عبدالوهاب مطاوع .. صاحب القلم الرحيم

01/04/2017 
5 min read
Article Author: AkhbarMeter 
Category: Other

قد يستغرب البعض هذا العنوان حين تقع عينيه عليه، ويتساءل، كيف لعلم النفس أو السيكولوجي، أن يكون له علاقة بالصحافة، فقد شعرت أن نفسى بالدهشة حين علمت بوجود رابط بينهما، خلال قراءتى لسيرة حياة الصحفي الكبير عبد الوهاب مطاوع، أو كما يلقبونه بـ صاحب القلم الرحيم، ذلك الرجل الذي سخر قلمه للحديث عن الناس، عن أعمق مشاكلهم، عن مخاوفهم وقلقهم، وقام بتحليل سيكولوجياتهم تحليلاً دقيقاً لا يختلف عن تحليل المختصين النفسيين المتمرسين.


قام عبد الوهاب مطاوع بإنشاء ما عُرِف بـ "باب بريد الجمعة"، والذي كان ينشر من خلاله بريد القراء، حيث يرسل آلاف القراء رسائل تحمل فى طياتها مشاكلهم، لينتقي منها مطاوع بعناية أشدها قسوة، وينشرها فى بريد القراء، ويعقب عليها بحنكة وحكمة بالغة، متفهماً لدوافع النفس البشرية واختلاف صفاتها حسب الفروق الفردية، ومحاولاً عدم التجنى حتى ولو على المذنب.

 وبالفعل نجح فى إثبات قدرته على أن يُكوِن صحافة تمس سيكولوجيا النفس وتتعلق بها القلوب، وهو ما أدى إلى زيادة الإقبال على الإصدار الأسبوعي لجريدة التى كان يُنشَر بها باب بريد الجمعة، وهو ما ليس بغريب على صحفى مثل مطاوع، حيث كان مُطلعِاً بقوة على التحليل النفسى والسيكولوجي وأيضا ساعدته قرأته للعديد من مؤلفات سيجموند فرويد، وهذا ما يتضح من خلال كتاباته المختلفة.

أسس مطاوع باباً نفسياً صحفياً، وكانت فكرته عن بريد الجمعة بذرة صغيرة لنبتة "الحكى"، حيث تطور هذا الباب مع الوقت وظهر له مناحى آخرى، متعلقة بالحكى النفسي والحديث عن المشاكل الخاصة الفردية والشخصية والنفسية، ومن هنا ظهرت أبواب صحفية متعلقة بالمشاكل النفسية والشخصية للقُراء، كأريد حلاً الخاص بالكاتبة حُسن شاه، وتبعها فى هذا العديد من الصحفيين والكُتاب.

وبالرغم من إن هذا يمثل تطوراً كبيراً فى الصحافة السيكولوجية، إلا إن الأمر قد تحول مع الوقت إلى عملية تجارية، حيث تزيد هذه الأبواب الصحفية من توزيع الجريدة ومن متابعة القُراء لها، وهو ما أدى إلى إهمال مفهومها الأصيل الذى أسسه عبد الوهاب مطاوع، إلا إنه مع تداخل التكنولوجيا والصحافة، واقتحام الأخيرة لمواقع التواصل الاجتماعى، عادت الصحافة لتخلط بالسيكولوجيا مرة آخرى، حيث بدأ بعض الأطباء النفسيين فى التدوين على حساباتهم الخاصة عن المرض النفسى وأعراضه وتوابعه ونشر الأسئلة المبعوثة إليهم فى الرسائل الخاصة لهذه الحسابات، والتى أرسلها متابعينهم بحثاُ عن حل، على صفحاتهم وحساباتهم، مصحوبةً بالإجابة على هذه الأسئلة وإيجاد الحل المناسب لها، وهو ما فتح باباً جديداً للحكى والتدوين النفسى، وأدى إلى ظهور مقالات صحفية طبية نفسية متخصصة يكتبها أطباء نفسيون، أو مقالات وتدوينات يحكى فيها أصحاب التعب النفسى والمشاكل الشخصية تجاربهم وكيفية تخطيهم لها، وهو ما أدى إلى زيادة أعداد متابعى النوعين من المقالات، خاصةً مع بداية اعتراف المجتمع بالمرض النفسي وعدم تجاهله.

سيظل مطاوع سبباً رئيسياً فى غرس نواة الحكى الصحفى، وحلقة الوصل الأساسية بين الصحافة والسيكولوجى، مهما مر من وقت ومهما ازداد التقدم التكنولوجى الصحفى.

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy