أحدث القبض على نرجس محمدي في إيران والحكم عليها بالسجن لمدة 11 عاما صدى واسعا في المحافل الدولية، لما لا وقد كان القبض عليها جراء معارضتها للنظام الإيراني الموجود في الوقت الحالي و مطالبتها الحثيثة بالحرية في بلدها.
وُلدت نرجس 1972 بإيران، التحقت في دراستها الجامعية بجامعة الإمام الخميني الدولية وحصلت من خلالها على درجتها العلمية في الفيزياء و تصبح مهندسة في ذلك المجال.
بدأ نشاطها الصحفي المثير للاهتمام والجدل -بالنسبة للاتجاهات الإيرانية المحافظة- في حياتها الدراسية، إذ قامت بكتابة عدة مقالات تدافع فيها عن حقوق المرأة الإيرانية وتدعم حقها في الدراسة من خلال بعض الصحف، ثم التحقت ببعض الجماعات السياسية المعارضة.
اتجهت بعد ذلك للعمل كصحفية في بعض الصحف الإصلاحية ،وقامت بنشر كتاب يتضمن بعض المقالات السياسية المهمة بعنوان "الإصلاحات، الاستراتيجيات، والتكتيكات".
كانت نرجس تعمل بشكل قوي من خلال عملها الصحفى على نقد الوضع الإيراني السياسي، الأمر الذي أدى إلى اعتقالها لأول مرة في 1998، ومع هذا لم يقف نضال نرجس بالقلم للحرية/ فقد زاد اهتمامها بمعارضة النظام القمعي الإيرانى بعد خروجها، لما تراه فيه من انتهاك لحقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة خاصةً، وعليه، قد انضمت إلى مركز المدافعين عن حقوق الانسان 2003، والذي تولت منصب نائب رئيس فيه لاحقاً، حتى قامت الحكومة بإغلاق المركز 2008.
من أهم إنجازاتها ومساعيها في تغيير الوضع الإيراني السياسي والاجتماعي مشاركتها في تأسيس "المجلس الوطني للسلم"، والذي كان يهدف إلى خفض وتقليل التوترات الدولية تجاه إيران جرّاء البرنامج النووي الإيراني، فضلا عن الحملات التي قامت بها لدعم الشفافية الانتخابية وكذلك وضع حد للإعدامات التي تتم لمن هم دون الـ18 عام.
فازت نرجس بجائزة ألكسندر كانغر 2009، وجائزة حقوق الإنسان السويدية في 2011 وذلك لجهودها في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان.
أُلقى القبض على نرجس مرات عديدة منذ 2009 وحتى الآن، ومازلت الصحافة فى كل العالم تتضامن معها وتقف فى صفها وتدون عنها، باعتبارها نقطة نور فى نهاية أنفاق النظام الإيرانى القمعى المظلمة...