الصحافة الرياضية للرجال فقط

12/04/2017 
5 min read
Article Author: AkhbarMeter 
Category: Other

بالرغم إنها ليست أول واقعة للتحرش بصحفية إو إعلامية لفظياً أو جسدياً، إلا إن لهذه الواقعة آثار أبعد  ومضامين أكبر من مجرد كونها اعتداء جنسى بالقول أو الفعل على امرأة، لتأثيرها فى مهنة الصحافة الرياضية المتخصصة، والذى يمكن أن يصل إلى حد تحويلها إلى صحافة للرجال فقط!


ألقى ديفيد مويس، المدير الفنى لفريق ساندرلاند لكرة القدم، عبارة ظنها مزاحاً سيمر مرور الكرام، على آذان المراسلة الصحفية الرياضية فيكى سباركس، أثناء تغطيتها لمباراة يلعب فيها الفريق، قائلاً "تحتاجين بشدة إلى صفعة على مؤخرتك" بعد إنهائها لمقابلة معه حول أحوال الفريق وتأهله للمباريات القادمة، وهو ما اعتبرته سباركس انتهاكاً وتحرشاً لفظياً جنسياً يجب أن تتصدى له.


انتشرت فضيحة مويس فى جميع الأخبار الرياضية بوكالات الأنباء العالمية، بل وأُثيرت الشائعات حول اضطراره إلى الاستقالة من منصبه بالفريق نتيجة ما سببه من إحراج عام للفريق بين الجمهور البريطاني بشكل خاص، ومشجعي كرة القدم حول العالم بشكل عام، هو ما دفع مويس إلى الخروج للاعتذار على الملأ حسب فيديو نشرته الــ"بى بى سى" فى تقرير لها حول الواقعة، مؤكداً على إنه لم يدرك فداحة خطأه إلا بعد أن قام به، وأنه قام بالاتصال المباشر بساركس معلناً عن أسفه الشديد.


لم تقف فضيحة مويس عند هذا الحد، بل صرّح وزيرى العمل والرياضة البريطانيين برؤيتهما للموقف على إنه موقف مخزى كلياً ولا يتفق مع ما تدعو إليه رياضة كرة القدم من الأساس.


دفعت واقعة التحرش جورجينا ترنر، إحدى المراسلات الصحفيات الرياضيات ذات الباع الكبير بالمجال الرياضى البريطانى والتى كنت تكتب مسبقاً للجارديان، إلى التصريح على راديو الــ"بى بى سى" فى مقابلة مع إيدى ماير إن هذه الواقعة تُثبِت ما تعانيه النساء من معاملة سيئة واستنكار فى عالم الصحافة الرياضية الرجولى، أو الذي أخذه الرجال عنوة من النساء!


وتضيف ترنر، إن تغطية الأخبار الصحفية الرياضية تظل حكراً على الرجال بالرغم من وجود الكثير من النساء القادرات على التغطية الصحفية الرياضية بمهنية وحرفية أكبر، وإن أغلب النسوة اللاتى يدخلن المجال يتعرضن للسخرية اللاذعة وكأن الرياضة حكراً على الرجال فحسب، فيتحتم على الصحفية الرياضية أن تبذل مجهوداً مضاعفاَ عن الرجل لإثبات كفاءتها وقدرتها على الاضطلاع بالمهنة بكل حرفية، ورغم هذا يظل الرجل نداً لها حتى بعد كل المجهود المضنى الذى تبذله والذى يفوق بكثير مجهود بعض الرجال، فالتنافسية هنا لا تتعلق بالمهارة الصحفية فى التغطية الإخبارية للأحداث الرياضية وتحليلها، وإنما بجنس المراسل .


تأتى الواقعة متزامنة لتحرش أحد أشهر المذيعين الأمريكيين بصحفيات كثيرات أعلن رغبتهن فى رفع دعاوى قضائية عليه، وتم شراء سكوتهن مقابل تسويات مالية ضخمة، ورغم هذا خرج دونالد ترامب ليُعلِن تضامنه مع المذيع ودفاعه عنه، فى مشهد جعل متابعى التواصل الاجتماعى فى كل مكان من العالم يتناول الأمر بسخرية شديدة، فمن أفضل للدفاع عن التحرش بالصحفيات غير ترامب، الذى وصل إلى الرئاسة بالرغم من الفيديو المشهور له الذي كان يُهين فيه النساء علناً، قائلاً إنهن خُلقن لممارسة الجنس فحسب.


تحتاج المؤسسات الصحفية والإعلامية إلى وضع معايير أكثر أماناً للصحفيات لحمايتهن من التحرش والاعتداء والاستغلال الجنسى، خاصةً مع عدم قدرة بعضهن على التعبير نظراً لخوفهن على انتهاء مهنتهن، ليظل الجانى مذيعاً ناجحاً محبوباً، أو مديراً لفريق رياضى كبير، أو حتى رئيساً للجمهورية!

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy