كانت التكنولوجيا وستظل أكبر ثورة في تاريخ البشرية وأعقدها، حيث غيرت العالم، وجعلته كما يقولون قرية صغيرة، وأثرت على جميع النواحي الإنسانية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وكثيراً ما نقول إن التداخل الحاصل ما بين التكنولوجيا والصحافة قد أثر بشكل ملحوظ على جوانب الحياة الإنسانية، فالبطع ظهرت الصحف الإلكترونية، وهو ما استتبع بالضرورة ظهور مهن صحفية جديدة، فضلاً عن سهولة الانتشار واستخدام أحدث التقنيات في تغطية الأخبار الهامة والحيوية، وقدرة الجمهور على متابعة صحفهم المفضلة من أي مكان في العالم، إلا إنه لم يركز أحد على التأثير الأظهر للتكنولوجيا على الصحافة، وهو ظهور الصحافة التكنولوجية المتخصصة!
ظهرالاهتمام الصحفي بالتكنولوجيا فى تناول أحدث ظواهرها وأكبر آثارها وآخر ابتكاراتها ونتائجها، حيث يحتاج الجمهور إلى الإلمام بكل ما هو جديد في العالم التكنولوجي، بل ثمة فئة معينة من الأشخاص المهتمين بأحدث الأجهزة التكنولوجية والسبيل إلى الحصول عليها بأرخص الأسعار، فضلاً عن المهتمين بمتابعة الاختراعات الجديدة واقتحام التكنولوجيا لمجالات لم نكن لنتصورها، كل هذا كان سبباً في تطرق بعض الصحفيين منن لهم باع في المجال التكنولوجى إلى خلق صحافة التكنولوجيا.
وتشمل الصحافة التكنولوجية الأخبار والتقارير والتحليلات التي تغطي مجموعة واسعة من المواضيع المختصة بالتكنولوجيا، بما في ذلك تكنولوجيات الاتصالات، والإنترنت، ووسائل الإعلام الاجتماعية، وصناعة تكنولوجيا المعلومات، والبحث العلمي، والقوانين والسياسات المتعلقة بالعالم الرقمي، وقد تشترط بعض الصحف المتخصصة في مجال الصحافة التكنولوجية إفراد مساحات خاصة لما يُعرَف ب"استعراض المنتج التكنولوجي"، وهو أن يقوم الصحفي بالتقصي عن الآراء حول أجهزة أو تطبيقات معينة ومدى تقبل الناس لها من عدمه.
تخاطب صحافة التكنولوجيا المستهلكين الذين يرغبون في اقتناء المعدات التكنولوجية الحديثة gadgets كالهاتف الذكي، وأجهزة الألعاب، أما الحانب الآخر من صحافة التكنولوجيا فهو متعلق بالتطرق الصحفى لتكنولوجيا المشاريع، والتي تتحدث عن كيفية استفادة الشركات من التقنيات الجديدة لتحقيق مكاسب تجارية.
عادة ما يقابل صحفيو التكنولوجيا خبراء في مضامير التكنولوجيا المتنوعة لمشاركة أفكارهم أو تبادلها مع الجمهور.