قابلنا في شهر يونيو واحدًا من الموضوعات المميزة، التي قدم محررها حسن الهتهوتي تغطية جيدة عن قصة بعنوان «موبايلي اتسرق.. امسك حرامي في حلوان» أحمد يُعيد الهواتف المسروقة عبر فيسبوك، من موقع الدستور. ونال هذا الموضوع أيضًا النسبة الأعلى في تقييمات شهر يونيو، بنسبة مئوية قدرها 100%.
وتم حساب هذه النسبة وفقًا لمعايير منهجية أخبار ميتر، والتي ساهم في تطويرها خبراء في مجال الصحافة والإعلام، وتتكون من ثلاثة محاور رئيسة؛ الاحترافية والمهنية، والمصداقية، ومراعاة حقوق الإنسان.
وفي بداية حديثنا مع الصحفي، أردنا أن نعرف عن أكثر ما جذبه في هذا الموضوع؛ فأخبرنا عن إعجابه بكونها مبادرة خدمية غير هادفة للربح. كما أن رغبة أحمد (صاحب المبادرة) في مساعدة غيره بدون مقابل شيء جميل يستحق تسليط الضوء عليه لأنه يقدم نموذج إيجابي للمجتمع، ولعله يكون حافزًا لبدء مبادرات خدمية جديدة.
حكى لنا الصحفي حسن الهتهوتي عن تاريخ رحلته المهنية في عالم الصحافة التي شقها منذ 13 عامًا حينما كان طالبًا جامعيًا في كلية إعلام جامعة القاهرة. ولكن شغفه بالصحافة يعود إلى ما قبل ذلك؛ ففي المرحلة الإعدادية كان حسن يحب الكتابة كهواية، لكن لأنه من قرية في صحراء أسيوط الشرقية كانت الوسائل المتاحة لديه آنذاك لصقل موهبته من الصعب الوصول إليها، فعلى الرغم من وجود قصر ثقافة بمدينة أسيوط، فإن المواعيد به كانت مسائية ومتأخرة بالنسبة لشخص يعيش في قرية بعيدة تنقطع مواصلاتها مع غروب الشمس تقريبًا.
وشغل الصحفي عدة مناصب في أماكن مختلفة، فكانت البداية حينما تلقى فرصة للعمل كمراسل أخبار الحوادث في محافظة أسيوط، بصحيفة إقليمية تصدر عن شركة أخبار اليوم للاستثمار، تسمى أسيوط اليوم. وبعد ذلك انتقل للقاهرة وعمل في؛ أخبار اليوم، ومصراوي، ودوت مصر، وأخيرًا الدستور.
ويرى حسن أن كل أقسام الصحافة مهمة إذا تم مراعاة المعايير المهنية والأخلاقية بها. ولكن أكثر الأقسام الذي يحبها الصحفي هي تلك التي تتناول حياة الإنسان؛ فالقصص الإنسانية في رأيه حينما يتم نشرها، قد تتسبب في تغيير حياة الأشخاص المعنيين. كما أن نشر القصص التي تتمحور حول النجاح والمواهب؛ تعطي دفعة لأبطالها لأنها تريهم أن جهودهم ومواهبهم تم تقديرها.
وعدد الصحفي الصعوبات التي يراها في مجال الصحافة؛ فمن رأيه أن الخوف من الكاميرا تعد الصعوبة الأكبر، كما أن الصحفي ليس آمنًا بنسبة كافية أثناء تأديته لعمله، وبالنسبة للوصول للمعلومات فقال أنه "حق لا يجوز المطالبة به".
كما أنه يرى أن هناك ممارسات لا تتناسب مع أخلاقيات الصحافة مثل؛ التسابق لنقل الأخبار والذي أدى إلى قلة الاهتمام بالمصداقية، وزادت تلك المشكلة مع تنامي صحافة اللايف التي يستخدمها البعض أسوأ استخدام. ويعتبر حسن أن صحافة اللايف "هي رقم 1 في تشويه الصحافة والتقليل منها في عيون الناس لأنها تنتهك أحزانهم وخصوصياتهم في معظم الأوقات"، على الرغم من إمكانية تقديمها لصحافة جيدة إذا تم تطبيق المعايير المهنية على محتواها.
هذا بالإضافة إلى الانتهاكات في صحافة الحوادث الناتجة عن الخلفية الضعيفة التي لدى العديد من الصحفيين عن القوانين والمعايير الإنسانية، لذلك أحيانًا تتم معالجة المحتوى المشابه بصورة خاطئة قد تتسبب في جرائم أو مشاكل، على عكس المُراد من مهنة الصحافة.
وبالنسبة للنماذج الصحفية التي يحب متابعتها، عبّر الصحفي عن إعجابه بصحافة الفيتشر في موقع مصراوي، ووصف ما يقدموه بـ "لون جميل من الصحافة الإنسانية؛ قصص مُعمّقة ومبدعة وتقدم معالجة جميلة".
شاركنا الصحفي حسن الهتهوتي عن أمنياته؛ فعلى المستوى المهني الشخصي يتمنى أن يستمر في الكتابة لآخر نفس، وأنه حين تقييمه لنفسه سنويًا يجد أن ما قدمه على مدار العام خدم الكثيرين واستفادوا منه؛ "هي دي بالنسبالي انتصاراتي في الصحافة".
أما على المستوى العام لمجال الصحافة فيأمل أن تقدم كليات وأقسام إعلام ونقابة الصحفيين صحافة مهنية، ومنصة تستوعب الشباب الخريجين، وأن توفر فرص عمل لمن لا يحالفه الحظ في إيجاد وظيفة.
وختامًا قدم الصحفي نصيحة للصحفيين الجدد قالها له الصحفي الأستاذ/ محمود صلاح (رحمه الله)؛ "المهم تكون مرتاح الضمير". لذلك يوصي الصحفيين عند كتابة أي موضوع أنهم إذا شعروا بأن هناك ضرر في ما يكتبونه قد يقع على أحد الأشخاص ولو بنسبة ضعيفة "يبقى بلاش منه، مهما كانت أهميته".
يمكنك تصفح موضوعات أخرى للصحفي، عبر زيارة هذه الروابط:
Topics that are related to this one