المصدر: http://www.aljazeera.com/indepth/opinion/2017/05/wikitribune-combat-fake-news-170502084823082.html
صرَحت الجزيرة فى تقرير لها بقلم الدكتورة زهيرة حرب -دكتور الصحافة الدولية- فى نسختها الانجليزية الالكترونية، التفات مؤسس "ويكيبيديا" -موسوعة المعلومات الأكبر والأشهر على الانترنت والتى تتوافر بجميع لغات العالم مقدمةً معلومات عن أى وكل شىء فى كافة المجالات- إلى الصحافة، حيث قرر جيمى والز إنشاء موسوعة آخرى باسم ال "ويكيتربيون"، والذى يُعد حسب قوله نوع جديد من الصحافة الالكترونية، معنية بشكل أساسى فى البحث حول مصادر الأخبار والتقارير الصحفية، لمعرفة الخطأ والمُفَبَرَك من الحقيقى فيها.
تقول حرب فى تقريرها، إن والز يعد العالم بلون جديد من الصحافة الإلكترونية، مؤكداً على إن موقعه هذا "سيُصلِح" الأخبار، سيواجه الأخبار المُفبركة ويكشفها للقُراء، وسيعيد لهم ثقتهم فى الصحافة من جديد، وسيستند الموقع إلى جهود متطوعين عاديين من الجمهور والقراء جنباً إلى جنب مع الصحفيين المحترفين، من أجل التحقُق من صحة الأخبار الجديدة، وتأسيس قاعدة قوية للشفافية والمصداقية بين الصحافة والجمهور.
كما صرَح والز إن كل هذا سيتم من خلال تمويل جماعى، وبلك ليس ثمة مكان فى الموقع الصحفى الجديد "ويكيتربيون" للإعلانات الالكترونية التى تُرهِق مستخدمى الانترنت وتدفعهم للعزوف عن قراءة الأخبار من المواقع الالكترونية، كما لن يعتمد الويكيتربيون على اشتراكات القُراء المالية كأغلب الصحف الالكترونية، إنما هو موقع إخبارى وصحفى مجانى تماماً قائم على الجهود الجماعية والتمويل الجماعى، وبذلك فهو كما نقول "بالناس ومن الناس وللناس".
كما يزعُم والز إنه سيكون باستطاعة المشرفين على الموقع التحقق من مصادر المقالات الصحفية المنشورة عليه، وبذلك يُقدم صحافة مهنية مبنية على دلائل حقيقية وواقعة، وإن هذا التحقق سيحتاج إلى تعيين على الأقل عشر صحفيين متفرغين ليشرفوا على مصادر المقالات والأخبار.
وتُعلِق حرب على تصريحات والز قائلةً إنه بالرغم من كل هذه المعلومات الكثيرة التى صرًح بها حول الويكيتربيون، إلا إنه لم يخبرنا هل سيتقاضى هؤلاء العامة المشاركون فى نشر المقالات والتحقق من صحتها أجراً على عملهم الصحفى "غير المحترف" أم لا، فكوَن القارئ العادى قادراً على المشاركة بقصة خبرية من عنده مصحوبة بدلائل على صحتها يعنى وجوب تساويه مع الصحفى المحترف القائم على تغطية الأخبار ونقلها وصياغتها فى شكل تقارير صحفية تلقى قبولاً لدى القُراء، وهو ما يعنى ضرورة أن يراجع الصحفيون المحترفون لتقارير العامة نظراً لعدم قدرة الكثيرين منهم على صياغة المقالات أو التقارير الإخبارية والصحفية بشكل سليم، وهو ما يقودنا إلى الفرق بين الصحافة والسرقة الأدبية، فهل ستوضع اسماء المساهمين فى المقالات من الجمهور عليها أم ستوضع اسماء الصحفيين المتحرفين مكانها؟!
كما ترى دكتور حرب إن الويكيتربيون يُثير مسألة أخلاقية من جانب اعتبار الصحفيين حديثى العهد بالتخرج والصحفيين تحت التمرين ودارسى الإعلام والصحافة الراغبين فى التقدم من أجل القيام بتجربة عملية "متطوعية" من العامة أيضاً، بما يعنى عدم تقاضيهم لأى رواتب مثلهم مثل الجمهور العادى مقابل مساهماتهم الصحفية.
كل هذا وأكثر، تراه حرب تكراراً لخطأ الويكيبيديا فى الويكيتربيون، لربما لا يتعلم هذا الرجل من أخطائه!!
Topics that are related to this one