فك شفرة المحتوى الإعلامي في سبع خطوات

15/08/2020 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: المهنية الإعلامية
فك شفرة المحتوى الإعلامي في سبع خطوات

مع تزايد وانتشار المحتوى الإعلامي الذي تتعرض له بشكل يومي كمتلقي سواء من خلال القنوات والمواقع الإخبارية، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي نغوص بها على مدار 24 ساعة، أصبح من الضروري أن يكون لديك ثقافة إعلامية، أو ما يطلق عليه محو الأمية الإعلامية (Media Literacy). 

في البداية يجب أن نوضح مفهوم الثقافة الإعلامية، والتي تعني وفقًا لموقع ذا ديكشنري (1)، أنها المهارة أو القدرة على التحليل النقدي لمصداقية ودقة وتحيز المحتوى الإعلامي الذي تم إنشاؤه ونشره في أي وسيلة إعلامية سواء كانت مطبوعة أو مسموعة أو مرئية، وأيضًا المحتوى المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ويطلق عليها وفق ثينك تانك تريت (2) أنها القدرة على فك تشفير وتحليل وتقييم وإنتاج المحتوى الإعلامي بكافة أشكاله.

من جانبه يتحدث باران ستانلي أستاذ الاتصال بجامعة بريانت الأمريكية (3)، في كتابه محو الأمية الإعلامية والثقافية  عن مصطلح "تأثير الشخص الثالث"، وهو أننا دائمًا نعتقد أن وسائل الإعلام ليس لها تأثير مباشر علينا، وإنما تؤثر على الآخرين، وهذا غير صحيح، لأن الثقافة الإعلامية تجعلنا نعي أن المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام يتضمن رسائل أساسية من المنطقي أن تؤثر علينا، وتساعدنا تلك الثقافة على فهم هذه الرسائل، وتغيير تأثيرها علينا، وتسمح لنا بقدر أقل من التحكم في وجهات نظرنا. 

وفي كتابهما "محو الأمية الإعلامية في عصر الديجيتال" (4) أوضح الكاتبان جون بافليك وشون ماكلنتوش، أن هناك العديد من العوامل التي تجعل المحتوى الإعلامي غير حيادي ودائمًا ما يحمل رسالة ما، قد تكون تلك العوامل سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، ومعرفة تلك العوامل وفهمها نتيجة للثقافة الإعلامية تجعلنا نكون قادرين على التحكم في استجابتنا لما يتم تقديمه خلال وسائل الإعلام.

فمعرفتك بما يتم تقديمه لك من خلال وسائل الإعلام المختلفة يساعدك على انتقاء ما هو مناسب لك وموضوعي، وفهم وتحليل المواد الإعلامية التي قد تحمل نوعًا من التوجيه أو رسالة ما بداخلها، وهو ما يجعلك تخرج من نطاق كونك مستهلك ومستقبل فقط إلى نطاق آخر وهو أن يكون لك دور في العملية الإعلامية، وهو رفض المحتوى المشوه غير الموضوعي الذي يحمل نوع من التشويه أو التضليل أو نشر العنف وغيرها من السلوكيات التي لن يسهل عليك كمتلقي استيعابها دون أن تمتلك مهارات الثقافة الإعلامية. 

وفقًا لما ذكره باران في كتابه (3)، هناك سبع مهارات يجب أن تتمتع بها كمتلقي لمحو الأمية الإعلامية:

أولا: الانتباه جيدًا عند التعرض لأي محتوى إعلامي، ومحاولة فهمه بشكل جيد، وانتقاء الرسائل الموجهة إليك. وهذا يظهر على سبيل المثال عند استماعك لمحطات الراديو عند قيادة السيارة، هل التركيز الأكثر يكون على القيادة أم ما تسمعه في الراديو، بالتأكيد القيادة، لذا عندها لن تكون منتبهًا بشكل جيد لتنقية الرسائل الموجهة إليك من خلال تلك المحطات، ومن الممكن أنك قد تسيء تفسير ما يحمله ذلك المحتوى من رسائل.

ثانيًا: البحث عن الرسائل الموجهة والمستترة داخل أي محتوى إعلامي، وهو ما يحتم علينا إدراك قوة تأثير وسائل الإعلام. على سبيل المثال لا تستهين بوضع طفلك أمام أي وسيلة إعلامية لمجرد أنها موجهة للأطفال، قدم تحمل تلك البرامج الموجهة للأطفال رسائل قدم تزيد من درجة العنف لديهم، أو تجعلهم يقدمون على أفعال ليست مناسبة لأعمارهم.

