تم منع أحد أشهر الصحفيين وأكثرهم احتراماً في باكستان من مغادرة البلاد، وقال سيريل الميدا، وهو كاتب أحد الأعمدة الصحفية ومراسل لصحيفة الفجر الرئيسية، إن تم وضعه على "قائمة المنع من السفر" بعد أيام من نشر مقالته عن مواجهة دراماتيكية بين القيادة المدنية والجيش الباكستاني حول الجماعات المسلحة التي تعمل من باكستان وتشارك في حرب ضد الهند وأفغانستان.
أثارت القصة حول المواجهة "غير المسبوقة" بين رئيس الوزراء نواز شريف ورئيس المخابرات العسكرية موجة من الجدل عندما نُشرت فى صحيفة اللغة الإنجليزية، وتم حجز الميدا فى المطار أثناء ذهابه في رحلة إلى دبي لقضاء عطلة مع أفراد عائلته، وتلقى مكالمة بإنه لن يُسمَح له بالقيام بتلك الرحلة.
يُذكَر إن حركة العدل والمساواة، وجماعة التحرير، هما جماعتان جهاديتان مخصصتان للقتال ضد الهند وخاصة فى منطقة كشمير المتنازع عليها، فى حين إن شبكة حقانى هى جماعة تابعة لحركة طالبان، وهى مسؤولة عن بعض الهجمات ضد القوات المحلية وقوات الناتو فى أفغانستان، وقد ادعت الهند والولايات المتحدة باستمرار أن المجموعات الثلاث تتلقى دعماً سرياً من قبل الدولة الإسلامية، وهو ما تنفيه باكستان.
أثارت مزاعم جريدة الفجر من خلال مقالة الميدا حول علاقة الجيش بتلك الجماعات مشاكل كثيرة، خصوصاً سبب توقيتها، حيث نُشِرَت بعد أسابيع فقط من هجوم مسلح على قاعدة عسكرية هندية فى إقليم كشمير، والذى حملته نيودلهى للجهاديين الذين يتخذون من باكستان مقراً لهم، وقد نفت الحكومة مراراً القصة وأعلنت أن هذه المسألة قد تم نقاشها في اجتماع مع شريف واختر وقائد الجيش الجنرال رحيل شريف.
وتعهد مكتب شريف في بيان له باتخاذ "إجراءات صارمة" ضد المسؤولين عن الخبر الذي "يهدد مصالح الدولة الحيوية من خلال ادراج محتويات غير دقيقة ومضللة لا علاقة لها بالمناقشة والحقائق الفعلية".
وكان رئيس تحرير الفجر زفار عباس قد اصدر بياناً على صفحته الرسمية على موقع الـ"فيسبوك"، بأنه قد تم التحقيق من القصة ومن حقائقها، وقال البيان "يجب على الحكومة المنتخبة ومؤسسات الدولة الامتناع عن استهداف الصحافة، وكبار الصحف فى البلاد، من خلال تلك الحملة الخبيثة".