الصحفيون ومصادرهم الخفية... الصراع بين نشر المعلومات وتوفير الحماية

15/03/2021 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
الصحفيون ومصادرهم الخفية... الصراع بين نشر المعلومات وتوفير الحماية

في عالم كثرت فيه قضايا الفساد، أصبح الصحفيون في حاجة ماسة أكثر من أي وقت إلى مصادر تساعدهم في كشف الحقائق; لذلك يعتبر "المبلغين عن المخالفات- The Whistleblowers" من أكثر المصادر قيمة في زمننا الحالي.

 

ولأن المبلغون يقومون بفضح أسرار ومستندات سرية تكشف فساد أو جريمة ما؛ فهم وعائلاتهم مهددون بالخطر، ويجب على الصحفي معرفة الطريقة المثلى التي تتضمن حمايتهم وعدم الكشف عن هويتهم عند التعامل معهم.

 

سنعرض لكم الآن بعض النصائح المهمة المختارة من عدة مواقع صحفية، لإرشاد الصحفيين في تعاملاتهم مع المبلغين:

 

1- معرفة الفرق بين المبلغ عن الفساد وعن المسرب:

غالبا ما تكون أهداف معلومة المسرب هو كسب مصلحة شخصية متعلقة بالعمل أو السياسة، أو لتدمير أعداء ما، أو كسب ود أشخاص. بينما المبلغ يكشف عن فساد أو أعمال خطيرة، تمس سلامة الصالح العام.

 

2- راجع القوانين جيدا:

من المهم معرفة القوانين السارية المختصة بهذا الشأن في بلدك وبلد المبلغ، لتجنب المساءلة، ولحماية مصادرك. وبإمكانك استشارة المختصين القانونيين لمساعدتك في هذا الشأن.

 

3- استخدم اتصال آمن:

القرصنة والتصيد والمراقبة، هم من التهديدات التي قد تواجهك، والتي عن طريقها يمكن الوصول إلى ملفاتك، والاطلاع على هوية المبلغ. ولهذا يجب على الصحفي للتقليل من الخطر، وتحصين جهازه، واستخدام وسائل اتصال آمنة بينه وبين مصدره، مثل تطبيقات "سيجنال-Signal"، و"واتساب-WhatsApp"، و"تيليجرام-Telegram". ومن المهم أيضا إرشاد المبلغ وتعليمه الطرق الآمنة لإرسال وحفظ الملفات. 

 

4- الإفصاح عن الهوية، والمخاطر المترتبة على ذلك:

يجب على الصحفي حماية هوية المبلغ بكل ما يستطيع من سبل، لأن التعريف عن هويته قد يضر بعمله أو أسرته، أو في بعض الأحيان يتم اغتياله، ومثالا على ذلك: "أفضل كوهيستاني" الذي تم قتله بالرصاص بعد 7 سنوات من إبلاغه عن جريمة شرف في باكستان تضمنت قتل 4 نساء و2 من إخوانه.

 

5- السؤال المباشر:

ينصح Government Accountability Project (وهو مشروع يسعى لحماية المبلغين عن المخالفات) في دليله، بعدم سؤال المصادر بشكل مباشر عن مستندات ووثائق سرية، لأن ذلك قد يعرض الصحفي للمحاكمة، فبهذا يجب على الصحفي الحذر في استخدام مصطلحاته عند وصف معلومة ما أو السؤال عنها.




6- التحقق من المعلومة:

بدلا من التشكيك في نوايا المبلغين عن المخالفات، لا بد للصحفي من التأكد من كل معلومة تصله من المصدر، لأن العواقب قد تكون وخيمة في حالة نشر معلومات غير صحيحة.

 

7- ابحث عن داعمين:

هناك العديد من المنظمات الغير ربحية التي تقوم بتوجيه الصحفي فيما يتعلق بعلاقته مع المبلغين، فلا تتردد في طلب المساعدة، وقد تضمنت مقالات لـ مواقع GIJN و IJNET و JournalistsResource أهم المؤسسات والوسائل التي يمكن للصحفي أن يستخدمها بكل سهولة.

 

8- الوعود:

لا تصنع وعود لا يمكنك الوفاء بها، اشرح للمصدر جميع المخاطر المترتبة على الأمر، وقوموا سويا بأخذ جميع الاحتياطات الأمنية، وقم بمراجعة مختصين وخبراء قانون لمزيد من نصائح الأمن والسلامة. 



بدأ الصحفيون بالتعاون مع المبلغين عن الانتهاكات منذ سنين طوال، وفيما يلي نعرض نبذة عن أشهر 3 مبلغين عن قضايا فساد:

 

-ووتر جيت: 

هذه القصة الشهيرة التي كشفت تورط الرئيس الأمريكي السابق "ريتشارد نكسون" بزرع أجهزة تنصت في مكتب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي (وهو الحزب المعارض لنكسون)، كان بطلها ما يعرف إعلاميا ب "الحنجرة العميقة"، والذي كشف عن هويته بعد 30 عاما من الصمت هو "مارك فيلت".

كان "فيلت" من أهم عملاء الإف بي أي في ذلك الوقت، وبالرغم من كونه ليس المصدر الوحيد في فضح ما حدث في ووترجيت، لكنه كان جزء مهم في تأكيد ونقل المعلومات للصحفيين بوب وودوارد وكارل بيرنستين بجريدة "واشنطن بوست".

 

-أوراق بنتاجون:

تضمنت هذه الواقعة تسريب أوراق دراسة سرية من قبل وزارة الدفاع الأمريكية، تتعلق بالغزو الأمريكي لفيتنام في الفترة ما بين 1945 إلى 1967. وكان أحد القائمين على هذه الدراسة هو المحلل العسكري "دانيال إليسبرج" الذي قرر طبع وتسريب الدراسة لجريدة "نيويورك تايمز" لما فيها من حقائق يجب على الشعب معرفتها.

وفي محاولة لوقف التسريب، أصدرت وزارة العدل قرارا مؤقتا بمنع نشر الجريدة المزيد عن هذه الدراسة. وتضامنًا مع "نيويورك تايمز"، قامت "واشنطن بوست" بنشر جزء من المادة (التي وصلتها أيضا عن طريق "إليسبرج") وتبعتها في ذلك عدة صحف أخرى، إلى أن قررت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بأن نشر مادة الدراسة لا تؤثر على الأمن القومي الأمريكي، وأوقفت قرار منع النشر.


-ويكيليكس:

موقع ويكيليكس تأسس على يد "جوليان أسانج" عام 2006، وهو موقع يؤمن للمبلغين عن المخالفات طريقة آمنة ومشفرة لنشر بيانات ومستندات سرية تفضح فساد أشخاص أو جهات ما، ومن أشهر التسريبات هو فيديو يظهر مقتل مواطنين مدنيين في العراق بواسطة طائرة عسكرية أمريكية. 

في 2012 طلب "أسانج" اللجوء في سفارة الإكوادور في بريطانيا، بسبب تعدد الملاحقات القضائية له في أكثر من دولة، وفي عام 2019 ألقت الشرطة البريطانية القبض على "أسانج" بعد أن قامت الإكوادور بوقف لجوئه السياسي.وطالبت أمريكا ترحيله إليها، ولكن قررت القاضية "فانيسا بارايتسر" رفض طلب ترحيله بسبب عدم قدرة الولايات المتحدة على حمايته إذا حاول الانتحار، ومازالت محاولات الإفراج عنه جارية. 

 

 

وللاطلاع على مصادر المقال، ومراجع أخرى مهمة:

What Journalists Need to Know About Whistleblowers - National Whistleblower Center

New guide helps whistleblowers and journalists work together - Columbia Journalism Review

10 Tips for Journalists Working with Whistleblowers - Global Investigative Journalism Conference 2019

The Whistleblower Project

Protecting journalism sources in the digital age - UNESCO Digital Library

Journalism-Sources-EUR-IALS-2017-Protecting-Sources-and-Whistleblowers-in-a-Digital-Age.pdf

Microsoft Word - whistleblower 27 11 06 _Final_.doc

5 of the most famous federal whistleblowers - The Washington Post

Pentagon Papers - HISTORY

نيكسون الرئيس الذي هزمه شريط تسجيل | اندبندنت عربية

How ‘Deep Throat’ Took Down Nixon From Inside the FBI - HISTORY

Wikileaks and Whistleblowing

جوليان أسانج: محكمة بريطانية ترفض الإفراج بكفالة عن مؤسس ويكيليكس خشية هروبه - BBC News عربي

Timeline: Who is Julian Assange? | Reuters

مصدر الصورة:

https://unsplash.com/photos/oBoDEDA-EEg

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template