أثار قرار الكنيست الإسرائيلي في 28 أكتوبر 2024 باعتبار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" منظمة إرهابية، ومنعها من العمل في القدس الشرقية وغزة والضفة الغربية، جدلاً واسعاً. وبتأييد 92 عضوًا من الكنيست ومعارضة 10، يُتوقع في حال تنفيذ القرار أن تتوقف عمليات الأونروا في هذه المناطق، ما سيحمل آثارًا وخيمة على الحياة اليومية للفلسطينيين.
ما أسباب الاتهامات والتضييق المستمر على الأونروا منذ أكتوبر 2023؟
منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023، تعرضت الأونروا لسلسلة من الاتهامات التي أثرّت على أنشطتها.
ففي يناير 2024، علّقت 15 دولة، منها الولايات المتحدة وألمانيا، مساهماتها للوكالة، مما تسبب في عجز يقدر بنحو 46% من الميزانية السنوية المطلوبة للأونروا.
وجاء هذا القرار على خلفية اتهامات بأن 12 موظفاً في الأونروا قد تورطوا في هجوم نُسب إلى حركة حماس في أكتوبر 2023.
وفي يوليو 2024، أدان أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، قرار الكنيست بتصنيف "الأونروا" كمنظمة إرهابية. واصفاً إياه بأنه خطوة عبثية.
ما التداعيات الإنسانية على غزة إذا توقفت مساعدات الأونروا؟
حذر مسؤولون أمميون، في تقرير صدر عن الأمم المتحدة في 29 أكتوبر 2024، من تدهور الوضع الإنساني في غزة في حال توقفت المساعدات. ويؤدي إيقاف أنشطة الأونروا إلى تفاقم الفقر وانهيار قطاعات أساسية مثل الصحة والتعليم، حيث لن يتمكن معظم سكان غزة من الحصول على الغذاء، الرعاية الصحية، أو التعليم.
وتوقعت منظمات الأمم المتحدة انهيارًا شاملاً في الخدمات الإنسانية، ما قد يهدد حياة الآلاف، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ويعتمدون على خدمات الأونروا في التطعيمات والرعاية الصحية الأساسية، والتي تُعتبر ضرورية لاستمرار حياتهم ومستقبلهم.
ما هي الأونروا وما هي المساعدات التي تقدمها؟
- اختصار يشير إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى.
- تأسست بقرار الأمم المتحدة رقم 302 في 8 ديسمبر 1949، بهدف دعم اللاجئين الفلسطينيين عبر برامج الإغاثة والتشغيل، وبدأت عملها في مايو 1950.
- تشمل خدماتها قطاعات حيوية مثل التعليم، الرعاية الصحية، والإغاثة الاجتماعية، والبنية الأساسية للمخيمات، والتمويل الصغير، والمساعدة الطارئة.
- تعمل في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
© unrwa
© unrwa
- تعتمد الوكالة على دعم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما فيها الاتحاد الأوروبي.
من هو اللاجئ الفلسطيني؟
وفقًا للتعريف العملي للأونروا، يُعتبر اللاجئون الفلسطينيون هم الأشخاص الذين كانوا يقيمون في فلسطين بين يونيو 1946 ومايو 1948، وفقدوا منازلهم ومصادر رزقهم نتيجة الصراع العربي الإسرائيلي في عام 1948.
خدمات الأونروا للاجئي فلسطين
- فوضت الجمعية العامة للأمم المتحدة الأونروا عام 1949 لخدمة لاجئي فلسطين في مجالات الصحة الوقائية والعلاجية بهدف الحفاظ على صحتهم وتعزيزها عبر مختلف مراحل حياتهم.
- تشمل هذه الخدمات تنظيم الأسرة، والرعاية قبل الحمل وبعد الولادة، وصحة الأطفال في المدارس، والاستشارات الطبية.
- تشمل خدمات الأونروا أيضًا تقديم الرعاية للأمراض المزمنة، وخدمات العيادات الخارجية، والعلاج الطبيعي، والفحوص المخبرية والتصوير بالأشعة.
-إضافة إلى دعم الصحة النفسية المجتمعية وصحة البيئة، بما في ذلك مراقبة جودة المياه والصرف الصحي.
مصادر تمويل الأونروا
- في عام 2023، تمكنت الأونروا من جمع دعم مالي قدره 715.6 مليون دولار أميركي من 30 جهة حكومية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.
- تحظى الأونروا بنظام رقابة داخلية وتلقي النُصح من لجنة استشارية مكونة من أعضاء خارجيين.
- تخضع الوكالة أيضًا لتدقيق من مجلس مراجعي حسابات الأمم المتحدة المستقل، الذي يرفع تقاريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عامين.
© unrwa
الأونروا بعد أحداث السابع من أكتوبر
بحلول أكتوبر 2024:
- قُتل 233 موظفاً في غزة.
- 7 مركز طبية لا تزال تعمل من أصل 27.
- 190 منشأة تعرضت للأضرار بسبب القصف.
لدى الأونروا:
- أكثر من 30 ألف موظف.
- 13 ألف موظف فلسطيني في غزة.
المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني؛ أكد في تقرير مصور بعنوان "ثلاثون يوما لإنقاذ الأونروا"، أنه منذ أكتوبر أصبح الوضع لقد أصبحت الأونرا حاسمة في غزة وأصبحت المزود الرئيسي للمساعدات الإنسانية.
لازاريني؛ أكد أن اللاجئون ينتشرون في 58 مخيمًا في لبنان والأردن وسوريا ولكن أيضا في المدن في جميع أنحاء الضفة الغربية وكذلك في غزة حيث يعيش 75% من السكان.
المصادر