يتم القيام بما يُسمى بكرنفال الصحافة في بريطانيا كل شهر، حيث يُطلب من المشتركين به التدوين كل جمعة أخيرة من كل شهر عن موضوع معين، وفِي أحد الشهور تناولت التدوينات موضوع عن سؤال "كيف يمكننا قياس أثر الصحافة؟".
بطبيعة الحال، ثمة مقاييس عديدة لقياس "تأثير" مقال أو قصة أو حتى خبر ما على الانترنت، سواء على موقع إخبارى بعينه أو من خلال منشورات مواقع التواصل الاجتماعى أو مقاطع الفيديو، وذلك بقياس ومعرفة نسب الزيارات والمشاهدة أو ما يُعرَف بالترافيك، وتحديد الوقت الذي تحدث فيه أغلب هذه المتابعات.
لكن هذه المقاييس ليست عملية بشكل كبير، فهى لا تحدد مقدار تأثير الصحافة بقدر ما تحدد مقدار ما تم مطابقته مع ما يريده مالكى هذه الصحف ومديريها، وهو ما يؤدي في النهاية إلى دوامة بلا معنى من عرض الأخبار المُوجّهة فقط العاملة على جذب انتباه الجماهير، حتى لو كانت أخبار فارغة من أى مضمون، ومع وجود المزيد والمزيد من المحتوى والمعلومات والأخبار لملء مدونات الاخبار والرأي والفضاء الإلكتروني الذي أصبح يتمدد كل يوم، تصبح المنافسة على الترافيك، أو ما يُسميه تقرير الجارديان "الكأس المقدسة" وهي جلب المزيد من الجماهير والمتابعين أكثر كثافة من أي وقت مضى، وعلى هذا النحو، يصبح المحتوى نفسه غير متبلور بشكل جيد.
ولهذا يجب طرح سؤال مهم، ما هي القيمة "الحقيقية" لتأثير الصحافة؟ منذ فترة، قال رئيس مجموعة مجلة كبرى "أنا أقوم بنشر مجلة عن الجولف، وكل ما يمكنني الحصول عليه من قراء المجلة هو 35 $ في السنة، وهم نفس القراء الذين ينفقون 10 آلاف دولار سنوياً على المعدات أو مبالغ مالية لتهذيب حدائقهم أو القيام ببعض الرحلات"، ويستفهم عن هذا مستنكراً "ما الخطأ الذي فعلته؟".
تتيح لنا شبكة الإنترنت إمكانية الوصول إلى العديد من الـgroups على الفيسبوك، توفر لنا اهتماماتنا الاخبارية، ويجب أن يكون هدف الصحافة في الفترة القادمة "تضييق المجال" أمام هذه المجموعات وليس توسيعه، فخلق مجموعات مثل هذه يحول دون انتشار المواقع الإخبارية الجديدة، ويُقلل من الترافيك المطلوب الوصول إليه.
المصدر :
https://www.theguardian.com/media-network/media-academy-blog/2012/apr/02/how-to-quantify-the-impact-of-journalism