انتهت معاناة هدى عبد الجواد المعروفة إعلاميا بـ “عملاقة مصر” حيث وافتها المنية عن عمر يناهز ٢٩ عاما، بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي، والتنمر التي كانت تعاني منه منذ الطفولة.
في يونيو الماضي، أعلنت موسوعة "جينيس" عن تحطيم محمد وهدى عبد الجواد أبناء قرية مدينة الحسينية بمحافظة الشرقية، خمسة أرقام قياسية.
حطمت هدى ثلاثة أرقام قياسية وهي: أكبر يد لامرأة على قيد الحياة، حيث بلغت يدها اليسرى 24.3 سنتيمتر، وأكبر قدم لامرأة على قيد الحياة بـ 33.1 سنتيمتر لقدمها اليمنى، وأوسع مدى لذراعي امرأة على قيد الحياة بـ 236.6 سنتيمتر.
ونجح محمد في تسجيل رقمين قياسيين هما: أوسع مدى لذراعي رجل على قيد الحياة بـ 250.3 سنتيمتر، وأعرض مدى ليد رجل على قيد الحياة بـ 31.3 سنتيمتر عن يده اليسرى.
من موسوعة "جينيس" أدرك الإعلام قصة الشقيقين، وبدأوا في نشر قصتهم ليكشفوا الستار عن قصة معاناة حقيقية.
كان الشقيقان يعانيان من مرض نادر، وهو اضطراب في الغدة النخامية مما أدى إلى اضطرابات في النمو، والذي ظهر على محمد في عمر ١١ عاما، وهدى أيضا التي تصغره ب ٥ سنوات.
حاولت الأم علاج محمد بعد ظهور المرض عليه، ولكن تعسرت بسبب تكلفة العلاج الهائلة لذلك المرض، وخصوصا بعد ظهور المرض على شقيقته أيضا.
عانت هدى من التنمر في بداية حياتها الدراسية، من قبل زميلاتها ومدرسينها، وتحديدا في الصف الرابع الابتدائي، ما جعلها تترك الدراسة.
ظلت هدى حبيسة المنزل تخرج في حدود ضيقة، لأنها كانت تخشى التنمر بها الذي كان أبسط صورة له هي النظرات الجارحة وأعنفها كان الرشق بالحجارة من قبل الأطفال، وذلك ما كان يتعرض له شقيقها.
حارب محمد ظروفه التعيسة واستكمل دراسته وتخرج من أحد المعاهد الأزهرية في ظل موجة من التنمر الدائم، طمعا منه للحصول على وظيفة ليعين الأسرة على ظروف المعيشة.
تزوج محمد منذ سنوات ليصبح عدد الأسرة ٦ أفراد، محمد وزوجته وأمه وهدى وأختان لم يتمكن منهما المرض، يعيشون على معاش الأم من زوجها الذي رحل عن الحياة منذ قرابة 27 عاما.
ملأ الأمل الشقيقين بعد دخولهما "جينيس" واعتقدوا أنها بداية الخروج من النفق المظلم، وطوى صفحة الماضي استعدادا لمستقبل أفضل، بأحلام بسيطة عن عيش حياة طبيعية وتقبل البعض لهم.
كما شعرت هدى بالتميز للمرة الأولى في حياتها، وأن الله ميزها عن بقية الفتيات، ولكنها كانت لا تزال تخشى الخروج من المنزل، وتتمنى أن تخرج الشارع دون أن يجرحها الناس بالنظرات.
اختفت أخبار الشقيقين لفترة إلى أن ظهرت هذه الأيام، بعد وفاة هدى.
تحدث محمد مع "سكاي نيوز" ليحكي الساعات الأخيرة في حياة شقيقته، التي لم تتغير بعد “جينيس”. وقال "كان الجميع يبحث عن الترند وعدد مشاهدات مرتفع، وبمرور الأيام اختفى الجميع، وواجهنا معاناتنا بمفردنا، واليوم سقطت هدى، وقد يأتي الدور عليّ في أقرب وقت".
وعبر محمد عن مخاوفه في أنه يخشى مواجهة مصير شقيقته، فجسده لم يتوقف عن النمو ولا يمكنه الخروج من قريته لأنه لا توجد وسائل مواصلات مناسبة، ولا يريد أحد توظيفه خوفًا من هيئته، كما يخشى أن يسيطر عليه اليأس، ويقضي الأيام المتبقية في حياته حبيس الفراش، حتى ينهي الموت معاناته.
وأعلن أنه لن يتوقف عن المطالبة بحقه في الحياة، والعيش كأي إنسان طبيعي، لكنه يخشى أن يموت قبل أن يحقق هذا الحلم.
مصادر
https://bit.ly/31Gwkle
https://bit.ly/3lFvFr3
https://bit.ly/3GfMd0T
https://bit.ly/3rCa32R
pages.topic.tags
دينا إبراهيم
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارا...
تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.
تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.
pages.topic.correctionStatement
pages.topic.requestCorrectionText 📱 pages.topic.contactUs