قدمت لنا الصحفية آيات الحبال تحقيقًا مميزًا رصدت فيه حالة عددًا من السكان في منطقة ألماظة، بخصوص قرار إزالة بعض العقارات هناك، وكان بعنوان إزالات "ألماظة "مستمرة ومسؤولي محافظة القاهرة لم يحددوا مصير باقي السكان، وحصل على نسبة تقييم عالية بلغت 93%.
واستحق التحقيق هذه النسبة وفقًا للمنهجية العلمية التي نتبعها في أخبار ميتر للتقييم، والتي تستند على ثلاثة أقسام رئيسة:
(الاحترافية والمهنية - المصداقية - مراعاة حقوق الإنسان).
وفي حوار معنا، تحدثت الصحفية آيات عن تحقيقها أكثر، وقالت إنها كانت تتابع هذه القصة من أكتوبر 2021، وما أثار اهتمامها فيها أن هناك بيوتًا كثيرة تعود لكبار في السن ستتم إزالتها أو تمت إزالتها بالفعل، وأن التعويض المالي عن هذه الإزالة قد لا يسمح لهم بشراء عقار بالمستوى نفسه الذين اعتادوا عليه طيلة حياتهم، وخصوصًا أن هذه المناطق ليست عشوائية وأن هؤلاء الأشخاص هم مُلاكها بطريقة قانونية.
وعن مشوارها؛ تخرجت آيات الحبال من آداب لغة عربية، جامعة القاهرة، عام 2007، وبدأت في التدرب خلال سنوات دراستها الجامعية، ومن عام 2006 بدأ اسمها في النزول مع أعمالها.
ومن أبرز الأماكن التي عملت بها؛ الشروق (ويعد من الأماكن المفضلة لها التي عملت بها)، والوطن، والوفد، وأخيرًا انتقلت إلى المصري اليوم منذ 2012، وتعمل فيه إلى الآن.
وشغلت آيات مناصب عدة، بمجالات مختلفة؛ فعمِلت صحفية في قسم الحوادث، كما عملت محررة وكالات في الشروق، وأيضًا خاضت تجربة في أقسام أخرى مثل؛ الأخبار والفن والسياسة، وأخيرًا التحقيقات. وحاليًا تعمل الآن الصحفية في قسم الأخبار والتحقيقات، ومسؤولة عن قسم الإسكان في صحيفة المصري اليوم.
عملت الصحفية كذلك منتجة أفلام وثائقية، وأعدت أفلامًا مع البي بي سي، كما شارك أيضًا أحد الأفلام التي أعدتها بمهرجان القاهرة.
ولا يوجد مجال صحفي بالتحديد تفضله آيات عن الآخر، لكن أعربت عن اهتمامها الخاص وحبها للملفات التي تناقش؛ الإسكان، واللاجئين، والمهمشين، والمعاقين، والمرأة.
وعن الجوائز التي تلقتها آيات عن أعمالها الصحفية، حصلت في عام 2016 على جائزة الصحافة العربية (فئة الشباب)، كما تشارك كمحكّمة في جائزة مصطفى وعلي أمين الصحفية، دورة 2022.
وبالنسبة للصعوبات التي يواجهها الصحفيون اليوم في عالم الصحافة، تعتبر آيات أن صعوبة الوصول إلى المعلومات هي الأبرز، وذلك لأنه لا يوجد في مصر قانون خاص بتداول المعلومات، لهذا فإن محاولة الوصول إلى معلومات وبيانات رسمية دقيقة؛ تحتاج إلى أن يتواصل الصحفي مع أشخاص كثر، ولكن بدون نتيجة أكيدة، كما أنها عملية تأخذ وقتًا كثيرًا.
وتتابع الصحافية مدارس صحفية متنوعة، على سبيل المثال:
BBC - ProPublica - The Guardian - Foreign Policy - The New York Times.
وأشارت الصحفية هنا إلى أهمية منصات هذه الشركات على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لأنهم يقدمون خدمة جيدة تمكن الجمهور من متابعة أخبارهم مجانًا، في حين أن بعض هذه المؤسسات يحتاج إلى اشتراكات لقراءة أعمالهم الصحفية على مواقعهم.
أما عن السلبيات في عالم الصحافة اليوم، انتقدت آيات عدم مراعاة بعض الصحفيين والمؤسسات لمعايير وميثاق الشرف الصحفي، واعتبرت أن السبب الأكبر لذلك هو أن طريقة تناول المواضيع في وسائل التواصل الاجتماعي أثرت على الوسط الصحفي، فنجد أن هناك مؤسسات قد تجبر الصحفي على العمل بطريقة معينة تتماشى مع هذه الوسائل.
والمثال على ذلك هو "اللايف"، الذي يستخدم بصورة عشوائية بدون بناء قصصي، والهدف الوحيد منه هو العائد المادي. ولخصت آيات ما يقدمه اللايف في ما أطلقت عليه بـ"فكرة اخطف واجري"، وهو ما يعطي شعورًا بأن الصحفيين أصبحوا يعملوا لوسائل التواصل الاجتماعي، وليس للصحافة.
ومن الممارسات السلبية الأخرى التي تحدثت عنها الصحفية؛ استخدام صور غير دقيقة ومبالغ فيها فقط لجذب القراء. وأيضًا المضايقات التي يتعرض لها الفنانين في الجنازات، فقط من أجل تصويرهم في حالات انهيار ونشرها، بالرغم من أن طبيعة الحدث لا تحتمل كل هذا، وتعد هذه التصرفات خرقًا للقواعد الصحفية وانتهاكًا للخصوصية.
وفي النهاية أوصت آيات الصحفيين الجدد بأن يتذكروا أن الكلمة التي يقدموها تتم أرشفتها، ويستطيع الكثيرون فيما بعد من قرائتها، وهي تعد بمثابة كتابة التاريخ، وبالتالي يجب علينا احترام الكلمة التي نكتبها، وأن نتأكد منها؛ لأن عدم التأكد من المعلومات قد يؤثر على مصداقية اسم الصحفي. كما نصحت أيضًا كل صحفي بعدم تطبيق عشوائية السوشيال ميديا وقواعدها على الصحافة.
وتتمنى الصحفية للوسط الصحفي أن يكون به منافسة أكثر، ويكون المجال به مفتوح بصورة أكبر، وأن يستطيع الصحفيون العمل بأسلوب به مزيدًا من الاحترافية. كما تأمل أيضًا بأن تحالفها الفرصة في التعاون مع مؤسسة صحفية ذات مستوى احترافي عالي.
ولقراءة مواضيع أخرى مميزة للصحافية آيات الحبال، نقدم لك هذه الموضوعات: