في هذه الحلقة من سلسلة "أخبار ميتر" لمتابعة وتحليل آداء الصحف المصرية لليوم الأخير من الدعاية لمرشحي انتخابات مصر 2018، نرصد المؤشرات الكيفية لتحليل التغطية الصحفية للبعد الطائفي في العملية الانتخابية
بشكل عام، ابتعدت الصحف تماما سواء في تغطيتها كاملة أو من خلال العينة محل البحث، عن اللعب على وتر البعد الطائفي في الحشد للعملية الانتخابية، إلا أن أغلب الحديث جاء في سياق "أمانة الصوت وإبداء الرأي فيما يتعلق بمستقبل المجتمع والوطن"، والمحاسبة الإلهية لكتمان الشهادة، وما إلى ذلك.
أفردت الصحيفة على صفحة كاملة، حوار مع شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور عبد الهادي القصبي، والحديث عن العلاقة بين التصوف والسياسة، والكتلة التصويتية لأتباع الطرق الصوفية، وتصريحه المستخدم كعنوان بحجم كبير ولافت داخل جسم المحتوى، "لا نفرض مرشحاً رئاسيا على أتباعنا..والمشاركة مهمة أخلاقيا وشرعيا".
أيضاً تحديد موضوعين داخل العدد الديني ليوم الجمعة، كلاهما لم يتوجه لمرشح بعينه وسلك مسلك التوعية والإرشاد، منهم الموضوع الأكبر والأول على الصفحة، ويحمل عنوان "المشاركة في الانتخابات الرئاسية واجب ديني ووطني"، وتقرير جمع آراء 4 من رجال الدين الإسلامي، الذين أفادوا بأن "التخلف عن المشاركة مفسدة ونحتاج إلى تفعيل القيم الإيجابية".
أيضاً مقال الرأي على نفس الصفحة، بعنوان "الكل والأبكم والنتائج المحسومة"، والحديث عن عدم التقاعس والاتكال على الآخرين.
الصفحة الأخيرة، والمخصصة بالكامل لإعلان مباشر مدفوع الأجر، لتأييد المرشح عبد الفتاح السيسي، بدأت بالآية القرآنية الكريمة : بسم الله الرحمن الرحيم " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" صدق الله العظيم.
الملف الخاص على الصفحة الرابعة، خصص خبر في مساحة بارزة، مع صورة، لعظة البابا تواضروس الإسبوعية، ودعوته للنزول للتصويت في الانتخابات، وحمل الخبر عنواناً عمد إلى الحشد على عنصر ديني، بقول "البابا تواضروس: أحد المرشحين سيكتسح الانتخابات لكن المشاركة واجبة"، و"التصويت مثل الحرب على الجبهة ولا تصدقوا الأكاذيب".
مقال الرأي على الصفحة الـ13، بعنوان "خليك زي الرئيس"، تناول فكرة "عدم تأليه الرؤساء"، من خلال الإفراط في المديح أو الاعتقاد بعدم خطأهم، واستنكاره لما تم تداوله في الفترة الأخيرة من بعض المشايخ والأساقفة كبار السن، من عينة "إنه مرسل من عند الله"، و"إنه مثل نبي الله موسى"، وغير ذلك من الأوصاف التي لا تليق لا بالألوهية ولا بالرجل، على حد وصف كاتب المقال.
الوحيدة التي جاءت تغطيتها متضمنة لحشد على أساس طائفي واستخدام الدين في الدعاية لمرشح، وذلك على لسان أشخاص شملتهم التغطية الإعلامية.
تغطية العدد على صفحته الرابعة لفعاليات الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، شملت فقرتين في خبر "مؤتمر البرلماني عبد الرحيم علي للدعاية للمرشح عبد الفتاح السيسي"، الأولى لـ"سيد عمارة- وكيل وزارة الأوقاف"، وتصريحه: إن الله إذا أحب عبداً رزقه من حيث لا يعلم، والله أحب السيسي واختاره لحكم مصر.
والثاني على لسان القمص سلوان زكري- كاهن كنيسة الدقي، والذي قال: إن يد الإرهاب لم توجه إلى الكنيسة فقط، بل إلى المسجد، ونحن في سفينة واحدة مسلمين ومسيحيين نعيش حلوها ومرها، مؤكداً: لا أقف الآن لأطلب من أي إنسان أن يؤيد السيسي لأجل السيسي، بل كي يؤيد مصر من أجل مصر.
Topics that are related to this one