آلاء الكسباني تكتب :
للتحرش الجنسى وجوه إعلامية أيضاً
دفع بيل أوريلي، مُقدِّم البرامج الشهير بقناة فوكس نيوز، والشركة الأم للشبكة الإخبارية 21st Century Fox، نحو 13 مليون دولار أميركي كاتفاقيات تسوية لـ5 سيدت اتهمنه بالتحرش الجنسي والاعتداء اللفظي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.
كانت السيدات قد اتَّهمن أوريلي بهذه التهم على مدار العقدين الماضيين، ووفقاً للصحيفة، تمت التسويات "مقابل موافقاتهن على وقف الدعوى القضائية وعدم الحديث عنها ثانيةً".
وقالت الجارديان إنها قامت بإجراء أكثر من 60 مقابلة مع أناسٍ مرتبطين بالواقعة، بمن فيهم بعض المقربين لأوريلي والمدعيات أنفسهن، كما ذكرت وجود حادثتي تحرش معروفتين مُسبقاً.
يأتي التقرير بعد سنة عصيبة لفوكس نيوز، ففي يوليو 2016، أُرغم روجر أيلز على الاستقالة من منصبه كرئيس القناة بعد أن قاضته مذيعة سابقة بها بتهمة التحرُّش، لكنَّ أيلز قد أنكر جميع الادّعاءات ضده.
وتقول الجارديان "يُشير التقرير إلى وجود نمطٍ معين من الاعتداءات الجنسية، فكونه رمزاً إخبارياً مؤثراً، يخلق للسيد أوريلي علاقة ما مع بعض النساء من خلال إبداء نصائحه ووعوده بمساعدتهن مُستقبلاً، ومن هنا يحاول خوض علاقة جنسية معهن، الأمر الذي يثير خوفهن في النهاية من عرقلة مسيرتهن المهنية لو لم يخضعن لرغباته"، كما تذكر الجارديان شهادة إحدى المُتحدِّثات باسم فوكس نيوز في بريد إلكتروني أرسلته للجارديان البريطانية والذي تقول فيه "إنَّ الشبكة الإخبارية لن تصرح بأي شيء عدا بيانها المنشور في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية".
ووفقاً للبيان الصحفي الخاص بمؤسسة فوكس الإعلامية، صرحت فوكس بإن الشبكة الإخبارية تتعامل مع سلوك موظفيها بمنتهى الجدية، وأنه لم يسبق أن قدمت إحدى الموظفات الحاليات والسابقات أي شكوى عن طريق الخط الساخن للشبكة ضد بيل أوريلي، حتى دون إفشاء هويتها، وتؤكد الشركة مع هذا إنها قد اهتمت بهذه المسألة بالفعل وأخذتها على محمل الجد، وقامت بمناقشتها مع السيد أوريلي.
وفي تصريحٍ على موقعه، قال أوريلي: "تماماً كأي شخص بارز ومثير للجدل، أنا مُعرَّض للدعاوى القضائية التي قد يرفعها أشخاص بغرض الحصول على أموال حتى أتجنب أي دعاية سلبية. وخلال سنوات عملي في فوكس نيوز، التي تزيد على 20 عاماً، لم يقدم أحدهم شكوى ضدي لدى قسم الموارد البشرية، ولا حتى في الخط الساخن الذي لن يضطروا خلاله إلى إفشاء هويتهم"، وبهذا يعتقد أوريلي أنه مستهدف من قبل أناسٍ يسعون إلى إيذائه وإيذاء فوكس نيوز.
أما بالنسبة لحادثتي التحرُّش التي تخص أوريلي وموظفتين سابقتين بالفوكس نيوز، ففي أكتوبر 2014 اتَّهمت المُنتجة أندريا ماكريس مقدم البرامج أوريلي بالتحرُّش الجنسي، فيما ردَّ هو بدعوى قضائية مضادة مُدعياً أنها كانت تحاول ابتزازه تمت تسوية القضية عندما وافق أوريلي على دفع 9 ملايين دولار أميركي لماركيس، وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، وفي يناير2017، ذكرت نيويورك تايمز في تقرير لها أنَّ مذيعة الأخبار جولييت هادي قد عقدت اتفاقاً مع الشبكة الإخبارية ذاتها بعد أن ادَّعت أن أوريلي قد تحرَّش بها جنسياً وهدَّد أن يؤذي مسيرتها المهنية إنْ صدته.
تتكرر حوادث التحرش بالمذيعات والصحفيات والمعدات والمنتجات الفنيات و العاملات بالمجال الصحفى والإعلامى بشكل عام، وخاصةً مع المبتدئات الحالمات بشق طريقهن في الوسط المهني الذى يسمه الصعوبة والعمل الشاق، ومع هذا فإن القانون في الدول الغربية يحمى الضحية بشكل كبير ويوفر لها حقوقها، في حين تُلام الضحية على الحادثة في المجتمعات الشرقية وينال الأمر شيئاً من سمعتها، بما يدفعها إلى الصمت والسكوت عن الأمر، خوفاً على سمعتها أمام المجتمع، وخوفاً من أي عراقيل قد يضعها المعتدى أمامها في مستقبلها المهنى على الصعيد الصحفى والإعلامى.
Topics that are related to this one