يعتبر الصحفي عبد الله أبو ضيف أن "عين الصحفي أول مصادره"، وعن اختياره للتقرير الذي تسبب في حصوله على لقب صحفي يناير؛ قال إن المسألة لم تكن بحاجة سوى لملاحظة أن هناك تغييرًا غريبًا، خاصة وأنه يمر يوميًا على المناطق المشار لها في التقرير، ومن هنا قرر التواصل مع المصادر واستطاع جمع مادة مكنته من إنتاج هذا الموضوع. وعنوان هذا التقرير اختفاء الإعلانات بأشهر طرق العاصمة.. ابحث عن الدولار (صور)، ونسبة تقييمه بلغت 92%؛ بناءً على المنهجية العلمية المتبعة في أخبار ميتر.
وتحدث الصحفي معنا عن بداية مشواره في عالم الصحافة الذي وصفه أنه كان حلمًا؛ استطاع تحقيقه عندما تم قبوله في أكاديمية أخبار اليوم (قسم صحافة) الذي تخرج فيها عام 2015. وبالرغم من قلة العائد المادي في هذا المجال، فإنه صمم على اختيار العمل به.
ومن أبرز الأماكن التي عمل بها؛ موقع القاهرة 24 الذي بدأ فيه كمحرر ثم متخصصًا في تغطية الموضوعات الصحية، ثم رئيسًا لقطاع الأخبار حتى عام 2022، كما عمل في الإعداد التلفزيوني لعدة برامج (أبرزها: آخر النهار، والترابيزة في قناة الشمس). خاض الصحفي أيضًا تجربة العمل الحر في موقع سكاي نيوز عربية، وأنتج تحقيقات استقصائية مع مؤسسة أريج؛ كان أبرزها تحقيق عن رفض مقدمي الخدمة الصحية مساعدة مرضى الإيدز في مصر. وحاليا يعمل عبد الله أبو ضيف في جريدة المصري اليوم وجريدة الاتحاد الإماراتية.
من وجهة نظر أبو ضيف، فإن الصحفي يستطيع العمل في كافة المجالات الصحفية من خلال تطوير ذاته. وفي مشواره بدأ أبو ضيف العمل على التحقيقات الصحفية ومازال مستمرًا في ذلك. لكن أيضًا كانت له تجربة الصحافة الخبرية الذي يعتبرها ممتعة جدًا واستفاد منها أن الخبر هو أول كل شيء، كما يعتمد دائما على تطوير مهاراته لتوسيع دائرة المصادر في كافة المجالات؛ سواء فن أو رياضة أو اقتصاد، حتى وإن كان ذلك على فترات متفاوتة بإنتاج تقارير وحوارات متخصصة.
أما بشأن الصعوبات فيقول أبو ضيف إنه بطبيعة الحال الصحافة تعتمد على حرية النشر، وتقليل مساحات الحرية سيقيد الصحافة القوية بصورة كبيرة؛ فمهما كان الصحفي يتمتع بقدرات وميزات، سوف يفقدها بسبب عدم إتاحته من التصرف بحرية. كما يعتقد أن هذا الأمر خطير وسيؤدي لزيادة مساحة الأخبار الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وعندما سألناه عن التصرفات السلبية البارزة حاليًا في عالم الصحافة؛ فيرى أنه ليس هناك حكم عام، لكنه أشار إلى خطأ عدم التحقق في نشر المعلومات الذي يحول الصحيفة أو الصحفي إلى مصدر غير موثوق للقارئ، وبهذا يكون فقد أهم ميزة يمكن أن يمتلكها وهي التحقق ونشر الأخبار الموثوقة. ويظن أن هذه الأزمة متصلة بضعف التدريب في المؤسسات الصحفية، وعدم إعطاء فرصة للصحفيين للتطوير والبحث، بعيدًا عن أخبار الترافيك والضغط اليومي لإنتاج أخبار في الصحف.
كما أوصى أبو الضيف الصحفيين الجدد بالتطوير والعمل المستمر، "وإنه يصدق حلمه إنه مهما كان الأمر والظروف صعبة لكن الأحلام إذا صدقناها قادرين إننا نكمل ونحققها وساعتها بنكبر أكتر وأكتر ونحقق أمنيات حتى مكناش نتخيل تحقيقها، لكن افتراض استحالة الأحلام هيخلينا واقفين عند نقطة معينة مستحيل نتخطاها مع الوقت".
وختم الصحفي حديثه معنا بأمنيته أن لا يتوقف عن تحقيق أهدافه في الصحافة وأن يستمر بشغف أكبر، وأيضًا أن يكون له تجربته الخاصة مع الوقت بعد اكتساب خبرات كافية تساعده على ذلك. وأضاف: "اتمنى مزيدًا من الحريات للصحافة والصحفيين المصريين لتظل المهنة قائمة في مواجهة تحديات مادية صعبة جدًا".
لقراءة موضوعات مميزة أخرى للصحفي يمكنك زيارة هذه الروابط: