تفاصيل التفشي في إثيوبيا، تقييم المخاطر، وما يجب معرفته قبل السفر أو التعامل مع الحالات
تتناول "ورقة الحقائق" التالية عرضًا مركزًا لأحدث المعلومات المتعلقة بفيروس ماربورج، بما في ذلك طبيعة الفيروس وطرق انتقاله وأعراضه ومعدل خطورته، إلى جانب متابعة دقيقة للوضع الوبائي في المنطقة، مع تسليط الضوء على التفشي الأخير المُسجَّل في إثيوبيا. كما يستعرض التقرير المعلومات الرسمية الصادرة عن الجهات الصحية، ويوضح الحقائق بهدف تقديم صورة دقيقة وموثوقة للقارئ حول الفيروس ومدى تأثيره.
شهدت إثيوبيا خلال الأسابيع الأخيرة تأكيد تفشّي مرض فيروس ماربورج في منطقة جنكيا، وهو أحد الفيروسات النزفية - يمكن أن تسبب تضررًا لجدران الأوعية الدموية الصغيرة، ما يجعلها مُسرِّبة، كما يمكنها منع تجلط الدم- شديدة الخطورة المرتبطة بعائلة الفيلوفيروس والمشابهة لفيروس إيبولا. وقد أعلنت وزارة الصحة الإثيوبية ومنظمة الصحة العالمية عن رصد حالات مؤكدة ووفيات مرتبطة بالمرض، الأمر الذي استدعى تفعيل استجابة صحية عاجلة على المستويين الوطني والإقليمي، شملت دعمًا ميدانيًا من منظمة الصحة العالمية ومركز أفريقيا لمكافحة الأمراض لتعزيز المراقبة الوبائية، وتعقّب المخالطين، والتشخيص المعملي. يستعرض هذا التقرير الحقائق الأساسية حول الفيروس، وخصائص التفشّي الحالي، وتقييم المخاطر وجهود الاحتواء الجارية، بالاعتماد على أحدث البيانات الأولية الصادرة عن الجهات الصحية الرسمية.
هو أحد الفيروسات المسبّبة للحمّى النزفية الشديدة والنادرة، ويصيب البشر وبعض الرئيسيات مثل القرود. وينتمي الفيروس، إلى جانب فيروس رافين، إلى عائلة أورثوماربورج، ويُعرف بقدرته على التسبب في مرض حاد قد يؤدي إلى الوفاة في نسبة كبيرة من الحالات. تبدأ الأعراض عادة بشكل مفاجئ وتشمل الحمى والإرهاق الشديد والطفح الجلدي، وقد تتطور لاحقًا إلى نزيف داخلي وخارجي. يُعد خفاش الروزيت المصري (Rousettus aegyptiacus) هو المضيف الطبيعي للفيروس، ويمكن أن ينتقل منه إلى البشر قبل أن ينتشر لاحقًا بين الأشخاص من خلال سوائل الجسم. ويتركّز وجود الفيروس بشكل أساسي في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء. وقد سُمّي المرض باسم مدينة ماربورج الألمانية، حيث سُجّلت أولى الحالات المعروفة عام 1967 بين باحثين تعاملوا مع قرود مستوردة من أفريقيا. (1)
في نوفمبر 2025، أعلنت وزارة الصحة الإثيوبية، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، عن تفشٍّ مؤكد لفيروس ماربورج في بلدة جينكا جنوب البلاد. بدأ الاشتباه في حالات حمى نزفية، ثم كشف الاختبار الجزيئي عن إصابة مؤكدة بفيروس ماربورج. وحتى 20 نوفمبر 2025، أُجري 33 فحصًا مخبريًا أسفر عن 6 حالات مؤكدة، بينها 3 وفيات، بينما تتلقى 3 حالات أخرى العلاج. كما سُجِّلت 3 حالات محتملة ارتبطت وبائيًا بالمصابين وتُوفّيت قبل اختبارها. وتم حصر 206 مخالطين تتم متابعتهم يوميًا، فيما لا يزال مصدر العدوى قيد التحقيق، رغم العثور على خفافيش الفاكهة – المضيف الطبيعي للفيروس – في المنطقة. (2)
أظهرت الحالات المسجلة أعراضًا حادة تشمل الحمى الشديدة والصداع والقيء وآلام البطن والإسهال، وتطورت خمس حالات إلى أعراض نزيفية مثل نزيف الأنف و قيء الدم، بما يتوافق مع فشل أعضاء متعددة. وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن مستوى الخطورة مرتفع داخل إثيوبيا، ومتوسط على مستوى الإقليم، ومنخفض عالميًا، خاصة في ظل الضغوط الصحية التي تواجهها البلاد من تفشيات أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك والحصبة. كما توصي المنظمة بإجراء مقارنة مخبرية إضافية لضمان دقة التشخيص، نظرًا لكون هذا أول تفشٍّ للمرض تُبلّغ عنه إثيوبيا. (2)
مرض فيروس ماربورج (MVD) حاد وشديد، تبدأ أعراضه فجأة بعد فترة حضانة تتراوح بين يومين و21 يومًا، وتشمل الحمى والصداع وآلام العضلات والتوعك، إضافة إلى الإسهال والقيء. في الحالات الشديدة، قد يظهر نزيف متعدد من الجسم ويؤدي فشل الأعضاء والصدمة إلى الوفاة خلال أسبوع من ظهور الأعراض. لا يوجد علاج أو لقاح معتمد حاليًا، إلا أن التدخل الطبي المبكر والدعم السريري يحسن فرص النجاة. (2)
فيروس ماربورج شديد العدوى، وينتقل من الخفافيش إلى البشر ويشبه سريريًا فيروس الإيبولا. مع تسجيل حالات التفشي في إثيوبيا، يشير الوضع إلى إمكانية انتشار محلي وإقليمي محدودة، خاصة في ظل وجود مراقبة وبائية نشطة وتتبع المخالطين. كما أظهرت التجربة العالمية أن التفشيات السابقة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كانت محدودة، ولكنها مميتة عند عدم تلقي الرعاية الطبية المناسبة. (3)
تقييم منظمة الصحة العالمية يشير إلى أن المخاطر في إثيوبيا عالية على المستوى الوطني، ومتوسطة على المستوى الإقليمي، ومنخفضة عالميًا. وقد ساهمت تعزيزات القدرات المخبرية والجينومية، بالتعاون بين معهد الصحة العامة الإثيوبي ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، في تعزيز التأكيد السريع للحالات وتحسين استجابة النظام الصحي للحد من انتشار الفيروس. (3)
أكدت وزارة الصحة أن مصر لم تُسجل أي حالات، وأن الوضع الصحي آمن تمامًا. للوقاية، يُنصح بغسل اليدين بانتظام أو استخدام معقم كحولي، وتجنب التعامل مع الحيوانات البرية أو اللحوم غير المطبوخة عند السفر إلى الدول الأفريقية المصابة. في حال ظهور أعراض حمى أو تعب شديد خلال 21 يومًا من العودة، يجب الاتصال بالرقم 105 أو التوجه لأقرب مستشفى للحمى مع ذكر تاريخ السفر. الوزارة تتابع الوضع العالمي لحظة بلحظة، وتتوفر مختبرات مرجعية وغرف عزل مجهزة، وسيتم الإعلان فورًا عن أي تطورات. (4)
فيروس ماربورج (MVD) هو فيروس نزفي شديد العدوى ونادر، ينتقل من خفافيش الفاكهة إلى البشر، ويشبه سريريًا الإيبولا. في نوفمبر 2025، سجلت إثيوبيا تفشياً مؤكدًا للفيروس في بلدة جينكا، مع 6 حالات مؤكدة و3 وفيات، وتم حصر 206 مخالطين قيد المتابعة. المرض شديد الخطورة، ولا يوجد علاج أو لقاح معتمد، لكن التدخل الطبي المبكر يحسن فرص النجاة. السلطات الإثيوبية ومنظمة الصحة العالمية نفذت إجراءات استجابة عاجلة تشمل المراقبة، تتبع المخالطين، العزل، تعزيز الوقاية، والتواصل المجتمعي. في المقابل، لم تُسجل مصر أي حالات، والوضع الصحي مستقر، مع توفر مختبرات مرجعية وغرف عزل، ونصائح وقائية واضحة للمواطنين والمسافرين.
تصنيفات الموضوعات
Mariam Rafaat (مدققة معلومات)
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024...
صحفية حاصلة على بكالوريوس إعلام من جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تخصص إذاعة وتليفزيون (2023/2024). لديها خبرة ثلاث سنوات كمراسلة في قسم الأخبار والتحقيقات بجريدة المصري اليوم، وتعمل كمدققة حقائق في موقع أخبار ميتر. وهي متخصصة في تحديد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وتفنيدها، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع على منصات التواصل الاجتماعي. ومن خلال عمليات التحقق الصارمة، تضمن وصول المعلومات الدقيقة إلى الجمهور.
يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا