المهنية الصحفية في الصين في مهب الريح

02/03/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

الصحافة الصينية في أزمة للدرجة التي جعلت شباب الصحافيين في الصين يرون أنه لا معنى من متابعة دراسة الصحافة أو اتخاذها كمهنة . القيود الكثيرة الصارمة التي وُضعت على التقارير الاخبارية الصينية تجعل من العمل الصحفي الاحترافي أمرا مستحيلا .

حين ضرب زالزل بقوة 7.9 ريختر إقليم سيشوان في الصين في مايو 2008 قام لين تيانهونج وهو مراسل يبلغ من العمر 29 عاما و هو مراسل في صحيفة تشاينا ديلي نيوز كان واحدا من المتطوعين للذهاب إلى المنطقة المنكوبة.

و يتذكر ذلك قائلا : الجميع يريد أن يذهب ،وإلا ما الداعي لكونك صحفيا ؟"

بعد ساعات قليلة كان يحلق فوق سيشوان المحطمة تماماً وكانت من أكثر اللحظات الفارقة والمرعبة في مسيرة حياته كصحفي. على مدى أسبوعين مشًط لين المنطقة المنكوبة بكتاباته، في أحد المقالات كتب قصة زوجين حملا جثة ابنهم المراهق إلى المنزل لدفنها بعد أن وقعت عليه مدرسته ذات الخمس طوابق. أرادت والدته أن تُلبسه ملابس جديدة لكن الجسد كان جامدا ومتشنجاً ،كتب الصحفي يقول :"جثا الوالدان محاولان أن يمسكا بابنيهما مرددن اسمه مرات ومرات".

القصة التي تمزق القلب تلك جعلت جميع المحررين في الجريدة يكنون الاحترام له و يتملقونه أيضا. و لكن بعد سبع سنوات لاحقة تخلى لين عن الصحافة تماما .

"الملل" يقول لين الذي يعمل الآن في مجال العلاقات العامة في الطابق التاسع عشر من مركز التجارة العالمي ،و عندما تم سؤاله عن تبريره لتركه العمل قال "استيقظت ذات صباح و سألت نفسي :هل تعتقد أنه من الممتع أن تقوم بنفس الشيء مرة بعد مرة كل يوم؟"

وقد دفع قرار بكين طرد الصحافية الفرنسية أورسولا غوتييه في ديسمبر كانون الأول إلى تحطيم معنويات المراسلين الأجانب في الصين متصدرا العناوين الرئيسة في الصحف. لكن الصحفيين الصينيين يواجهون تحديات أكبر بكثير - والكثير من الصحفيين ببساطة يديرون ظهورهم للمهنة نتيجة لذلك.

يقول ديفيد بنداركسي و هو خبير في الصحافة الصينية من جامعة هونغ كونغ أن هناك عزوف عن العمل في الصحف في البلاد كما قرر الصحفيون الشباب الموهوبون أنه لا مستقبل مرجو من هذه المهنة .

و يضيف لدينا للصحفيين في الثلاثينيات و الأربعينيات من أعمارهم الذين من المفترض أنهم الآن في أوج حياتهم المهنية في مجال الصحافة قد غادروا"، و قال"المزاج كئيب جدا في الوقت الحالي في وسائل الإعلام الصينية."

يقول خبراء أن هناك عاملين أساسيين هما السبب في تفريغ غرف الأخبار الصينية. الأول هو الوضع المالي القاتم على نحو متزايد الذي تواجهه الصحف وهم يكافحون للتكيف مع العصر الرقمي. والآخر هو زيادة القيود على التي يتم وضعها من قبل الحزب الشيوعي الاستبدادي بشكل متزايد .

منذ تولي شي الزعيم ،بدأت بكين هجوم شامل على حرية التعبير وسجن الصحفيين والمدونين والمحامين مثل بو تشى تشيانغ ،الذي أدين مؤخرا بسبب سبع تغريدات ساخرة.

في واحدة من الحالات الأكثر شهرة وهو صحفي يبلغ من العمر 70 عاما ،غاو يو، صدر حكم بالسجن في حقه لتسريبه ما سمي بـ "أسرار الدولة " بعد أن تم زعم أنه مرر وثيقة الحزب الشيوعي الداخلية إلى وسائل الإعلام الأجنبية.صحفي آخر، وانغ شيالونج، مراسل الأعمال التجارية لواحدة من أهم المجلات المالية الصينية، اعتقل واضطر لتقديم اعتراف متلفز لكتابته قصة عن اضطراب سوق الأسهم العام الماضي.

تحتل الصين على المرتبة 176 على مستوى العالم في مجال حرية الصحافة من أصل 180 دولة.

لين الذي يعمل الآن في شركة يديرها على بابا جال البليونير ،ينفي أن السياسة كانت وراء قراره و يقول "هذه الأيام لا أحد يقرأ قصصك" ويضيف " يعيش الناس الآن داخل السمارت فون أو داخل "Wechat" الخاص بهم.

لكن خيبة أمله كانت جلية و قد قام بمشاركة الناس بها على مدونته عام 2014 عندما تم تدمير جريدة "Southern Weekly, و هي الجردية الليبرالية الوحيدة التي تحظى باحترام الناس،والسبب في جعله يعمل صحفيا.

يقول لين في مدونته"في كل هذه السنوات، شهدت الناس مثلنا مقالاتنا قتلت وأصواتنا أسكتت، ولقد بدأت تعتاد على ذلك. بدأنا في تقديم تنازلات وفرض رقابة على أنفسنا ،أضاف "لقد ذهب بعيدا جدا، كما لو أننا نسينا لماذا نحن نختار هذه الصناعة من البداية".

قبل عصر شي جين بينغ كان المحررون لهم الحرية في اختيار العناوين الخاصة بهم، وشكا أحد الصحفيين قائلا :الآن اضطرت الصحف والمواقع أن تتوافق مع رتابة مملة من الثناء على القادة الشيوعيين في الصين. فأنت ترى أنه "يجب أن يكون هناك عنوان كبير [دائما] شي جين بينغ، ويجب أن يكون الثاني حول [رئيس الوزراء] لى كه تشيانغ"، وقال المحرر. "إذا كنت تقرأ موقع واحد، كنت قد قرأت لهم جميعا."

قال لين، الذي لديه ابن يبلغ من العمر ثلاث سنوات ،أنه لا يشعر بأي ندم على قراره التخلي عن صناعة الذين بلغ عددهم يوما. "وسائل الإعلام الصينية كارثة الآن. حتى لو بقي هؤلاء الناس الموهوبين، ما يمكنهم القيام به؟" و قال صحفي شاب آخر : " لا يمكنك كتابة ما تريد. لا يمكنك مقابلة الذي تريد. وحتى لو قمت بذلك، لا يمكن نشره. العمل في وسائل الإعلام الصينية تشعر وكأنك إضاعة حياتك."

الترجمة بتصرف رابط الترجمة : https://www.theguardian.com/world/2016/feb/12/china-journalism-reporters-freedom-of-speech

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية