اعتُقِل المدير العام للتلفزيون الحكومي والإذاعة العامة في جامبيا "مومودو صابالي" في نوفمبر 2016 على يد أجهزة الأمن بتهم غير محددة، وبعد ذلك بوقت قصير، قام أعضاء من وكالة الاستخبارات الوطنية باعتقال مراسل مؤسسة "جرتس" الإعلامية "بكاري فاتي" وفقاً لما ذكرته جريدة جيناكو الجامبية، أعقبت هذه الاعتقالات احتجاز "الحاجى مانكا"، مخرج أفلام وثائقية ومدير تليفزيوني ومصور صحفى، بعد التقاطه لصور للموكب الرئاسى، ولم ينال الثلاثة حتى الآن حقهم فى المثول أمام المحكمة من أجل محاكمة عادلة، وهو ما تراه منظمة "هيومن رايتس ووتش" بمثابة انتهاك للقانون الجامبي.
أتت هذه الاعتقالات قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في الأول من ديسمبر الماضي، حيث سعى الرئيس "يحيى جامح" للحصول على ولاية خامسة لجامبيا، تمتد إلى خمس سنوات هذه المرة.
وُصِف يحيى جامح على نطاق صحفى واسع بأنه ديكتاتور، تولى السلطة في جامبيا في انقلاب عسكري عام 1994 وحصل منذ ذلك الحين على أربع استحقاقات انتخابية.
أثارت "هيومن رايتس ووتش" مخاوف بشأن نزاهة الانتخابات الأخيرة، مشيرةً إلى أن قوات الأمن سبق وأن استخدمت الاختفاء القسري والتعذيب والتخويف والاعتقالات التعسفية لقمع المعارضة والحفاظ على قبضة "جامح "على السلطة، ووفقاً للناشطين المحليين الذين تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش، يُعتقد أنه تم القبض على "صابالي" لأن المحطة بثت لقطات لمرشح المعارضة في الوقت الذي كان من المقرر أن تغطي مبادرة زراعية بقيادة السيدة الأولى زينب جامح، وقد بدأت الحملة الانتخابية فى غجمبيا بسجن 30 من مؤيدى المعارضة، بمن فيهم زعيم الحزب الديمقراطى المتحد، لدورهم فى الاحتجاجات السلمية فى إبريل 2016.
وقال "باباتوند أولوجبجى" نائب مدير برنامج هيومن رايتس ووتش "إن اعتقال الحكومة الجامبية لثلاثة صحفيين قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية قد يكون له تأثير سلبي على قدرة وسائل الإعلام على تغطية الانتخابات بشكل عادل"، وأضاف "إن الانتخابات العادلة لن تكون ممكنة إلا إذا كان بإمكان جميع المرشحين والأطراف القيام بحملاتهم بحرية وان يتمكن الصحفيون من التغطية الإعلامية بحرية".