يحذر بعض الصحفيين الأوروبيين دائماً من الإشارة إلى الغرب على أنه "العالم الحر" الذى يزخر بمفاهيم عن حرية الصحافة والإعلام، لأن الحرية فى كل الأحوال نسبية، وفى كثير من الأحيان تُمارَس تحت ضغط، ومع ذلك، تسكت ألسنتهم عن "نسبية الحرية" إذا ما رأوا ما تمر به التجربة الصحفية من "حرية" في العديد من البلدان الأخرى، وإذا ما عرفوا بما يحدث للصحفيين الذين يخاطرون بحياتهم يومياً فقط من أجل الحصول على خبر أو كتابة تقرير قد يُغضب أحد الكبار الجالسين على الكراسي المذهبة، وإذا ما واجهوا المخاطر التي قد يواجهونها لأداء مهامهم، فبعد كل هذا، لا يسعهم إلا أن يعترفوا بأن الأمور أفضل بكثير في بلدانهم.
وفي الواقع، تم رصد وتسجيل عدد من وفيات الصحفيين في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في الأماكن التي لا يوجد فيها سوى القليل جداً من الحرية الصحفية، وقد قامت بعض المنظمات بتقديم تقارير عن الصحفيين الذين يتم منعهم من أداء وظيفتهم، أو سجنهم، أو خطفهم، أو الصحفيين الذين ينتهي بهم الأمر أموات أو معتقلين على أسوأ تقدير لتجرؤهم على القيام بعملهم الصحفى، وبتغطية خبر أو بكتابة مقال تغضب أحدهم، منها منظمة مراسلون بلا حدود ولجنة حماية الصحفيين ومعهد الصحافة الدولي، وغيرها من المجموعات والهيئات القائمة على الاهتمام بحرية الصحافة.
وتحمل تركيا حالياً لقب أعظم سجن للصحفيين، مع 37 سجين، ومصر لديها 27؛ أما إيران فـ 12، و إريتريا 11 وأوزبكستان 10، و8 آخرون في دولة البحرين وراء القضبان.
وبالعودة إلى العالم الحر، يمكن القول أن الغرب يتجاهل ما يحدث للصحفيين حول العالم، حيث يعمى عيونه عما يحدث لهم من ذبح جماعي مثلاً، إلا إذا كان الأمر يعنيه ويمس صحفية، أحياناً، مثل رسامي الكاريكاتير في مجلة باريس شارلي إيبدو، حيث تم تغطية القصة بشكل كبير، وحظيت باهتمام إعلامي شديد، فى ظل إهمال إعلامى عالمى كبير لصحفيين مثل نزيهة سعيد في البحرين، وعن الصحفيين في أوزبكستان وكازاخستان، حيث يتآمر السياسيون لقتل واحتجاز وترهيب الصحفيين وقمعهم، إلى جانب روسيا، حيث تم قتل الصحفيتين "آنا بوليتكوفسكايا" و "أناستازيا بابوروفا"، فضلاً عن عشرات الصحفيين المقموعين والذين تم اغتيالهم في المكسيك وغيرها من بلدان أمريكا الجنوبية، حيث تغض السلطات الطرف عما تقوم به عصابات المخدرات من قتل للصحفيين والمحررين، لأنهم يحاولون الكشف عن العلاقة السرية بين السياسيين وعصابات المخدرات.
وفى حقيقة الأمر، فإن السكوت عما يحدث وعدم التنديد بما يحدث للصحفيين فى ظل الأنظمة الديكتاتورية أو على الأقل تسليط الضوء عليه مثلما يحدث مع قضايا الصحفيين فى دول "العالم الحر"، هو ما أدى إلى التهاون في الجرائم التي تتم تجاه الصحفيين على مستوى العالم، دون وجود عقاب لمن يقوم بذلك ضدهم.
لقراءة الموضوع كاملا :
https://www.theguardian.com/media/greenslade/2017/jan/31/we-must-not-turn-our-backs-on-journalists-who-lack-our-freedom?CMP=Share_iOSApp_Other
Topics that are related to this one