صحيفة "فورين آفيرز" أو الشئون الخارجية، هي صحيفة أمريكية تتناول العلاقات الدولية الأمريكية وسياساتها الخارجية، وتحرص على التطرق لأى قضية جديدة تطرأ على الساحة الدولية وتشغل الرأي العام العالمي.
صدرت "فورين آفيرز" في عام ١٩٢١، أسسها "مجلس العلاقات الدولية الأمريكي"، وهو بمثابة منظمة غير ربحية، هدف إلى تعريف الجمهور الأمريكي بسياسة بلده الخارجية، خصوصاً بعد اتجاهها نحو مزيد من الاضطلاع بدور أكبر في البيئة الدولية، وتخليها عن سياسة العزلة الخارجية التي كانت تحول دون اشتراك أمريكا في تقرير شكل النظام الدولى، وهو ما أسفر عن عدم معرفة المواطنين بالسياسة الخارجية ولا بطبيعة العلاقات الدولية، وهو ما بلور فكرة الصحيفة في أذهان المجلس.
تكونت الصحيفة في بداياتها من كتابات الدبلوماسيين والمحامين والاقتصاديين الدوليين الذين لهم شأن وعلى علم بطبيعة علاقات أمريكا الدولية في مختلف المناحي، وقد كان أول رئيس تحرير للصحيفة هو الأكاديمي الدكتور في العلوم السياسية في جامعة هارفرد "آرشيبولد كاري كولديج"، لكنه لم يستطع الاستمرار في منصبه لعدم قدرته على الانتقال من بوسطن لنيويرك حيث مقر الصحيفة، ليحل محله الكاتب والصحفى "هاميلتون آرمسترونج"، والذى كان يعمل صحفياً بجريدة النيويورك بوست المسائية.
كان أول مقال بأول عدد في الجريدة بقلم وزير خارجية حكومة الرئيس روزفلت، وهو ما كان سبباً في انتشارها بدرجة كبيرة، والذي تحدث فيه عن ضرورة أن يصبح الشعب الأمريكي واعياًب سياسات دولته الخارجية بعد أن أصبحت دولته قوة كبرى في النسق الدولى، كما شارك "دالاس" الخبير الاقتصادي الدولي آنذاك ووزير الخارجية في حكومة الرئيس الأمريكي ايزنهاور لاحقاً، بمقالة مهمة في نفس العدد عن الحرب العالمية الأولى.
ارتفعت مكانة المجلة وزاد توزيعها بعد الحرب العالمية الثانية، حينما أصبحت العلاقات الدولية مسألة حيوية وأولية لأمريكا، لكنها لم تنل الانتشار الحقيقي بين الجماهير العاديين وليس بين المهتمين بالعلاقات الدولية تحديداً بعد الحادى عشر من ديسمبر ٢٠٠١، حيث ساهمت في بلورة الموقف للمتخبطين الخائفين من الإرهاب الدولي، سواء من خلال التغطية الإخبارية أو مقالات الرأي المنشورة بها لتصل إلى ٣٥٠ ألف قارئ للنسخة المطبوعة و٩٥٥ ألف زائر لموقعها الإلكترونى، ولاتزال ال "فورين آفيرز" أهم صحف السياسة الخارجية، نظراً لقدرتها على الانتشار بين رجل الشارع والأكاديميين الدارسين للعلاقات الدولية، حيث توفر للفئتين ما تغطية صحفية ومقالات ممتازة عن العلاقات الدولية بأسلوب يتناسب مع كليهما، كما إنها تبذل مجهودات ضخمة على الصعيد الإلكترونى، حتى إنه قد أصبح لها تطبيقها الخاص على أجهزة الأبل والسامسونج.