أصدر الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون بيانًا مشتركًا في 26 نوفمبر 2024، أعلنا فيه وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بعد جهود دبلوماسية مكثفة. يهدف الاتفاق إلى إنهاء القتال في لبنان وحماية إسرائيل من تهديدات حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى، مع توفير بيئة آمنة لعودة السكان على جانبي الخط الأزرق إلى منازلهم.
وفقًا للبيان، تعهدت الولايات المتحدة وفرنسا بالعمل مع لبنان وإسرائيل لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل، بالإضافة إلى تقديم دعم لتعزيز قدرات الجيش اللبناني وتحفيز التنمية الاقتصادية في لبنان، في إطار الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
ما هي بنود اتفاق الهدنة؟
ينص الاتفاق على:
- وقف الأعمال العدائية بين جميع الجهات المسلحة في لبنان وبين إسرائيل لمدة 60 يومًا، تمهيدًا لانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق.
- أن تكون قوات الأمن والجيش اللبناني الجهتين الوحيدتين المسموح لهما بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان، بينما ستشرف الحكومة اللبنانية على إنتاج الأسلحة وبيعها وتوريدها.
- تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية غير الرسمية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
- إنشاء لجنة مشتركة، بموافقة الطرفين، للإشراف على تنفيذ بنود الاتفاق.
- الامتناع عن شن أي هجمات عسكرية بين الطرفين داخل حدود الآخر، مع احتفاظ كل من لبنان وإسرائيل بحق الدفاع عن النفس في حال انتهاك الاتفاق.
ردود الأفعال بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي
أعاد مجلس الوزراء اللبناني التأكيد على الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لعام 2006، الذي دعا إلى "وقف كامل للأعمال العدائية" بين حزب الله وإسرائيل.
من جانبه، أصدر "حزب الله" بيانًا اعتبر فيه أن نجاح الهدنة يعود إلى صمود المقاومة وفشل إسرائيل في تحقيق أهدافها. كما انتقد الولايات المتحدة واعتبرها شريكًا في "جرائم الاحتلال"، مؤكدًا التزامه بدعم القضية الفلسطينية ووحدة جبهات المقاومة.
في المقابل، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الموافقة على الهدنة جاءت بهدف التركيز على "التهديد الإيراني" وتجديد مخزون الأسلحة، بالإضافة إلى فصل الجبهات وعزل حماس.
كما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ اعتبارًا من الساعة 4:00 صباحًا يوم الأربعاء الموافق 27 نوفمبر 2024، مشيرًا إلى التزامه بالترتيبات الأمنية، فيما أطلق النار على مشتبه بهم في منطقة محظورة، ما أدى إلى انسحابهم.
تداعيات الصراع اللبناني الإسرائيلي
بلغت الحصيلة الإجمالية للضحايا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان حتى 25 نوفمبر 2024:
- 3823 شهيدًا و15.859 جريحًا في الجانب اللبناني.
- بلغت الخسائر الاقتصادية في لبنان نحو 8.5 مليار دولار.
- على الجانب الإسرائيلي، قُتل 73 جنديًا في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان والجنوب اللبناني، وارتفع العجز في الميزانية إلى ما يقارب 8% من الناتج المحلي الإجمالي.
© freepik
ما بعد قرار الهدنة؟
أكد حزب الله أنه سيواصل العمل بعد انتهاء الحرب، مع التركيز على مساعدة النازحين في العودة إلى قراهم، وإعادة إعمار المناطق التي دمرتها الضربات الإسرائيلية. كما سيتعاون مع الحكومة اللبنانية لإيواء النازحين، إزالة الأنقاض، ودفن الضحايا.
أما إسرائيل، فقد أعلنت أن جيشها سيبقى منتشرًا في مواقعه داخل جنوب لبنان، وحذرت المواطنين اللبنانيين من الاقتراب من القرى التي طُلب منهم إخلاؤها أو من مواقع قوات الجيش الإسرائيلي.
رحبت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس، بالهدنة، معتبرة أنها تمثل فرصة لتطبيق شامل لقرار مجلس الأمن 1701 (2006)، مؤكدة على ضرورة تنفيذ كافة بنود القرار بشكل متوازن، دون انتقائية، لتحقيق استقرار دائم في المنطقة.
المصادر
Topics that are related to this one