الصحافة الفنية هي فرع من الصحافة، تهتم بشكل أساسي بتقديم تقارير عن الفنون بمختلف أنواعها، لتتناولها بالنقاش من خلال نقدها أو الاثناء عليها، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الأفلام والروايات والأدب والموسيقى والمسرح، ويُشترَط فى صحفيو الفن أن يكون لديهم خلفية لا بأس بها عن لون الفنون الذين يتناولونه فى كتاباتهم.
لم يكن هناك أي تدريب رسمي متقدم في هذا المجال، حتى عام 2005، حيث أسست جامعة سيراكيوز برنامج صحافة جولدرينج، وهو أول برنامج ماجستير في كلية معتمدة لتعليم الصحفيين الكتابة عن الفن والثقافة.
مع غيرها من الصحف المتخصصة، ظهرت الصحافة الفنية مع ظهور الصحافة بشكل عام، وإن كانت فى البداية على شكل ملفات أو أبواب أو نشرات غير منتظمة، أما فى أواخر القرن الثامن عشر فى أوروبا، ومع ظهور النهضة الفنية فى المجالات الفنية المختلفة كالنحت والرسم والتصوير والغناء والموسيقى والمسرح، فضلاً عن ظهور السينما فى 1859 فى فرنسا، تطورت الصحافة الفنية تطوراً واسعاً، وظهرت دوريات أوروبية للفن بمختلف أشكاله، حيث تخصصت فى نقل أخبار السينما الصامتة أو أفلام الرسوم المتحركة، ومع تطور السينما والمسرح تطورت الحركات الصحفية الفنية التى تعبر عن هذه الفنون.
وما لبثت أن أضحت الصحافة الفنية من أهم المجالات الصحفية فى الولايات المتحدة الأمريكية، وتبعتها فى هذا مصر، أول دولة عربية افريقية تزدهر فيها صحافة الفن باعتبارها لوناً متخصصاً من ألوان الصحافة، والتى بدأت بمجلة "روضة البلابل" اسكندر شلفون، كأول مجلة موسيقية دورية متخصصة، والتى تبعها مجلة "الأدب والتمثيل"، التى دمجت الاهتمام بالأدب المتعلق بالفنون مثل السينما والمسرح بالصحافة.
انتج ازدهار الحركة الفنية فى العالم مقالات وقطع صحفية وكتابية متميزة وأكثر تطوراً عن الفنون بجميع أنواعها، حتى باتت باباً صحفياً أساسياً لا تخلو منه مجلة أو صحيفة مطبوعة قديماً، ومطبوعة وإلكترونية حديثاً، حتى إنها أصبحت تتطرق لفنون الفوتوغرافيا والفنون التشكيلية والفوتوشوب والتقنيات الحديثة المستخدمة فى عالم السينما والتصوير (اتش.دى و ثرى.دى)، فضلاً عن إن ازدهار الحركة الأدبية والترجمة من الأدب الأوروبى العالمى للعربية وازدياد المؤلفات الأدبية والكتابية بشكل عام أفضى إلى ظهور نوع من الكتابة الصحفية المتعلق بتناول هذه الكتب والمؤلفات بالتحليل والنقد، وهو السبب الرئيسى فى تكوين مواقع نقدية أدبية مثل موقع ال"جوودريدز".
كل هذا التطور الفني فى صحافة الفن لم يمنع عدم التزام بعض الصحفيين بمهنية وأخلاقية الصحافة، حيث يتطرق البعض إلى خوض فى حياة الفنانين الشخصية وإفراغ الصحافة الفنية من مضمونها لتحتوى على مواضيع لا سيرة لها إلا الدخول فى تفاصيل شخصية لا تمس القضية الفنية، أو القيام بمجاملات فنية تفسد من ذوق الجمهور على حساب بعض الامتيازات، أو إثارة الإشاعات الفنية بغرض الإثارة وتحقيق أكبر قدر من التوزيع والمشاهدات والترافيك، ومع هذا، فإن الصحافة الفنية لاتزال عمود رئيسى من أعمدة الصحافة.