من الطعام الشعبي إلى الفنون والطقوس: كيف تحضر الثقافة المصرية الحيّة على قوائم اليونسكو؟
بمناسبة إدراج الكشري ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي لعام 2025،
يتجدد الاهتمام بالتراث الثقافي المصري الحي، الذي لا يقتصر على الآثار والمعابد، بل يمتد إلى الممارسات اليومية، والفنون الشعبية، والطقوس الاجتماعية، والحرف التقليدية. ووفق تعريف اليونسكو، يشمل التراث غير المادي الممارسات والتعبيرات والمعارف والمهارات التي تتوارثها الأجيال، وتسهم في تشكيل الهوية الثقافية للشعوب وصون تنوعها. (1،2)
على مدار السنوات الماضية، نجحت مصر في وضع عدة عناصر من تراثها الثقافي الفريد على قوائم اليونسكو، لتضيء جانبًا آخر من هويتها الغنية. من أطباق الطعام الشعبي مثل الكشري، إلى الفنون الأدائية كالأراجوز والتحطيب، مرورًا بالحرف التقليدية مثل النسيج اليدوي والنقش على المعادن، وصولًا إلى الطقوس الاجتماعية والروحية كطقوس الحناء ومسار رحلة العائلة المقدسة. هذا التنوّع يعكس إدراكًا متزايدًا لأهمية حماية هذا التراث الحي وصونه من الاندثار، ليبقى شاهداً حياً على الحياة اليومية للمصريين وذاكرتهم الجماعية عبر القرون.
الكشري: طبق من أطباق الحياة اليومية والممارسات المرتبطة به، عنصر جديد يعكس مكانة الكشري في الحياة اليومية والثقافة الشعبية المصرية، بما يتضمن الممارسات الاجتماعية والطهي وتناوله كموروث اجتماعي.
الحناء: طقوسها، وممارساتها الجمالية والاجتماعية. تشارك فيها مصر مع عدد من الدول العربية، يشمل الاستخدام التقليدي للحناء في احتفالات الزواج والمناسبات الجمالية، وما يرتبط به من طقوس اجتماعية وجمالية. (3)
السمسمية: صناعة آلة السمسمية التقليدية والعزف عليها، بوصفها ممارسة موسيقية وفلكلورية. أُدرج العنصر بملف مشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية. (4)
النقش على المعادن: الفنون والمهارات والممارسات المرتبطة بالنقش على المعادن (الذهب والفضة والنحاس). الحرفة التقليدية لنقش المعادن واستعمالها في الحلي والزينة والطقوس، متوارثة عبر الأجيال. (5)
نخيل التمر: المعرفة، المهارات، التقاليد والممارسات. تشترك فيه مصر مع عدد من الدول العربية وهو عن المعارف التقليدية في زراعة النخيل واستخداماته المتعددة ضمن الحياة الاجتماعية والاقتصادية. (6)
مسار هجرة العائلة المقدّسة في مصر: المسارات الاحتفالية والطقوس المرتبطة برحلة العائلة المقدسة عبر مناطق مصر، بوصفها تقليدًا اجتماعيًا وروحيًا متجذرًا . (7)
الخط العربي: معارفه ومهاراته وممارساته. تشترك فيه مصر مع عدد من الدول العربية، وتم تسجيله كفن وممارسة الخط العربي التقليدي، بما يشمل المهارة والحِرَفية المرتبطة بكتابته وزخرفته. (8)
النسيج اليدوي في صعيد مصر: وهو من ضمن قائمة التراث غير المادي في حاجة إلى صون عاجل. والنسيج اليدوي هي إحدى الحرف التقليدية لنسيج الصعيد ومنها خيوط النول، المعرضة لخطر الإنقراض وتتطلب حماية مستعجلة. (9)
الأراجوز (مسرح العرائس اليدوي التقليدي): ويقع الأراجوز أيضاً في قائمة التراث غير المادي في حاجة إلى صون عاجل. وهو فن عروض عرائس الأراجوز التقليدي وأداءه في الفولكلور الشعبي، وقد بدأت هذه العروض بالتضاؤل ومهددة بالاختفاء. (10)
التحطيب أو(الرقص بالعصا): ممارسة فلكلورية تقليدية حيث يتفاعل المشاركون بحركات العصا ضمن رقصة جماعية تقليدية. وقد كان التحطيب في البداية نوع من أنواع الفنون القتالية وتغير لاحقًا ليصبح عرض احتفالي. (11)
ملحمة السيرة الهلالية: سرد بطولي شعبي لملاحم وبطولات أبو زيد الهلالي، تقليد شفهي تاريخي مهم. يعود تاريخ إلقاء هذه الملحمة إلى القرن الرابع عشر ميلاديًا. (12)
منذ عام 2008 وحتى عام 2025، بلغ عدد العناصر المصرية المدرجة على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو 11 عنصرًا، من بينها 7 عناصر مصرية خالصة، وعنصران مدرجان ضمن قائمة الصون (الحفظ) العاجل. وتعكس هذه العناصر تنوع التراث الثقافي المصري، بين الطعام الشعبي، والفنون والموسيقى، والحرف التقليدية، والطقوس الاجتماعية والدينية، والمعارف المحلية.
وفق الموقع الرسمي لليونسكو، من المقرر في عام 2026 مناقشة إدراج عناصر جديدة، من بينها آلة العود، وفن البناء بالطين، والصفيات وهي (صفائح رقيقة من الطين المخلوط بالألياف النباتية (مثل القش أو التبن أو ألياف النخيل) والتي تُستخدم كمواد بنائية) والألياف النباتية.
كما صرّح الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، خلال برنامج «يحدث في مصر» على قناة MBC، بأن مصر تسعى لتسجيل الطعمية والملوخية ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي (13).
يعكس تزايد عدد العناصر المصرية المدرجة على قائمة التراث غير المادي إدراكًا متناميًا لأهمية حماية التراث الثقافي الحي، ليس فقط بوصفه موروثًا رمزيًا، بل باعتباره جزءًا من الحياة اليومية والذاكرة الجماعية للمجتمع المصري، يتطلب التوثيق والصون والدعم المستمر.
تصنيفات الموضوعات
Nada Muhmd (مدققة معلومات)
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في...
حاصلة على درجة البكالوريوس في الاتصال الجماهيري من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا. صحفية متخصصة في كتابة القصص ولديها خبرة في كل من وسائل الإعلام المطبوعة والإلكترونية، وفي تطوير المقالات والتحقيق في القضايا. والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة المشاركة والاستجابة للأخبار العاجلة، مع خلفية قوية في التحقق من المعلومات. عملت كصحفية في جريدة المصري اليوم منذ نوفمبر 2021، وغطت مجموعة من الموضوعات والأحداث. تعمل حاليًا كمدققة للمعلومات في قسم التحقق بأخبارميتر منذ أكتوبر 2023، لضمان دقة المعلومات واكتشاف المعلومات المضللة.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا