عقب حدوث زلزال تركيا وسوريا، انتشرت تغريدة الخبير الهولندي فرانك هونجربيتس، على صفحته على تويتر في 3 فبراير وهو يقول : "عاجلا أو آجلا سيقع زلزال بقوة 7.5 على مقياس ريختر في هذه المنطقة (جنوب أو وسط تركيا، الأردن، سوريا، لبنان)"، في تساؤل من البعض على مواقع التواصل الاجتماعي أن الهولندي تنبأ بالزلزال قبل حدوثه بأيام وحدد موقعه فكيف لم تأخذ الحكومات حذرها رغم ذلك؟
بسؤال العالم الهولندي عن سبب توقعه بزلزال تركيا، أجاب أن التوقيت حدث بالصدفة، فلا يمكن الجزم بالتوقيت الحتمي مطلقا.
وشرح أسباب توقعاته بالاستناد على هندسة كوكبية حساسة إذ قال :" على غرار عامي 115 و526، هذه الزلازل عادة ما تسبقها هندسة كوكبية دقيقة، وهذا ما رصدته في 4 و5 فبراير".
وفسر أن اكتمال القمر في ذلك التوقيت كان نذير بحدوث نشاط أرضي.
ماذا حدث عام 526؟
وفي عام 526 شهدت منطقة أنطاكية التاريخية في فترة الدولة البيزنطية، قبل قدوم العثمانيين، زلزالا صنف كواحد من أعنف الزلازل بتاريخ البشرية.
قدر العلماء المعاصرون شدته بسبع درجات حسب مقياس ريختر، محى أنطاكية من الخارطة وتسبب في سقوط عدد هائل من القتلى.
وتقع أنطاكية التاريخية على مقربة من تقاطع مرعش الثلاثي الذي يعتبر نقطة التقاء الصفيحة التكتونية القارية الأناضولية مع الصفيحتين الإفريقية والعربية، أكثر المناطق المهددة بمخاطر الزلازل بالعالم، ونقطة حدوث زلزال تركيا الآن.
وبداية من العام 525، شهدت المناطق المحاذية لجهة أنطاكية العديد من الرجّات الأرضية التي بلغ صداها أنطاكية، وبالعام التالي، حلّ الدور على هذه المنطقة لتشهد واحدا من أعنف الزلازل بتاريخ البشرية.
ورغم توقعات الهولندي الصائبة، أكد معظم المختصين على عدم وجود آلية لتحديد وقت وتاريخ وقوع الزلازل.
ويتم افتراض حدوث زلزال على أساس مقارنات تاريخية لاحتمالية تكرار وقوع هزات أرضية في منطقة جغرافية معينة، لكن ذلك لايعني حتمية وقوعها.
وهذا الزلزال هو الأشد على تركيا منذ زلزال أرزينجان عام 1939، بحسب ما ذكره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
تاريخ تركيا مع الزلازال:
زلزال أرزينجان 1939
وقع بولاية أرزينجان في 27 ديسمبر، وكان من أشد الزلازل التي ضربت منطقة الأناضول، ومن بين أكبر الزلازل عالمياً، وبلغت شدته 7.9 درجة، وتسبب في مصرع 33 ألف شخص، وإصابة نحو 100 ألف آخرين، وبعده اكتشف الجيولوجيون الصدع التكتوني شمال الأناضول، وتكثفت جهود الدولة التركية لدراسة الزلازل في البلاد.
زلزال إربا - توكات 1942
وقع مركزه في بلدة إربا بولاية توكات (شمال) في 20 ديسمبر ، بقوة 7 درجات، وتسبب في مصرع 3 آلاف شخص.
زلزال لاديك – سامسون 1943
وقع في بلدة لاديك بولاية سامسون (شمال) في 26 نوفمبر، بقوة 7.6 درجة، وامتد تأثيره على مساحات واسعة في مناطق البحر الأسود، وأدى إلى تدمير 75% من مباني المنطقة، ومصرع ألفين و300 شخص وإصابة 5 آلاف.
زلزالا فارتو – موش 1966
وقع في قضاء فارتو بولاية موش (شرق)، وكان عبارة عن زلزالين؛ الأول وقع في شهر مارس وتسبب في مصرع 14 شخصاً.
والثاني في 19 أغسطس، وتجاوزت شدته 7 درجات، وتسبب في مصرع ألفين و400 شخص.
زلزال تشالديران - وان 1976
وقع مركزه في بلدة مرادية بولاية وان جنوب شرقي تركيا في 24 نوفمبر، بقوة 7.5 درجة، وتسبب في مصرع 3 آلاف و840 شخصاً، وإصابة 500 شخص.
زلزال مرمرة 1999
وقع في ولاية كوجا إيلي (شمالي غرب) في 17 أغسطس، بقوة 7.4 درجة، واستمر لمدة 45 ثانية ليسجل أطول مدة زمنية لزلزال بتاريخ البلاد، وتسبب في مصرع 17 ألفاً و118 شخصاً، وإصابة 25 ألفاً.
زلزال دوزجه 1999
وقع في ولاية دوزجه (شمالي غرب) في 12 نوفمبر، وبلغت قوته 7.2 درجة، واستمر لمدة 30 ثانية، وتسبب في مقتل 894 شخصاً، وإصابة ألفين و679.
زلزال وان 2011
وقع مركزه في بلدة تابانلي بولاية وان (شرق) في 23 أكتوبر، وبلغت قوته 6.7 درجة، واستمر لمدة 25 ثانية، وتسبب بمقتل 604 أشخاص، وإصابة أكثر من 4 آلاف وتدمير 2262 مبنى.
زلزال إلازيغ 2020
وقع في إيلازيغ (شرق) في 24 يناير، بقوة 6.8 درجة، وأدى إلى مصرع نحو 40 شخصاً، وإصابة ما يزيد على ألف آخرين.
وشعر سكان في دول مجاورة هي سوريا ولبنان وإيران بهزات قوية بسببه.
أعقبه زلزال آخر في 27 ديسمبر بقوة 5.3 درجة لم يسفر عن خسائر في الأرواح.
زلزال إزمير - بحر إيجه 2020
ضرب زلزال مدينة إزمير في 30 أكتوبر بقوة 7 درجات، وتأثرت به مناطق على سواحل بحر إيجه في تركيا واليونان، وتسبب في مصرع 114 شخصاً، وإصابة أكثر من ألف آخرين.
وتسبب في تسونامي محدود في جزيرة ساموس ببحر إيجه، وبمد بحري أغرق بعض شوارع إزمير. أعقبه زلزال بقوة 5.9 درجة في منطقة شمال غربي تركيا في نوفمبر 2022 أصيب فيه 50 شخصاً.
كيف تقاس الزلازل؟
تقاس الزلازل بمقياس يسمى مقياس القوة اللحظية.
ولا يمكن عادة الشعور بهزة بمقدار 2.5 درجة أو أقل، ولكن يمكن اكتشافها بواسطة الأجهزة العلمية.
الزلازل التي تبلغ درجتها خمس درجات أو أكثر فيشعر بها الإنسان وهذا النوع يسبب أضرارا طفيفة.
ويصنف الزلزال التركي، الذي بلغت درجته 7.8، على أنه زلزال قوي، وعادة ما يتسبب في أضرار جسيمة كما حدث في هذه الحالة.
الزلازل التي تزيد على 8 درجات فتسبب أضرارا فادحة، ويمكن أن تدمر البؤر السكانية تماما.
وبلغت شدة الزلزال الذي وقع قبالة سواحل اليابان في عام 2011 حوالي 9 درجات، وتسبب في أضرار واسعة النطاق على الأرض، كما أدى إلى حدوث سلسلة من موجات المد العاتية العملاقة - كانت إحداها سببا في وقوع حادث كبير في محطة نووية على طول الساحل.
وكانت شدة أكبر زلزال على الإطلاق 9.5 درجات، وحدث في تشيلي في عام 1960.
مصادر
https://bit.ly/3YsYV5q
توقع عالم
https://cnn.it/3Yvp5EJ
تقرير cnn
https://bit.ly/3jHxztG
سبب توقع الهولندي
https://bbc.in/3XbzYud
تقرير bbc
https://bit.ly/3DMMN7h
زلزال 526
https://bbc.in/3JRDEhD
زلزال 1999
https://bit.ly/3jKbQRW
تاريخ زلازال تركيا
https://bbc.in/3HCHLve
كيف تقاس الزلازال
Topics that are related to this one