لم يكد يمر وقت طويل على حادثة قصف المراسلة التلفزيونية هناء محمد أثناء تغطيتها للعنف الاسرائيلى في فلسطين، حتى أعلنت صحيفة الجارديان البريطانية في تقرير لها عن قرار صحيفة مكسيكية تدعى "نورتى" بإغلاق مقرها والتوقف عن الطباعة والتوزيع، ببساطة التوقف عن العمل، احتجاجاً على عدم حل الشرطة لقضايا قتل الصحفيين وعدم القدرة على الوصول للجناة الحقيقيين، ولهذا، أعلنت رئاسة تحرير الصحيفة المنشورة بمدينة جواريز الحدودية المكسيكية أنه قد تم إغلاقها، لأن عمليات قتل الصحفيين بدون عقاب في البلاد جعلت من الخطورة الاستمرار بالمهنة الصحفية بمثل هذه الأجواء.
وقد أعلن أوسكار كانتو مورغويا، رئيس تحرير نورتي، قراره في رسالة وداع بعنوان "أديوس!"، والتي نشرت على الصفحة الأولى للصحيفة على نسخة الإنترنت.
ولا يأتي هذا من فراغ، وإنما يتزامن مع حادث اغتيال المراسلة الصحفية "بريتش"، والذى سبق لها التعاون مع "نورتى" أكثر من مرة، وقد تم قتلها بثماني طلقات رصاص أثناء جلوسها بسيارتها، وقد تصادف وجود أحد أطفالها معها وقتها، إلا إنه لم يصب بأذى، وقد ترك الجانى ملاحظة صغير على زجاج السيارة مكتوب بها "لأن صوتك كان عالى"، ولم يتم التوصل للجناة حتى الآن!
وقال كانتو في إعلانه عن قرار إغلاق الصحيفة "في هذا اليوم، أخاطبكم لإبلاغكم بأنني قد اتخذت قرار إغلاق هذه الصحيفة بسبب حقيقة مهمة لا يلقى لها أحد بالاً، وهى إنه لا توجد الضمانات ولا الأمن لممارسة الصحافة المهنية الساعية لكشف الحقيقة".
وقال متحدث باسم نورتى لصحيفة الجارديان إن موقع الصحيفة الإلكتروني سوف يستمر في العمل
وذكرت لجنة حماية الصحفيين للجارديان إن ما لا يقل عن 38 صحفيا قتلوا فى المكسيك منذ عام 1992 بسبب ما يتعلق بعملهم الصحفى، وتقول مجموعة مناصرة وسائل الإعلام -ومقرها نيويورك- إن 50 شخصاً قتلوا خلال نفس الفترة لأسباب لا تزال غير واضحة!
وقال كارلوس لوريا، منسق البرامج الأقدم للأمريكتين في لجنة حماية الصحفيين "من الواضح أن المكسيك تمر بأزمة عميقة وكاملة لحرية التعبير"، وأضاف "إنها تؤثر على المكسيكيين وليس الصحفيين فقط!
وشهدت البلاد موجة من الهجمات على الصحفيين في مارس، فبالإضافة إلى بريتش، قتل صحافيان آخران في غيريرو وفيراكروز، وهما دولتان من النقاط الساخنة لعنف عصابات المخدرات، وأصيب صحفي آخر في بوراكا ريكا، وأدى هجوم مسلح على صحفي في سان خوسيه ديل كابو، إلى مقتل حارسه الشخصي ودخوله في حالة حرجة، نعم... الصحافة ليست مهنة يحسد عليها بالفعل... إذا كانت في بيئة تمتلأ بفرض القيود على حرية الصحافة!
Topics that are related to this one