كيف يغيّر الخريف توازن الهرمونات ومناعة المرأة؟

كيف يغيّر الخريف توازن الهرمونات ومناعة المرأة؟

مع تغيّر الضوء ودرجات الحرارة يخضع جسم المرأة لتعديلات هرمونية ومناعية دقيقة

Published on : 30/10/2025  Updated on: 30/10/2025 20:10:47  Classification: Fact sheet 
  • تغيّر الفصول ينعكس على الهرمونات، خصوصاً هرمونات الغدة الدرقية التي تنظّم الطاقة والمزاج.
  • المناعة تتبدل موسمياً: الخريف مرحلة انتقال ترفع القابلية للعدوى والالتهابات.
  • انخفاض ضوء الشمس يقلل فيتامين D ويضعف الحاجز المناعي الجلدي.
  • جفاف الجو يفاقم مشكلات الجلد مثل الأكزيما والفطريات والتشققات.
  • علامات الخطر التي تستوجب مراجعة طبية: حمى تتجاوز ‎38.5 درجة مئوية‎ لأكثر من يومين، سعال مصحوب بدم، جفاف شديد أو ضيق في التنفس.
  • الوقاية تشمل الترطيب الكافي، دعم الأمعاء، فحص فيتامين D، التغذية الجيدة، والنوم الكافي.

يستجيب جسم الإنسان لتغيّر الفصول عبر إعادة ضبط الإيقاع الحيوي والهرموني، لكن هذه التحولات تظهر بوضوح أكبر لدى النساء نظرًا لتشابك الهرمونات مع الجهاز المناعي والعصبي. مع حلول الخريف وتراجع ضوء الشمس، تقل مستويات فيتامين D والسيروتونين والميلاتونين، ما ينعكس على المزاج والنوم والطاقة. كما يتأثر الجلد بانخفاض الرطوبة وضعف المناعة الموضعية، فتزداد احتمالات الجفاف والالتهاب وتساقط الشعر.

تقدّم هذه الورقة نظرة علمية مبسطة حول ما يحدث في جسم المرأة خلال الخريف، وكيف يمكن التعامل معه للحفاظ على التوازن الهرموني والمناعي.

ما الذي يحدث في جسم المرأة في فصل الخريف؟ 

تشير الدراسات إلى أن مستوى هرمون الغدة النخامية المحفز للغدة الدرقية (TSH) ينخفض خلال الصيف والخريف مقارنة بالشتاء والربيع، ما يؤدي إلى زيادة طفيفة في إفراز هرموني (T3 وT4) اللذين ينظمان التمثيل الغذائي ودرجة الحرارة والمزاج.

نتيجة لذلك، قد تشعر بعض النساء بارتفاع طفيف في الطاقة أو تقلبات في الشهية والوزن. هذه التغيرات تُعد جزءاً طبيعياً من الإيقاع الموسمي للجسم وليست دليلاً على اضطراب صحي. (1 - 2)

كيف ينعكس الخريف على مناعة الجسم والجلد؟ 

على مستوى المناعة: الخريف يمثل مرحلة انتقال نحو حالة من النشاط الالتهابي الأعلى، حيث تتغير استجابات المناعة الخلوية والجزيئية. انخفاض ضوء الشمس وتراجع فيتامين D يضعف مقاومة العدوى التنفسية، وتزداد احتمالات الإصابة بالفيروسات مع ارتفاع الازدحام وانخفاض الرطوبة.

على مستوى الجلد: الجفاف يقلل من رطوبة البشرة ويضعف حاجزها الدهني، ما يؤدي إلى تشققات والتهابات. كما أن نقص فيتامين D يقلل المناعة الموضعية ويزيد حساسية الجلد للأمراض مثل الإكزيما والفطريات. (3 - 4)

لماذا تزداد بعض الأمراض الجلدية في الخريف؟ 

في فصل الخريف تبدأ درجات الحرارة بالانخفاض وتنخفض معها نسبة الرطوبة في الجو، ما يؤدي إلى جفاف الجلد وضعف حاجزه الطبيعي الذي يحافظ على ترطيبه وحمايته من المهيجات والميكروبات.

هذا التغير المناخي المفاجئ ينعكس مباشرة على صحة الجلد، فيصبح أكثر عرضة للالتهابات والحساسية والتهيج. كما أن برودة الطقس تحفّز الجسم على إفراز بعض المواد الالتهابية مثل السيتوكينات والبروستاجلاندينات، ما يفاقم الحكة والاحمرار لدى من يعانون من أمراض جلدية مزمنة مثل الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي، حب الشباب، والفطريات الجلدية تزداد معدلاتها بشكل ملحوظ خلال فصلي الخريف والشتاء، نظرًا لتأثير الجفاف وتغير المناعة الموسمية.