ثالثًا: التفرقة بين ردود الأفعال العاطفية والمنطقية التي يوجهها الإعلاميين عن الأحداث، بعد التعرض للمحتوى الإعلامي والتصرف بناء على ما تلقيته. على سبيل المثال، عند سماعك الأغاني أو قراءتك كتاب ما، وفي هذه الحالة يكون رد فعلك عاطفيًا وليس منطقيًا، وهذا غير صحيح لأنه قد يحمل ذلك المحتوى رسائل ما تدخل إلى ذهنك من تلك الناحية العاطفية.

رابعًا: عليك أن تعيد النظر إلى سقف توقعاتك حول ما تقدمه وسائل الإعلام. ومثال على ذلك حينما تجد مقالًا أو مقطع فيديو أو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل عنوان "الأكثر متابعة" "النقاط العشر الأهم"، هذا بالطبع قد يدفعك لمشاهدتها بسبب العنوان وتتوقع شيئًا مذهلًا، ولكن في بعض الأحيان قد يكون تجاهل مثل تلك الرسائل أفضل، لأنك قد لا تجد ما يحمله العنوان داخل تفاصيل المحتوى، لذا يجب ألا يكون سقف توقعاتك مرتفع.

خامسًا: التسليم باحتمالية خطأ المعلومات التي يتضمنها المحتوى، وضرورة التأكد منها من أكثر من مصدر، بمعنى أن تعي جيدًا معنى ما تتعرض له، وأن تبحث  عن مصدر تلك المعلومات الموثوقة. على سبيل المثال عند تعرضك لمقطع أو مقالة تحوى معلومات جديدة لا تعرفها من قبل، يجب عليك متابعة أشياء مشابهة من وسائل إعلامية أخرى، من خلال ذلك يمكن التأكد والتفرقة بين ما هو صحيح وحقيقي، وأيضًا يجب البحث والتأكد من صحة تلك المعلومات ومعرفة ما هي المراجع التي اعتمد عليها منتجو المقطع، وهل تلك المراجع والمصادر حسنة السمعة وموثوقة أم لا؟.

سادسًا: التفكير النقدي في الرسائل الإعلامية، بمعنى أنك إذا وصلت للمرحلة السابقة وتأكدت من أن المصدر موثوق وصحيح، يجب النظر إلى الوسيلة الإعلامية التي عرضت تلك الحقيقة هل لها توجه ما، أم تحمل هدفًا بناء على ما تقدمه من رسائل أخرى.

سابعًا: معرفة طريقة عمل وتأثير وسائل الإعلام المختلفة والقدرة على فهم آثارها، ويتعلق ذلك بكيفية إنتاج المحتوى، وزوايا التصوير ، والإضاءة، ومواقع التصوير، وأيضًا حجم النص، بالإضافة لمعرفة مالك الموقع الإخباري أو الوسيلة الإعلامية إن أمكن، كل هذا سيساعدك فهم هذه اللغة على معرفة طرق الخداع والتضليل التي قد تنتهجها بعض وسائل الإعلام.

مما سبق نستنتج أهمية اتباعك للخطوات السابقة حتى يتكون لديك ثقافة إعلامية، نتيجة تعرضنا المستمر والمتزايد للرسائل الإعلامية بأشكالها التقليدية أو المستحدثة نتيجة التطور التكنولوجي الذي نشهده في الفترة الحالية، يقول جون بافليك وشون ماكلنتوش في كتابهما (4)، لماذا نتعلم في المدارس علوم مثل الرياضيات والتاريخ وليس الثقافة الإعلامية، ويطرحون تساؤلًا "لماذا لا نتعلم عنها؟ مع تعرضنا المستمر والدائم لوسائل الإعلام على مدار الساعة بشكل يومي".

 

المصادر

1- https://www.dictionary.com/browse/media-literacy
2- https://www.sciencedirect.com/topics/psychology/media-literacy
3- http://www.gbv.de/dms/ilmenau/toc/322223784.PDF
4- https://www.slideshare.net/jbraun128/chapter-2-media-literacy-in-the-digital-age
5- https://mediastudies.pressbooks.com/chapter/the-importance-of-media-literacy/
مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية