أثارت رقصة الهاكا (Haka) التقليدية التابعة لثقافة شعب الماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا، اهتمام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرًا بعد أدائها داخل البرلمان النيوزيلندي. تجمع هذه الرقصة بين الحركات القوية، تعابير الوجه المميزة، والهتافات الجماعية، مما يجعلها رمزًا للاعتزاز بالهوية الثقافية والقوة الجماعية. تاريخيًا، كانت الهاكا أكثر من مجرد أداء فني، بل أداة للتعبير عن الفخر والوحدة، سواء قبل المعارك أو الاحتفالات.
- الهاكا (Haka) هي رقصة تقليدية نشأت من ثقافة الماوري. تُعد وسيلة للتعبير عن القوة والهوية الثقافية. وتتميز بخصائص فريدة تشمل:
- الحركات القوية والهتافات الجماعية: تعكس القوة والترابط.
- الأداء الجماعي: يُظهر الوحدة المجتمعية.
- تتميز الهاكا بأدائها القوي، الذي يشمل حركات جسدية دقيقة، تعابير وجه حادة، وهتافات جماعية.
- تنوع الاستخدامات: من الترحيب بالضيوف إلى الاحتفالات والمعارك.
- كلمة "الهاكا" تعني "الرقص" في اللغة الماورية، لكنها ليست مجرد رقصة بالمعنى التقليدي، إذ تشمل الدوس بالأقدام، حركات اليد، وتعابير الوجه القوية. تختلف أنماط الهاكا حسب القبائل الماورية، وغالبًا ما تحكي قصصًا عن أحداث تاريخية مهمة.
- كانت تُستخدم في الأصل كرقصة حرب لإظهار القوة وترهيب الخصوم قبل المعارك، لكنها اكتسبت معاني أوسع عبر الزمن.
- تختلف رقصة الهاكا حسب المنطقة القبلية، حيث تحكي العديد من رقصات الهاكا قصة أحداث مهمة في تاريخ قبيلة إيوي.
- اليوم، تُستخدم رقصة الهاكا كعلامة على الاحترام وتُؤدى في المناسبات المهمة، مثل الأحداث الرياضية وحفلات الزفاف والجنازات وبووهيري (الترحيب التقليدي).
- كما أنها تستخدم أحيانًا كرمز للهوية القبلية. منذ عام 1972، أصبح أداء الهاكا أحد السمات المميزة لمهرجان تي ماتاتيني للفنون المسرحية الشهير على نطاق واسع، والذي يُعقد كل عامين في نيوزيلندا.
- أكثر نوع من الهاكا شهرةً هي "كا ماتي"، التي ألفها زعيم الماوري تي راوباراها في عام 1820. وأصبحت معروفة للعالم أجمع عندما تم دمجها في أوائل القرن العشرين في طقوس ما قبل المباراة لفريق الرجبي الوطني النيوزيلندي، All Blacks.
تعود جذور الهاكا إلى الأساطير الماورية. وفقًا للتقاليد، استوحت الرقصة من "تاني رون"، ابن إله الشمس "تاما نوي تيرا"، الذي جسّد حركاته المفعمة بالطاقة. تاريخيًا، كانت الهاكا تُؤدى للاحتفال بالإنجازات أو تحفيز المحاربين قبل المعارك أو الترحيب بالضيوف.
رقصة الهاكا ليست موحدة، بل تتنوع حسب السياقات:
- توتونجاروهو: رقصة يؤديها رجال مسلحون مع قفز جانبي.
- نجيري: رقصة قصيرة تؤدي بدون أسلحة وغالبًا للتأثير النفسي.
- تاباراهي: تُؤدى خالية من الأسلحة.
- بيروبيرو: رقصة بالأسلحة تُستخدم لمواجهة العدو.
الأزياء: تعتمد على الملابس التقليدية مثل "بيوبيو" و"تانيكو".
- الحركات: تشمل الضرب على الصدر، الخبط بالأقدام، وحركات اليد التي ترمز للأجداد.
- تعبيرات الوجه: مثل إخراج اللسان واتساع العينين لتخويف الخصوم.
- تصميم الأداء يهدف إلى إثارة المشاعر وتمثيل السرديات القبلية وتكريم الأجداد.
- تطورت الهاكا من سياقاتها التقليدية لتشمل مجالات متعددة:
الأحداث الرياضية: تُؤدى قبل مباريات فريق الرجبي النيوزيلندي "All Blacks".
المناسبات الاجتماعية: حفلات الزفاف والجنازات.
التظاهرات السياسية: كما حدث مؤخرًا في البرلمان النيوزيلندي.
- في حادثة حديثة، قامت مجموعة من أعضاء البرلمان النيوزيلندي، بقيادة النائبة الماورية هانا-روهيتي مايبي-كلارك، بأداء رقصة الهاكا داخل البرلمان احتجاجًا على مشروع قانون مثير للجدل يسعى إلى إعادة تعريف معاهدة "وايتانجي" لعام 1840.
- معاهدة "وايتانجي" اتفاق تاريخي منح حقوقًا للماوري مقابل الحوكمة البريطانية.
- مشروع القانون: يهدف لتوسيع الحقوق لتشمل جميع المواطنين، مما أثار مخاوف الماوري بشأن فقدان خصوصية حقوقهم.
- رافق الاحتجاج مسيرة لمدة تسعة أيام إلى العاصمة ويلينجتون، حيث استخدمت الهاكا كأداة رمزية للتعبير عن الغضب والمطالبة بالعدالة.
المصادر
رقصة الهاكا، المرتبطة بثقافة الماوري في نيوزيلندا، أثارت مؤخرًا الاهتمام بعد أدائها داخل البرلمان احتجاجًا على مشروع قانون يعيد تعريف معاهدة "وايتانجي". الهاكا تعبر عن الفخر والقوة والهوية، وكانت تؤدى قبل المعارك أو للاحتفالات. اليوم تُستخدم بالفعاليات الرياضية والاجتماعية والسياسية، وتجسد مشاعر الغضب والمطالبة بالعدالة.
Topic categories
Nada Muhmd (Fact-checker)
Nada holds a Bachelor's degree in Mass Communication from Misr University for Science and Tec...
Nada holds a Bachelor's degree in Mass Communication from Misr University for Science and Technology. A journalist specializing in storytelling, she has experience in both print and digital media, with a focus on developing articles, investigating issues, and leveraging social media to boost engagement and respond to breaking news. With a strong background in fact-checking, she has been working as a journalist at Al-Masry Al-Youm since November 2021, covering a wide range of topics and events. Since October 2023, she has been serving as a fact-checker at AkhbarMeter, ensuring the accuracy of information and detecting misinformation.
The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here
Do you have a correction or missing information you would like to add? 📱 Contact us
Topics that are related to this one