إضافةً إلى ذلك، يقلّ التعرض لأشعة الشمس في الخريف، ما يؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين (D)، وهو عنصر أساسي في الحفاظ على توازن الجهاز المناعي وصحة الجلد، مما يجعل البشرة أكثر عرضة للعدوى البكتيرية أو الفطرية. وبذلك، يمكن القول إن الخريف يُحدث تحولًا واضحًا في مناعة الجسم وصحة الجلد، حيث تتراجع قدرته على مقاومة الالتهابات وتزداد حساسيته للعوامل البيئية، مما يجعل العناية بالترطيب والتغذية والوقاية من التغيرات المناخية أمرًا ضروريًا للحفاظ على صحة البشرة خلال هذا الفصل. ( 5 - 6)

ما علاقة الهرمونات بالمزاج والمناعة ؟

التقلبات الموسمية في الهرمونات تؤثر مباشرة على المزاج ومناعة الجسم، ويفسر ذلك تداخل محاور هرمونية-عصبية-مناعية. في الخريف يبدأ طول النهار بالانخفاض ما يقلل تعرّض البشرة لأشعة الشمس ويخفض مستوى فيتامين (D)، وهذا يؤثر على تنظيم الجهاز المناعي وموازنة النواقل العصبية المرتبطة بالمزاج.  (7)

كيف تؤثر التغيرات المناخية على الدورة الشهرية وحرارة الجسم؟

تُظهر الدراسات الحديثة أن فصول السنة والتقلبات المناخية لها تأثير ملحوظ على توازن الهرمونات الأنثوية، ما ينعكس على انتظام الدورة الشهرية ودرجة حرارة الجسم القاعدية. فقد كشفت دراسة واسعة شملت أكثر من 300 ألف امرأة أن طول الدورة الشهرية وحرارة الجسم يتغيران بتأثير العمر والعوامل المناخية. 

فكلما انخفضت درجات الحرارة الخارجية خلال فصلي الخريف والشتاء، تميل حرارة الجسم القاعدية إلى الانخفاض أيضًا، خاصة في المرحلة الجُريبية من الدورة، بينما ترتفع تدريجيًا في المرحلة الأصفرية بفعل زيادة نشاط الهرمونات المسؤولة عن التبويض. كما لوحظ أن طول الدورة لا يتأثر مباشرة بدرجة الحرارة، لكنه يرتبط بتغير الإيقاع الهرموني الموسمي. (8)

متى تكون الأعراض غير طبيعية وتحتاج لتدخل طبي؟ 

تُعتبر الأعراض غير طبيعية وتحتاج إلى تدخل طبي عندما تظهر علامات تدل على أن الجسم لم يعد قادرًا على التعامل مع العدوى بمفرده. من أهم هذه العلامات: صعوبة أو ضيق التنفس، أو الشعور بألم وضغط في الصدر، أو استمرار ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من يومين رغم استخدام خافضات الحرارة، خاصة إذا تجاوزت 38.5 درجة مئوية، أو صاحبها رعشة وتعرق شديد. 

كما يُعد القيء أو الإسهال المستمر الذي يؤدي إلى جفاف واضح مثل قلة التبول أو الدوخة مؤشرًا خطرًا، وكذلك فقدان الوعي أو الارتباك المفاجئ أو الصداع الشديد غير المعتاد. أيضًا، إذا كان السعال مصحوبًا بدم، أو حدثت صعوبة في البلع أو الكلام، أو ظهر طفح جلدي مفاجئ ينتشر بسرعة ولا يختفي بالضغط، فيجب مراجعة الطبيب فورًا. 

وبالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة كمرضى الربو أو القلب أو السكري، فإن أي تدهور مفاجئ في حالتهم أو عدم استجابة النوبات التنفسية للأدوية المعتادة يستوجب تدخلًا عاجلًا. كذلك، في حال وجود ألم شديد بالأذن مع إفرازات أو ضعف في السمع، أو التهاب حلق مصحوب بحرارة وتورم في الرقبة، فذلك يستدعي تقييمًا طبيًا سريعًا. عمومًا، إذا استمرت الأعراض أو ساءت خلال يومين إلى ثلاثة أيام دون تحسن، فيجب عدم تأجيل زيارة الطبيب وتجنب تناول المضادات الحيوية دون وصفة مختصة. (9)

كيف تحافظ المرأة على توازن المناعة والبشرة في الخريف؟

- دعم صحة الأمعاء: تناول الألياف، الخضار، الفواكه، والبريبايوتيك، ويمكن إضافة البروبيوتيك عند الحاجة.

- الترطيب: شرب الماء بانتظام، واستخدام مرطبات تحتوي على سيراميدات أو زيوت خفيفة.

- فيتامين D: فحص مستوياته واستشارة الطبيب لتعويضه عند الحاجة.

- العناية بالبشرة: اختيار منتجات لطيفة خالية من الكحول والعطور المهيّجة.

- النوم والتغذية: نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والبروتين والدهون الصحية، مع نوم كافٍ ومنتظم.

- الوقاية: أخذ لقاح الإنفلونزا، غسل اليدين بانتظام، وتجنّب المضادات الحيوية دون وصفة. (10)

Conclusion

يمثل الخريف فترة انتقالية دقيقة لجسم المرأة، إذ تتبدل فيها الهرمونات والمناعة بفعل تغير الضوء ودرجات الحرارة. انخفاض الرطوبة يضعف الحاجز الجلدي ويزيد من احتمالات العدوى الجلدية والتنفسية. الوقاية تبدأ من دعم المناعة الطبيعية عبر الغذاء والنوم والترطيب الجيد، مع مراقبة الأعراض الخطيرة التي تستدعي التدخل الطبي الفوري.

 

Profile Picture

Mariam Rafaat (Fact-checker)

A journalist with a Bachelor's degree in Media from Misr University for Science and Technolog...

Correction policies

The Akhbarmeter team provides a space for stakeholders and the public to respond to information contained in the fact-checking process and correct it with complete transparency. You can contact us via our email at [email protected]. The team will also undertake to make the necessary corrections as soon as possible once the information is confirmed and accepted. Apply here

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy