نشر موقع "انفراد" الإخباري، تقريرا صحفياً تحت عنوان "فى ذكرى ميلادها.. اعرف حكاية العقد الأقرب لقلب الملكة نازلى"، تناول من خلاله قصة إحدى قطع المجوهرات بالغة القيمة الفنية والتراثية في حياة ووتاريخ المجوهرات الملكية المصرية بوجه عام، ولدى ملكة مصر "نازلي" على وجه الخصوص.
الموضوع مقتبس بالكامل عن الموقع الإلكتروني لصحيفة "اليوم السابع"، ومنشور في كلتا المنصتين الاخباريتين بتاريخ أمس الاثنين، الموافق 25 يونيو 2018، وحصل التقرير المأخوذ من صفحات "انفراد" على تقييم "خبر خاطئ" على منصة تقييم "أخبار ميتر"، نظرا لوجود عدة نقاط تشوبها عدم الدقة، إلى جانب اغفال ذكر نقاط هامة ضمن تاريخ هذا العقد الملكي الهام.
الموضوع جاء على خلفية ذكرى مولد ملكة مصر السابقة "نازلي"، والتي توافق نفس يوم نشر التقرير الصحفي (25 يونيو)، واستهل المحرر المحتوى بتقديم معلومات سريعة وموجزة عن سيرة ونسب "نازلي عبد الرحيم صبري"، المولودة عام 1894، وحتى زواجها من سلطان مصر "أحمد فؤاد الأول"، والذي أصبح فيما بعد "الملك فؤاد" بعد تحول مصر من نظام حكم السلطنة إلى الملكية بعد استقلال مصر عام 1922، لتصبح "نازلي" هي أول ملكة لمصر في العصر الحديث، وهو ما اغفل ذكره المحرر في كتابته للمحتوى.
المقدمة جاءت وصفية بالمقام الأول، وخلط فيها المحرر بين رأيه الشخصي في وصف "نازلي"، وبين المادة الخبرية والمعلومة المقدمة للقارئ، وبرز ذلك من خلال أوصاف مثل "تحدث عن امرأة لايزال ذكرها يتردد عند الحديث حول نساء أثرن فى حكم مصر، فبالرغم من الشائعات، والأحداث المتداخلة التى أثيرت حولها قبل وفاتها، إلا أنها بالنسبة للكثيرات أيقونة للأناقة، والجمال، والمرأة المصرية صاحبة الأثر والتاريخ."
التقرير مليء بعدة أخطاء تاريخية (وتأريخية)، بداية من "فتحي" الذي ذكره المحرر بدلا من "فتحية".. صغرى بنات وأبناء "الملك فؤاد وزوجته الثانية الملكة نازلي -سبق وأن تزوج الأميرة شيوه كار وأنجب منها إسماعيل، توفى وهو طفل صغير، وفوقية-.
كما ذكر المحرر أن "الملك فاروق" هو أخر ملوك مصر؛ في حين أنه خلفه نجله "الأمير أحمد فؤاد الثاني- أمير الصعيد" عقب تنازل والده عن العرش، على خلفية انقلاب يوليو 1952، ومكث الأمير الرضيع -عمره كان لا يزال 6 أشهر فقط- ملكا على مصر والسودان، تحت إشراف مجلس الوصاية على الحكم، والمؤلف من رئاسة الأمير محمد عبد المنعم، ابن الخديوي عباس حلمي الثاني، ومعاونة وبهي الدين باشا بركات، وقايمقام رشاد مهنا- القريب من تنظيم الضباط الأحرار.
أيضا ذكر محرر "انفراد" أن العقد اختفى من مصر في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، في حين أن زواج ابنتها الكبرى، الاميرة فوزية فؤاد، من شاه إيران، تم في 15 مارس 1939، وهي المناسبة التي من أجلها صُنع العقد للملكة -كانت الملكة الام حينها بعد تولي نجلها البكر فاروق حكم مصر، وزواجه من الملكة فريدة.
وأغفل محرر "انفراد" ذكر عدة نقاط:
1- أن الملكة نازلي أول من تولت لقب "ملكة" في مصر عقب تحول مصر من السلطنة إلى الملكية، في عهد زوجها الملك أحمد فؤاد الأول.
2- أن العقد المذكور هو ضمن مجموعة كاملة تضم (الاقراط والتاج) وهي الاكبر والأضخم حجما من ضمن مجموعة المجوهرات الملكية.
3- أن المجموعة كانت من ضمن مقتنيات الملكة التي سافرت معها في رحلتها الأخيرة من مصر للعلاج بالخارج عام 1946، وتم بيعها بعد الأزمة المالية التي تعرضت لها "نازلي- بعد أن تم تجريدها من اللقب الملكي والتاج من خلال القصر والملك فاروق نفسه"، وتفرقت المجموعة ومعها عدة قطع من المجوهرات الملكية أثناء البيع بالمزادات المختلفة، إلى ان استطاعت دار "فان راد" ان تعيد شراء العقد منفردا مجددا، وتستخدم الفنانة التشكيلية "أمينة الدمرداش" حفيدة الملكة نازلي من ابنتها فائقة، لابراز العقد في جلسة تصوير خاصة.
وبالرغم من المساحة القليلة المفرودة لمحتوى اللقطة المقدمة من خلال "انفراد" نقلا عن اليوم السابع، وطبيعتها كمحتوى منوعات خفيف يقبل عليه القارئ، لا سيما مع الشغف بحكايات حول فترة الملكية المصرية وسحرها وأوج أبهتها، إلا أنه امتلئ بالمغالطات، وأسقط الكثير من الإيضاحات حول المعلومة المراد توصيلها للقارئ.
أيضا كشف المحتوى عدم دراية كافية وقراءة موسعة لتاريخ الفترة الاخيرة من الحقبة الملكية في مصر في العصر الحديث، واستسهال نقل المعلومات عن المواقع الإخبارية الأخرى، دون تدقيق للمحتوى المقدم.
(( لمطالعة تقييم أخبار ميتر للموضوع.. اضغط هنا ))
(( لقراءة المحتوى المنشور على انفراد.. اضغط هنا ))
(( لقراءة المحتوى الأصلي المنشور على اليوم السابع.. اضغط هنا ))
المحتوى قد يتضمن روابط نشطة لمزيد من الإيضاح