أحداث لندن الأخيرة فى الصحافة موضوعية أم انحياز واضح؟!

24/03/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

تابعت المؤسسات الإعلامية والصحفية العالمية والعربية أحداث انفجار لندن مساء أمس، وتبارت هذه المؤسسات فى تغطية الخبر وتبعاته وأبعاده المختلفة بشكل مكثف وحصرى، لتوفير المعلومات الحقيقية حول الإرهاب الذى قام بالإنفجار، وأسبابه، وما أسفر عنه من ضحايا وقتلى.


ونظراً لما يحملق حول الحادث من تضارب فى الأقوال والتحليلات، ووصول البعض استنتاجات مسبقة، تعرضت التغطية الإعلامية والصحفية لبعض المؤسسات كبوة شديدة، فمثلاً تبارت بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية العالمية والغربية فى وضع تكهنات بشأن مُرتكِب الحادث، حيث أفرد البعض مساحات صحفية واسعة تقول إن مُرتكِب الحادث قد استلهم فكرته من الايديولوجيا الجهادية الإسلامية، قبل أن يتم التحقيق فى الأمر أو الوصول للجاني الحقيقي، بل إن أحدهم أعربت عن قلق وزير الداخلية الألماني توماس دى مايتسيره بشأن كون الحادث "إرهابياً"، فى إشارة لاعتبار العمل إرهابياً ما إذا كان مُرتكِبه مسلماً أو متأثراً بالإيديولوجيا الاسلامية، مع إن القاموسين اللغوي والسياسي على حد السواء يعتبرون العمل إرهابى إذا ما تضمن ممارسة تخويف أو عنف تجاه مجموعة من الأشخاص من أجل تحقيق مآرب خاصة، وبالتالي لا علاقة لاعتبار الحدث إرهابياُ أم لا بالمعيار الذي وضعه وزير الداخلية الألمانى والذى أصرت على نقله العديد من المؤسسات الإعلامية الغربية، فى عدم مراعاة منها للمهنية الصحفية والتزام الحياد والموضوعية فى تغطية الخبر.


وعن المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية، فقد قامت بعض المؤسسات بترجمة الأخبار عن الواقعة ومُرتكِبها بدون الالتزام بالنص الصحيح للترجمة، فبالرغم من عدم مهنية بعض المؤسسات الإعلامية الغربية فى افتراض استناد الحادث للايديولوجيا الإسلامية قبل التحقُق من الأمر، إلا إن بعض المؤسسات الإعلامية العربية قد غالت فى عدم مهنيتها بترجمة النص إلى الاستناد لايديولوجيا داعش، وليس لايديولوحيا الإسلام، منعاً لإثارة الرأى العام العربى والإسلامى، وبغض النظر عن مدى اقتناعنا بالأمر من عدمه، فإن الموضوع منوط بدايةً ونهايةً بالإلتزام بالترجمة الحقيقية للنص دون إضفاء رتوش صحفية خاصة تُخل بالمعنى الحقيقي للنص الصحفى الغربى، فضلاً عن هذا، فقد وقعت المؤسسات الصحفية والإعلامية العربية فى أخطاء صحفية غير مهنية بنقلها لصور الضحايا، وهو أمر يختلف الكثير من الصحفيين والمحللين الإعلاميين حول مدى مهنيته، حيث يقول البعض إنه من الواجب احترام قدسية الموت وعدم نقل صور الضحايا من الموتى وعدم تحقيق سبق صحفى على حساب خصوصية الآخرين، بينما يقول البعض إنه لا ينال من المهنية الصحفية للمؤسسة ويُتعذَر لها برغبتها فى التغطية المباشرة التى تضع الجمهور فى قلب الحدث، بينما ينفى البعض فى أن تكون هذه الصور حقيقية من الأساس.


 فى نهاية الأمر... يظل حادث لندن حادثاً مآسوياً من ضمن سلسلة من الأحداث الإرهابية التى تطول كل دول العالم فى تصاعد خطير لظاهرة الإرهاب الدولى، والذى يفرض على المؤسسات الإعلامية والصحفية حول العالم اتباع المهنية فى نقله، نظراً لخطورته واتساع ابعاده.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية