استقلال الصحفيين

استقلال الصحفيين

تم النشر بتاريخ : 14/03/2017  تم التحديث بتاريخ: 30/04/2025 11:04:53  تصنيف: أخلاقيات الإعلام 

يدلّنا هاتلنج في كتابه «أخلاقيات الصحافة» على أنّ الاستقلال يعني أن يخدم الصحفيُّ المبادئ المهنية، وألّا يسمح بأن تكون دوافعه محلَّ شك، وأن يكون هدفه الأوّل إعلامَ الجمهور بما يجب أن يعرفه. يسرد هاتلنج قصصًا عن «الهدايا الصغيرة» التي تُقدَّم للصحفي تمهيدًا لغرض ما، ويقول: «الأمر كلّه يبدأ بسيجارة»، مشيرًا إلى صحفٍ تحظر على محرّريها قبول أيّ شيء ذي قيمة من مصادرهم.

لكنه يرى أنّ الحظر المطلق غيرُ فعّال؛ فالمراسل الحربي مثلًا لا يستطيع رفض التنقّل بسيارات الجيش، كما أنّ رفض فنجان قهوة قد يقطع سُبل التعاون. المطلوب «إمساك العصا من المنتصف».

أمثلةُ الانحياز عديدة:

  • صحفيون يرافقون فرقًا رياضية بالسفر والإقامة على نفقتها، فيصعب حيادهم.

  • رئيسُ تحريرٍ يقبل دعوة دولةٍ لديها صراعٌ مع أخرى، فيعود منحازًا لمن موّل رحلته.

  • مصوّرون في أولمبياد شتاء 1980 تلقّوا هدايا من شركة كاميرات لتشجيع استخدامها.

  • حفلات كوكتيل تقيمها شركاتُ الورق خلال مؤتمرات الناشرين تُعدّ دعايةً مقنّعة.

ليس المطلوب من الصحفي أن يكون غير اجتماعي، لكن عليه دائمًا أن يسأل نفسه: هل ستقودني هذه الهدية أو الدعوة إلى تغطيةٍ متحيّزة؟ الإجابة تحدِّد كلَّ شيء.

الخلاصة

يؤكد هاتلنج في «أخلاقيات الصحافة» أنّ استقلال الصحفي يقوم على خدمة مبادئ المهنة وإعلام الجمهور بمعزل عن أيّ شبهة مصلحة، محذّرًا من «الهدايا الصغيرة» التي تبدأ بسيجارة وتنتهي بانحياز. فالحظرُ المطلق لقبول العطايا غير عملي؛ فالمراسل الحربي لا يرفض سيارة الجيش، ورفض فنجان قهوة قد ينسف التعاون، لكن القبول الأعمى يُضعف الحياد، كما يحدث حين يسافر الصحفي على نفقة فريق رياضي أو دولةٍ ما. المعيار الحاسم: هل تُفضي الهدية إلى تغطية متحيّزة؟

Profile Picture

AkhbarMeter Team ()

سياسات التصحيح

يتيح فريق أخبار ميتر المساحة المناسبة لرد الأشخاص المعنيين والجمهور على المعلومات الواردة في عملية تقصي الحقائق بتصحيحها بشفافية كاملة. يمكن التواصل معنا عبر بريد الموقع الإلكتروني [email protected]. كما يتكفل الفريق بإجراء التصحيحات اللازمة حال التأكد من صحة المعلومات وقبولها في أسرع وقت ممكن. قدم من هنا

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية