الصحافة والهوية الافريقية علاقة تأثير وتأثُر

22/03/2017 
5 min read
Article Author: AkhbarMeter 
Category: Other

تأتي إفريقيا في المركز الثاني بعد قارة آسيا من حيث المساحة على مستوى العالم وبناء على ذلك الحجم الشاسع فقد تعددت وتنوعت بلدان افريقيا من شمالها إلى جنوبها من حيث الثقافة واللغة والتاريخ وقيام الحضارات وكذا تعدد مواردها الطبيعية وأيضاً تنوع الأعراق والأجناس البشرية بها.


وقد كان لأفريقيا حظا وافرا من التاريخ القديم في وجود أولى الحضارات في شمالها جراء قيام الدولة المصرية القديمة والذي تتبعها بعد ذلك وجود ممالك اخر بمرور الوقت في شمال غرب إفريقيا وظهور هانيبال وكذلك قيام الممالك الإفريقية القديمة على ضفاف السواحل الغربية لهذه القارة كان الاتصال بين تلك الممالك يكاد يكون ضعيفا اللهم إلا من خلال القنوات المائية مثل نهر النيل والذي قام اتصالا بين مصر والسودان وهضبة الحبشة التي بدورها كان لها أيضا من وجود حضارة على أرضها نصيب.


بقيام الكشوف البحرية الأوروبية والتي كانت أحد أهم مهامها وجود طريق بحري من خلال الدوران حول تلك القارة ظهرت أهميتها والذي أدى إلى إسالة لعاب الدول الاستعمارية الغربية في الاتجاه نحو السيطرة على موارد افريقيا، وقد كان في خلال تلك الفترة الاستعمارية تغيرات في هوية الدول الافريقية وذلك مع إرسال البعثات التبشيرية في تلك الدول بالإضافة الى اتقاد روح التخلص والتحرر من قيد الاستعمار والدعوة اليها، وكان اهم ما يميز الإرساليات التبشيرية ان أخرجت فئة مثقفة ومتعلمة كان لهم دور الطليعة في انشاء الوعي الثقافي للدول التابعين اليها ومن خلال ما معرفتهم بالحياة الغربية، على صعيد اخر ففي الشمال كانت النواحي الثقافية في تغير أيضا خاصة في الدول التابعة لفرنسا الجزائر والمغرب وتونس وتغير في التعامل باللغة العربية الى اللغة الفرنسية وكذلك الانبهار بالتطور الغربي آنذاك وطريقة معيشتهم.


كل ما سبق أدى إلى إخراج أجيال صحافية منقسمة إما في التمسك بالهوية الأفريقية ككل لغة وثقافة وأخرى ترى ان التغير مطلوب لمواكبة التطورات العالمية، فنرى مثلاً دول إفريقية تتحدث الفرنسية بطلاقة فتُنشَر بها صحف ومجلات يومية باللغة الفرنسية، فضلاً عن الجرائد المتحدثة باللغة الام للبلد، كما ان تبني إيديولوجيات وأفكار خارج الإطار الأفريقي أدى كذلك الى اتجاه الصحافيين الى محاولة في فرض ما يتم تبنيه من خلال الكتابات الصحافية فنجد ان كثير من الصحف قد تم إنشائها لتكون تابعة لتوجهات أحزاب ما أيديولوجية.


وبعد انتهاء الحرب الباردة بدأت توجهات الصحافة في البلدان الإفريقية الى اعلاء القيمة والمصلحة العليا لإفريقيا ومحاولات في الاتجاه نحو وحدة افريقية تجمع الدول الإفريقية تحت مظلة واحدة بحكم وحدة التكوين الجغرافي لتلك القارة.


نعم... إن الهوية الثقافية للمجتمعات قادرة على تغيير النمط المؤسسي الصحفى والإعلامى لها، وهو ما نراه بوضوح فى هذه الحالة، حيث تعد الهوية الأفريقية عاملاً حاسماً وجوهرياً في تشكيل وتكوين الصحافة حاليا ومع صعود بعض البلدان في تطوير نفسها اقتصاديا وسياسيا مثل جنوب أفريقيا فإن ذلك سيؤدي الى محاولة لابراز تلك الهوية بشكل اكثر عمقا في المستقبل، ومن غير الصحافة قادر على بلورة تلك الاتجاهات والرؤى وإبراز هذه الهوية؟!

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy