا على الأرض وأصوات صُراخ كانوال!
انتشر الفيديو الذي يُظهِر تعنيف الشرطي للصحفية كالنار في الهشيم على مواقع وكالات الأنباء العالمية تحت عناوين "العنف تجاه الصحافة" و"التعدى على صحفية باكستانية بالضرب"، فالأمر لا يتعلق فقط بالعنف ضد الصحافة، وإنما أثار الأمر حفيظة النشطاء النسويين، لأنه وقع على امرأة أثناء تأدية عملها.
من أهم الصحف التي تناولت الخبر بالتفصيل، صحيفة الاندبندنت، والتي أرفقت بالفيديو تفاصيل آخرى تتعلق برفع الصحفية لدعوى قضائية ضد الشرطى، مطالبةً إياه بتقديم تعويض عن ضربها –وفق تقرير شرطة جولبهار- وتعهده بعدم التعرض للصحافة فيما بعد، وهو ما لم يسكت عليه الشرطى، والذى دعمته دائرة الشرطة التي يعمل بها بأكملها، يتقدموا بشكوى مضادة في حق الصحفية، قائلين إنها قامت هي وفريقها بتعطيل موظفين أثناء أداء مهام عملهم الرسمية، ومازالت الشكوتان قيد التحقيق والنظر أمام المحكمة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث أثارت الواقعة بلبلة كبيرة بين الرأي العام المحلى الباكستانى والدولى، بين مؤيدين للشرطى حيث يرون إن المراسلة استحقت ما فعله بها للمسها له إزاء محاولتها لمنعه من الاقتراب للكاميرا، وما بين غاضبين يلومون الشرطى لتعديه على صحفية وفريقها ومنعه لهم من أداء وظيفتهم، وثائرين على حقوق المرأة في العمل دونما التعرض للعنف والاضطهاد.
تأتى الواقعة ضمن سلسلة وقائع مُعنِفة للصحفيات مؤخراً، بدءً من المراسلة التي قصفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء تغطيتها للأحداث في فلسطين المحتلة، ثم واقعة التحرش بصحفيات من مذيع أمريكي معروف، وصولاً إلى الاعتداء الجنسي اللفظي على مراسلة صحفية رياضية، وهو ما يجعلنا ندرك أنه إذا كانت مهنة الصحافة صعبة بنسبة كبيرة على الرجال، فالمجتمعات تجعلها مستحيلة على النساء!
Topics that are related to this one