فيسبوك... صحافة بديلة أم مصدراً غير موثوقاً للأخبار؟!

pages.topic.publishedAt : 09/04/2017  pages.topic.updatedAt: 09/04/2017 

فى أحد تقاريرها مؤخراً، أعلنت الـ " بى بى سى" إن موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك أصبح ثانى أكبر وسيلة على وجه الكرة الأرضية استخداماً من قِبل الجمهور في مطالعة الأخبار ومعرفة آخر المستجدات ومشاركتها، بإعتباره يوفر خاصية الضغط على الروابط الإلكترونية وسهولة تداولها ونشرها على الحساب الخاص بالمستخدم لمشاركتها مع من لديه من أصدقاء، فضلاً عن استغلال بعض الصفحات الممولة أو "السبونسرد" للموضوع من خلال توفير آخر المستجدات والأخبار الهامة التي يُعنى بها الجمهور من أجل زيادة أعداد المتابعين.


تقول "بى بى سى" إنه ثمة حوالى 1.6 مليار مستخدم للفيسبوك ممن يستخدمونه كوسيلة لمعرفة الأخبار وتداولها، حتى أصبح مكاناً أكثر أهمية من أي وقت مضى بالنسبة لتبادل الأخبار، بل إن ثمة إحصائية تثبت إن أكثر من 40٪ من سكان الولايات المتحدة يحصلون على الأخبار في الفيسبوك، وبالنسبة للكثيرين هو أفضل مكان يذهبون إليه لتبادل الأخبار والتعليق على القصص.


وبالرغم من نظرة البعض للفيسبوك بإعتباره الإعلام البديل، إلا إن آخرون يرون إنه دخيل على عالم الصحافة والتغطية الإخبارية، ففضلاً عن إنه يوفر عناوين مقتضبة للقصص، فهو أيضاً يعتمد بشكل كبير على صياغة هذه العناوين بطريقة تجعل منها قصص ساخنة، ليحدث أكبر عدد من المشاركات، مثل "البابا فرانسيس يصدم العالم ويؤيد دونالد ترامب للرئاسة"، "باراك أوباما يعترف أنه ولد في كينيا"، أو "ترامب قال في عام 1998"، وما تشترك فيه هذه القصص جميعها على اختلافها هي أنها أخبار غير حقيقية في كثير من الأحيان، ولكن هذا لم يمنع من مشاركتها وتداولها بين الملايين من مستخدمي فيسبوك.


يذكر تقرير الـ "بى بى سى" إنه تم عرض الأمر على زاكوربيرج، وفى البداية رفض مؤسس الفيسبوك التعليق على الأمر، بل ورفض فكرة أن الأخبار وهمية من الأساس، ولكن سرعان ما تطور الموقف بشكل أصبح معه واضحاً إن الأمر حقيقى، وإن الفيسبوك يأخذ شكلاً جديداً كنوع من الصحافة البديلة، لكنه لا يلتزم بأى مهنية أو أخلاقية فيها، وإنما قائم بشكل أساسى على فبركة الأخبار الجذابة وتداول الشائعات.


ويقول التقرير على لسان زاكوربيرج "نعمل على حل المشكلة، ونأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد"، حيث يحاول تطبيق حل من التكنولوجيا الجديدة للأزمة، على أمل أن يتيح العلم يوماً إمكانية تطبيق خوارزمية التي سوف تفحص الحقيقة من الباطل.


كنا نعتقد إن التغطية الإخبارية وظيفة للصحافة فحسب، لكن الآن، ربما يحتاج الصحفيون إلى إلقاء نظرة فاحصة على مهنتهم للاعتناء بها، قبل أن تلتقط عدوى نشر الأخبار إلى المزيد من وسائل التواصل الاجتماعي، بما لن يدع مجالاً للكلام حول أخلاقيات الصحافة ومهنيتها!

pages.topic.factChecker

Profile Picture

دينا إبراهيم

تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.

تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy